معظم الروبوتات الشبيهة بالبشر لم تتخط المراحل التجريبية لكن مطوريها يتوقعون تحولاً هائلاً في قدراتها مستقبلاً

هل تزدهر شركات الروبوتات الناشئة في عصر الذكاء الاصطناعي؟

صورة تعبيرية - المصدر: بلومبرغ
صورة تعبيرية - المصدر: بلومبرغ
المصدر:

بلومبرغ

يتعاظم الاعتقاد بأن بزوغ فجر الذكاء الاصطناعي يعني أيضاً اقتراب ظهور روبوتات تشبه البشر أخيراً. عن ذلك قال شاهين فارشتشي، الشريك في "لوكس كابيتال"، وهي شركة رأس مال استثماري تركز على التقنيات الناشئة: "كانت لدينا تصورات بشأن الروبوتات البشرية في الثقافة الشعبية على مدى عقود. يريد العلماء بطبيعة الحال أن يجعلوا ذلك واقعاً".

أضاف فارشتشي: " ترتبط كل ثورة تقنية بمحاولة جديدة لتقريبنا من ابتكار الروبوت روزي"، في إشارة إلى الخادمة الروبوت في مسلسل الرسوم المتحركة (The Jetsons).

زادت الروبوتات قوةً وشعبيةً باطراد في السنوات الأخيرة، لكن أنجح الأمثلة ليست استحضاراً لصورة روبوتات سلسلة "حرب النجوم" (Star Wars). تشكل روبوتات الكنس الكهربائية "رومبا" (Roomba) من إنتاج شركة "آي روبوت" (IRobot) و"كيفا" (Kiva)، التي تساعد في تشغيل مستودعات "أمازون"، إنجازات تقنية مهمة، لكنها تشبه الآلات والأجهزة أكثر من أن تكون أصحاباً بتقنية الذكاء الاصطناعي.

آمال التطوير

كانت محاولات إشباع تعطش الجمهور إلى روبوتات أشبه بالبشر مخيبة للآمال في بعض الأحيان. فعندما كشف إيلون ماسك النقاب عن خطط شركة "تسلا" لتطوير روبوت يشبه البشر في 2021، لم يعرض أي تقنية. بدل ذلك، ظهر على المسرح شخص يرتدي بدلة روبوت بيضاء ضيقة وخوذة سوداء ليرقص، فاستجر ذلك موجة سخرية من ماسك.

بيزوس يغزو عالم الروبوتات بمشاركة "أوبن إيه آي" و"إنفيديا"

مع ذلك، يقول العاملون في هذا المجال إن التطورات الأخيرة، التي شهدتها نماذج الذكاء الاصطناعي وبرامج الإبصار الحاسوبية، تعني أن الروبوتات الشبيهة بالبشر جسدياً قد تغدو واقعاً في المدى القريب. كما يمكن أن تكون تلك الروبوتات مفيدة على نحو استثنائي، إن هي تمكنت من القيام بمجموعة واسعة من المهام مقارنةً مع ذراع آلية تكرر ببراعة وظيفة واحدة في المصنع.

ما يزال مشهد التمويل قاسياً، حيث استثمرت شركات رأس المال المغامر أموالاً أقل في الشركات الناشئة خلال 2023 مقارنة بأي عام آخر منذ 2019، ولم تجمع شركات تطوير الروبوتات الشبيهة بالبشر سوى ربع رأس المال الذي اجتذبته في 2018. مع ذلك، ازداد عدد الصفقات بحدة، ما يشير إلى أن المستثمرين أصبحوا أكثر تحمساً للاستثمار في تلك الشركات الناشئة.

أدرجت "واي كومبيناتور" (Y Combinator)، مسرعة الأعمال وحاضنة الشركات الناشئة، الروبوتات والتعلم الآلي في قائمة المجالات التي تثير اهتمامها في فبراير. قالت ديانا هو، الشريكة في "واي كومبيناتور" إنها تعتقد أن تصنيع الروبوتات المتطورة بات أرخص وأسهل بالنسبة للشركات الناشئة: "أخيراً، أصبح تطوير روبوتات تتمتع بإدراك يضاهي البشر ممكناً".

استثمارات ضخمة

في 23 فبراير، نقلت بلومبرغ نيوز أن مطورة الروبوتات الشبيهة بالبشر "فيغر إيه آي" (Figure AI) جمعت قرابة 675 مليون دولار في جولة تمويلية، حيث قدّر جيف بيزوس وشركة "إنفيديا" وغيرهما من المستثمرين قيمة الشركة الناشئة بحوالي مليارَي دولار. قالت "فيغر إيه آي" إنها تأمل بأن يكون منتجها قادراً على أداء المهام التي تشكل خطورة على البشر أو التي يصعب توظيفهم للقيام بها، بما في ذلك أعمال المستودعات.

بينما جمعت شركة الروبوتات النرويجية الناشئة "ون إكس تكنولوجيز" (1X Technologies) 100 مليون دولار في وقت سابق من هذا العام. تستثمر "أوبن إيه آي" (Open AI)، مطورة روبوت الدردشة "تشات جي بي تي"، في كلتا الشركتين.

باشرت "أمازون"، التي أعادت صياغة كيفية توظيف الروبوتات في مجال الخدمات اللوجستية عبر الاستحواذ على شركة "كيفا سيستمز" (Kiva Systems) في 2012، اختبار روبوتات بشرية الهيئة من تصنيع "أجيليتي روبوتيكس" (Agility Robotics)، وهي شركة ناشئة دعمتها في 2022.

إصابات عمال مخازن "أمازون" تضعها تحت مجهر المنظمين

صممت الروبوتات، التي لها أعين بيضاء متلألئة، بأطراف سريعة الحركة لالتقاط الصناديق من على الرف وحملها إلى الناقل. تخطط "أجيليتي روبوتيكس" لإنشاء مصنع جديد لزيادة إنتاجها، إذ تعمل الشركة الناشئة على تطوير روبوتات قد تتمكن تدريجياً من أداء مهام معقدة مثل تفريغ الشاحنات والتعامل مع فرز محتويات حمل بضائع.

قال فارشتشي إن إحصائيات جمع الأموال لا تعكس الأبعاد الكاملة لزيادة الاستثمارات في مجال تطوير الروبوتات، مؤكداً أن مزيداً من رواد الأعمال يركزون على تطويرها، لكنهم لم يعلنوا بعد عن طموحاتهم أو مقدار ما جمعوا من المستثمرين. قال فارشتشي إن: "تلك الشركات، التي ستخرج وتجمع مليارات الدولارات، بدأت تتحرك على مدى العام الماضي، وحراكها لم يخرج إلى العلن بعد".

اضغط هنا لقراءة المقال الأصلي
تصنيفات

قصص قد تهمك