جاء الذكاء الاصطناعي التوليدي مع كثير من الضجيج.. إليك كيفية الاستفادة من روبوتاته في أداء عملك

كيف تستفيد من روبوت الذكاء الاصطناعي في العمل؟

صورة تعبيرية - المصدر: بلومبرغ
صورة تعبيرية - المصدر: بلومبرغ
المصدر:

بلومبرغ

أضافت موجة هوس بتطبيقات الذكاء الاصطناعي التوليدي أكثر من خمسة تريليونات دولار إلى قيمة شركات التقنية المدرجة على مؤشر "ناسداك 100" منذ بداية هذا العام. كان انتعاش أسهم مطوري التقنية الناشئة مدفوعاً بزخم متزايد اكتسبته روبوتات الدردشة مثل "تشات جي بي تي" من "أوبن إيه آي" و"بارد" من "غوغل". لقد اقتصر دور خوارزميات الذكاء الاصطناعي فيما مضى على معالجة البيانات في خلفيات البرامج مثل تحديد محتوى موجز الوسائط الاجتماعية الخاصة بك.

غير أن هذه التطبيقات الجديدة المسماة بتطبيقات الذكاء الاصطناعي التوليدي باتت تتيح للمستخدمين التفاعل معها مباشرةً لابتكار أشياء من العدم. على سبيل المثال، يمكن لروبوتات الدردشة الاستجابة لمحفزات برمجية يغذيها بها مستخدموها لتحرير مجموعة نصوص أو صور، أو كتابة شفرات برمجة أصلية في غضون ثوانٍ؛ وذلك لأنها مدربة عبر معالجة مجموعات هائلة من البيانات.

عون وتهديد

إن صدق مؤيدو التقنية الواعدة، فسيجلب ذلك تغييرات كاسحة في الشركات متيحاً استبدال أعداد كبيرة من العاملين من جهة، وزيادة إنتاجية من تستبقهم من جهة أخرى. قال ديفيد والر، الشريك في"أوليفر وايمان" للاستشارات، إن الرؤساء التنفيذيين وموظفيهم غير متأكدين على حد سواء من كيفية الاستفادة من هذه التطبيقات.

تابع والر: "أصيبت معظم الشركات بالذعر لشعورها بحتمية تخلفها عن الركب، فالجميع خلف الكواليس يخططون لإطلاق إنجازات رائعة ومؤثرة، فيما يجد مديرو هذه الشركات أنفسهم مضطرين لتحمل المسؤولية أمام مجالس الإدارة لعدم التخطيط لإنجازات مماثلة".

الخبر السار لهؤلاء الرؤساء التنفيذيين هو أن معظم الشركات ما تزال تستكشف كيفية الاستفادة من تطبيقات الذكاء الاصطناعي. يُعزى ذلك جزئياً إلى أن التقنية الواعدة تنطوي على إمكانية التأثير في كل شيء وتحويل مسار الاقتصاد برمته، شأنها في ذلك شأن الاكتشافات العلمية الهامة مثل المحرك البخاري والكهرباء أو الإنترنت.

لكن ذلك لن يحدث بين عشية وضحاها، كما هو الحال مع الاكتشافات سالفة الذكر. قال إيثان موليك، الأستاذ في كلية "وارتون" للأعمال بجامعة بنسلفانيا: "الطريقة الوحيدة لفهم كيفية الاستفادة من هذه التقنية حقاً هي استخدامها"، وهو أمر يستغرق وقتاً.

استبدال المتخصصين؟

طبقت لين أرسينولت، التي أسست شركة قرب بوسطن تختص بالإشراف على تقديم طلبات المنح المالية، نصيحة موليك في عملها، وإن لم يخل ذلك الأمر من التخوف. قالت أرسينولت: "كنت متخوفة بعض الشيء حتى حيال تجربتها (تطبيقات الذكاء الاصطناعي)، فثمة سؤال مطروح بشأن ما إذا كان دوري في كتابة طلبات المنح سيندثر خلال السنوات القليلة المقبلة".

اكتشفت أرسينولت إمكانات وحدود قدرات "تشات جي بي تي" سريعاً حين شرعت في استخدامه أخيراً. على سبيل المثال، عندما تكتب المسودة الأولى لعرض مقترح، فإنها تغذي روبوت الدردشة ببعض المحفزات البرمجية، فيبدأ بكتابة الطلب سريعاً. يساعد هذا، كما تقول أرسينولت، على مقاومة صعوبات الكتابة التي تعاني منها أحياناً، ما يوفر لها ساعة تقريباً من أصل خمس ساعات قد تستغرقها مهمة تعمل عليها.

بعد ذلك، تبدأ أرسينولت في إعادة تغذية الروبوت بنسخة أخرى من المقترح بعد الانتهاء من كتابته بغية تدقيقها. تقول أرسينولت إن مالكي الشركات الصغيرة الآخرين الذين تعرفهم يستخدمون "تشات جي بي تي" لكتابة رسائل البريد الإلكتروني والنصوص تسويقية.

مع ذلك، بيّنت صاحبة الشركة الصغيرة أن أداء تطبيقات الذكاء الاصطناعي غالباً ما يشوبه بعض القصور، إذ إن أسلوب صياغة المسودات الأولى عادةً ما يكون فاتراً ويفتقر إلى التمايزات الدقيقة اللازمة لوصف العمل المعقد الذي يؤديه عملاؤها.

تابعت أرسينولت أنها تبينت أن ما يميز ما تفعله أكثر بكثير من مجرد القدرة على الكتابة؛ إذ من الأهمية بمكان أن تبني علاقات قوية مع المتبرعين، فضلاً عن أن تبني معرفةً موسوعيةً فيما يتعلق بفرص المنح التي قد لا يُعلَن عنها على نطاق واسع. كما قالت أرسينولت إنه مهم جداً تفقّد أي أغلاط قد تأتي بها الروبوتات، لأنها عرضةً لارتكاب أخطاء.

الروبوت كالمتدرب الجديد

إلى جانب "تشات جي بي تي"، يشهد قطاع تقنيات مكان العمل انتشاراً واسعاً حيث تتطلع شركات التقنية للاستفادة من الإمكانات الهائلة التي تنطوي عليها سوق البرامج المدعومة بالذكاء الاصطناعي. تتوفر عشرات البرامج المصممة خصيصاً لقطاعات أعمال محددة مثل "جاسبر" (Jasper) لمساعدة محترفي التسويق، و"سينثيزيا" (Synthesia) لمحرري المقاطع المصورة، و"كايس تيكست" (Casetext) للمحامين، والذي استحوذت عليه أخيراً شركة "تومسون رويترز". كما ينتظر أن تظهر تقنية الذكاء الاصطناعي في بعض أكثر برامج المكاتب رسوخاً مثل "مايكروسوفت أوفيس 365".

قد يكون هذا الكم الهائل من الخيارات مربكاً، لكن موليك من كلية "وارتون" للأعمال يقول إن التطبيقات التي تروج لها الشركات لأداء مهام محددة، غالباً ما تعتمد على نفس الخوارزميات الأساسية الداعمة لروبوت الدردشة "تشات جي بي تي". لذلك يقترح البدء بتجربة الروبوت سالف الذكر مباشرةً، بافتراض أن المسؤولين عن الشركة يسمحون بذلك، ومن ثم اكتشاف أي الأدوات المتخصصة قد تحتاجها مستقبلاً لإنجاز عملك.

ستمنحك بضع ساعات من استخدام "تشات جي بي تي" في جوانب مختلفة من وظيفتك فكرة جيدة عمّا يمكنه فعله وما يعجز عنه. إن كنت تعتقد أنه برنامج تقليدي يعمل وفق ما هو مبرمج لأدائه من وظائف وأنه سيقدم لك دائماً الإجابات الصحيحة، فسيخيب أملك.

قال موليك: "ستحبطك أمور شتى في البداية، ثم ستصبح أفضل بصورةٍ عجيبة". أضاف الأستاذ بكلية "وارتون" للأعمال أنه يُفَضَل معاملة "تشات جي بي تي" كمتدرب، حيث سيحتاج الأمر إلى التوجيه وبعض المساعدة، لكن بمجرد إلمامه بطبيعة العمل سيكون عوناً كبيراً. قال موليك: "إنه يعمل جيداً حقاً عندما تتفاعل معه كشخص، حيث تتوقع وقوع أخطاء محتملة وكذلك بعض الغرابة".

اضغط هنا لقراءة المقال الأصلي
تصنيفات

قصص قد تهمك