أصحاب دور العرض يأملون بأن يعطي الجزء الثاني من (Dune) دفعة قوية لشباك التذاكر

هوليوود تعلق آمالاً على (Dune 2) لإحياء الأفلام الجماهيرية

الممثل تيموثي شالاميه في فيلم "Dune: Part Two"  - المصدر: بلومبرغ
الممثل تيموثي شالاميه في فيلم "Dune: Part Two" - المصدر: بلومبرغ
المصدر:

بلومبرغ

منذ بداية العام، لم يعد نشاط دور السينما مثلما كان عليه قبل 12 شهراً حين حقق فيلما (Avatar: The Way of Water) و(Ant-Man and the Wasp: Quantumania)، نجاحاً هائلاً وحصدا مليارات الدولارات في شبابيك التذاكر عالمياً.

رغم أن أداء بعض الأفلام ذات الميزانيات المتواضعة نسبياً، مثل (Mean Girls) من "باراماونت بيكتشرز" (Paramount Pictures) و(Bob Marley: One Love) فاق التوقعات، اتسم أغلب المشهد بالإقبال الضعيف على أكبر الأفلام ذات الميزانيات الضخمة في 2024. وهنا يأتي (Dune: Part Two)، وهو الجزء الثاني من فيلم المغامرات الجريئة في الصحراء الذي بدأ عرضه في 1 مارس، ويأمل أصحاب دور السينما أنه سيعطي دفعة قوية لشبابيك التذاكر.

قال بوب باغبي، رئيس مجلس إدارة الرابطة الوطنية لأصحاب المسارح والمدير التنفيذي لسلسلة "بي آند بي ثيترز" (B&B Theatres)، التي بدأت نشاطها منذ قرن: "حيثما أذهب يسألني الناس: متى سيُعرض (Dune)؟ متى سيُعرض (Dune)؟ نحن حقاً بحاجة إلى هذا الفيلم الأول الذي سيحقق إيرادات هائلة ليفتتح العام، إذ إن الأفلام صاحبة الإيرادات الهائلة تدفع مبيعات التذاكر لأفلام أخرى، وأعتقد أن (Dune 2) سيكون هو ذلك الفيلم".

قال باغبي إن مبيعات التذاكر المسبقة للجزء الثاني من الفيلم في دور عرض "بي آند بي" هي الأعلى منذ عرض فيلم (Taylor Swift: The Eras Tour) عن حفلات المغنية الشهيرة في أكتوبر.

المصدر: غيتي إيمجز
المصدر: غيتي إيمجز

توقعات متفائلة

لقد نال (Dune: Part Two)، الجزء الثاني من سلسلة أفلام المخرج دينيس فيلنوف المبنية على روايات الخيال العلمي للكاتب فرانك هربرت عن سلالات متحاربة عبر المجرّات، استسحان النقاد الذين حضروا العروض المسبقة للفيلم.

تشير التوقعات إلى أن الفيلم سيحصد ما يصل إلى 75 مليون دولار في الولايات المتحدة في أول عطلة أسبوعية تلي بداية عرضه، وفقاً لموقع "بوكس أوفيس برو" (Boxoffice Pro). إن حقق الفيلم هذه الإيرادات، فسيكون ذلك أكبر افتتاح على المستوى المحلي منذ عرض فيلم حفلات المغنية تايلر سويفت.

قد يكون من الأفضل مقارنة الفيلم من الناحية المالية، بناءً على الإشادة التي حصل عليها من النقاد ومدة عرض الفيلم والجمهور المستهدف، بفيلم (John Wick: Chapter 4)، وهو فيلم أكشن من "لايونز غيت إنترتينمنت" (Lions Gate Entertainment) عُرض في مارس 2023 وحقق إيرادات أولية بلغت 74 مليون دولار في الولايات المتحدة وكندا فاقت لاحقاً 400 مليون دولار عالمياً.

عرضت الشركات التي تقف وراء الجزء الثاني من "Dune"، وهي "ليجندري إنترتينمنت" (Legendary Entertainment) و"وارنر برذرز"، الجزء الأول من فيلم "Dune" (2021) لمخرجه فيلنويف في يناير لتحفيز الزخم، وبلغت مبيعات التذاكر لإعادة عرض الفيلم نحو خمسة ملايين دولار.

نجحت تلك الاستراتيجية مع "والت ديزني" عند إعادة عرض فيلم (Avatar) لعام 2009 من إخراج جيمس كاميرون قبل أشهر من عرض الجزء الثاني من الفيلم في دور السينما في ديسمبر 2022. حصلت "ديزني" على أكثر من 70 مليون دولار من المشروع، فيما أصبح الجزء الثاني (Avatar: The Way of Water) ثالث أكبر فيلم من حيث الإيرادات في تاريخ السينما بمبيعات تذاكر بلغت 2.3 مليار دولار.

عوامل مشجعة

ليس متوقعاً أن يحقق (Dune: Part Two) لفيلنوف، الذي كلف 190 مليون دولار وهو الجزء الثاني من ثلاثية، إيرادات تقترب من مبيعات الجزء الثاني من (Avatar). لكن ثمّة عوامل تدفعه لأن يحقق أكبر إيرادات في العطلة الأسبوعية الأولى من افتتاحه هذا العام.

تشمل هذه العوامل طاقم عمل يضم عدداً من النجوم، على رأسهم تيموثي شالاميه وزيندايا في دور البطولة، والتزام المنتجين الكامل بتجربة العرض السينمائي، وهو ما يمثل تحولاً في الاستراتيجية لدى "وارنر برذرز" ولدى هوليوود على نطاق أوسع.

حين عُرض الجزء الأول من (Dune) للمرة الأولى في 2021، حاولت "وارنر برذرز"، التي كانت آنذاك إحدى شركات "وارنر ميديا" (WarnerMedia) تابعة "إيه تي آند تي"، أن تقاوم تجنب الناس للتجمعات الكبيرة الذي استمر منذ زمن الجائحة عبر إطلاق كل أفلامها بالتزامن في دور السينما وعبر خدمة بث الأفلام عبر الإنترنت "إتش بي أو ماكس" (HBO Max).

لقد استخف كثير من أشهر مخرجي العالم ممن ينتجون أفلاماً للشاشة الفضية، بمبادرة خدمات البث عبر الإنترنت التي سُميت "بروجكت بوبكورن" (Project Popcorn) وقادها جايسون كيلار، رئيس "وارنر ميديا" التنفيذي السابق ومؤسس "هولو" (Hulu) لخدمات البث عبر الإنترنت.

في تصريح لـ"هوليوود ريبورتر" (Hollywood Reporter)، قال المخرج كريستوفر نولان، الذي عرضت "وارنر برذرز" أفلامه (Insomnia) وثلاثية (Dark Knight) و(Inception) و(Interstellar) و(Dunkirk) و(Tenet) في دور السينما في شراكة استمرت 20 عاماً، إن "بعض أكبر صنّاع الأفلام وأهم النجوم في مجالنا خلدوا إلى النوم في الليلة السابقة معتقدين أنهم يعملون لصالح أعظم استوديو للأفلام واستيقظوا ليكتشفوا أنهم يعملون لصالح أسوأ خدمة بث".

محاولات جذب

كتب فيلنوف لاحقاً في مقال لمجلة "فيرايتي" (Variety) التجارية أن "(وارنر برذرز) ربما تكون قد قتلت سلسلة (Dune)" في سعيها لاجتذاب مشتركين في خدمة البث عبر الإنترنت على حساب إعطاء قيمة لطرح فيلم في السينما. تسرب الفيلم في النهاية إلى الإنترنت، لكن رغم تلك الانتكاسات، حصد الفيلم إيرادات فاقت 400 مليون دولار في شباك التذاكر كما فاز بست من جوائز الأوسكار وترشيح لجائزة الأوسكار لأفضل فيلم.

أضحت ملكية "وارنر برذرز" منذ ذلك الحين تابعة لشركة جديدة لها تكليف جديد، وإن كان تقليدياً، هو التخلي عن الأفلام التي تُعرض مباشرةً عبر خدمات البث لصالح صناعة أفلام يمكن مشاهدتها وسماعها والتفاعل معها في دور السينما.

في 2022، استحوذت مجموعة "ديسكفري" (Discovery) التلفزيونية على "وارنر ميديا" لتأسيس شركة "وارنر برذرز ديسكفري"، وأدار رئيس "ديسكفري" التنفيذي دايفيد زاسلاف الكيان المدمج. وقد استجر زاسلاف عداوات بسرعة في هوليوود عبر إلغاء إصدار أفلام شبه مكتملة منها (Batgirl) و(Scoob! Holiday Haunt) و(Coyote vs. Acme).

لكنه حصل على اعجاب مديري دور العرض، بما فيهم مسؤولين تنفيذيين لسلاسل متعثرة مثل "إيه أم سي إنترتينمنت هولدينغز" (AMC Entertainment Holdings) و"ريغال" (Regal) التابعة لمجموعة "سنيورلد" (Cineworld Group)، التي أثار إعجابها بخطاب غير منضبط في فعالية "سينما كون" (CinemaCon) العام الماضي. إذ انتقد زاسلاف استراتيجية "وارنر ميديا" السابقة وأكد أن أنقى أشكال الترفيه "هي الأفلام في دور السينما. نحن نؤمن بالفترات الحصرية لعرض فيلم في دور السينما فقط. لسنا في عجلة لإتاحة الأفلام عبر (ماكس)".

إيرادات هائلة

انضمت "وارنر براذرز" إلى استوديوهات رئيسية أخرى في هوليوود، إلى جانب "أمازون دوت كوم" و"أبل" وهي شركات حديثة العهد في عالم السينما، في إعادة تقديم فترات حصرية طويلة لعرض الأفلام في دور السينما حصرياً قبل أن تتيحها عبر خدمات البث. وكانت الأساليب التقليدية للاستوديوهات في بعض الحالات فعالة بالقدر ذاته مثلما كانت في السابق، إن لم تكن قد ازدادت فاعلية.

أصبح فيلم (Barbie) من إخراج غريتا غيرويغ، الذي طُرح في دور السينما في يوليو ولم يكن متاحاً عبر الإنترنت قبل أكتوبر، أعلى الأفلام تحقيقاً للإيرادات في تاريخ "وارنر برذرز"، إذ بلغت مبيعات التذاكر 1.4 مليار دولار.

رسّخ (Wonka)، وهو فيلم موسيقي طرحته "وارنر برذرز" في ديسمبر عن أصول شخصية صانع الشوكولا التي ابتكرها الكاتب روالد دال، نجومية شالاميه في لعب دور البطولة وجمع إيرادات فاقت 600 مليون دولار. لن يبدأ بث الفيلم على منصة "ماكس" التابعة لـ"وارنر برذرز" حتى 8 مارس.

يُعتبر فيلم (Oppenheimer) من إخراج نولان، الذي أنتجته "يونيفرسال بيكتشرز" (Universal Pictures) التابعة لـ"كومكاست" (Comcast) والذي بدأ عرضه في يوم بدء عرض (Barbie)، ثاني أكبر فيلم يتطلب أن يصاحب بالغون حضوره اليافعين من حيث الإيرادات في التاريخ، إذ حقق مبيعات تذاكر تداني مليار دولار. ما يزال الفيلم يُعرض في بعض دور العرض فيما يدنو موعد حفل توزيع جوائز الأوسكار في 10 مارس، وهو مرشح لأن يحصل على جائزة أوسكار لأفضل فيلم.

رهان على النجاح

اتفقت "وارنر برذرز" و"ليجندري" أيضاً على تأجيل إصدار (Dune: Part Two) من نوفمبر كي يتمكن الممثلون من المشاركة في العروض الأولى للفيلم في باريس ولندن وكوريا الجنوبية ونيويورك والمكسيك، ولو لم يكن ذلك الاتفاق لتعرقل ذلك بسبب إضراب نقابتَي الممثلين والكتاب في هوليوود.

قال جوش غرود، الرئيس "ليجندري" التنفيذي، إن الخطوة، التي كانت تهدف إلى وصول الجزء الثاني من الفيلم إلى أكبر عدد ممكن من الجماهير، "كانت مخاطرة أثبتت أنها آتت ثمارها". عبّر مايكل دي لوكا وبام أبدي، الرئيسان المشاركان في استوديو "وارنر برذرز"، في رسالة بالبريد الإلكتروني عن أملهما بأن يشاهد مرتادو السينما (Dune: Part Two) كما "ينبغي أن يُشاهد: على أكبر شاشة ممكنة".

إن صنّاع الجزء الثاني من (Dune) ليسوا منفردين في هوليوود بالمراهنة على أن محبي الأفلام قد يكونون مستعدين للعودة إلى دور السينما بأعداد كبيرة. حجزت الاستوديوهات المنافسة مساحات إعلانية بملايين الدولارات في مباراة "سوبر بول" هذا العام لأفلام قد تحقق إيرادات كبرى ويُتوقع عرضها في دور السينما في وقت لاحق من العام، ومنها (Deadpool & Wolverine) من "ديزني" و(A Quiet Place: Day One) من "باراماونت" و(Wicked) من "يونيفرسال".

تجربة "آيماكس"

رغم أن المحللين يتوقعون أن مبيعات تذاكر السينما في الولايات المتحدة وكندا لهذا العام ستكون أقل بنحو الثلث من مستويات ما قبل الجائحة، أي بنحو ثمانية مليارات دولار، وفقاً لتقديرات شركة الأبحاث "غوور ستريت أناليتكس" (Gower Street Analytics)، فقد بدأت إيرادات الشاشات كبيرة الحجم المتميزة مثل تلك التي نصبتها شركة "آيماكس" (Imax) تنمو حديثاً، فيما يُعد إشارة على أن الاستوديوهات تنجح في جذب مرتادي السينما الباحثين عن تجربة لا يمكن محاكاتها في المنازل.

كان العام الماضي ثاني أفضل أعوام "آيماكس" في تاريخها في شباك التذاكر، إذ ارتفعت المبيعات 25% من 2022 وكانت أعلى 2% من مستوياتها بين 2017 و2019.

في 25 فبراير، استضافت "وارنر برذرز" عرض (Dune: Part Two) ليوم واحد على شاشات "آيماكس" فقط في 12 دار سينما في الولايات المتحدة وكندا وبريطانيا وأستراليا، ونفدت التذاكر في أسواق رئيسية مثل لوس أنجلوس.

قال ريتش غِلفوند، رئيس "آيماكس" التنفيذي: "إنه تحفة فنية بصرية لها قصة مشوقة وطاقم تمثيل متميز، لذا نحن متفائلون جداً بشأن أدائه. تميل الأفلام التي تتمتع بهذا الحجم والطموح لأن تكون تذكِرة عظيمة بأسباب ارتيادنا لدور السينما".

اضغط هنا لقراءة المقال الأصلي
تصنيفات

قصص قد تهمك