"غو إيرلاينز" الهندية تعزو متاعبها التي أفضت لإفلاسها لعيوب محركات "برات آند ويتني"

شركات الطيران مستاءة من مشاكل محركات "برات آند ويتني"

صورة تعبيرية  - المصدر: بلومبرغ
صورة تعبيرية - المصدر: بلومبرغ
المصدر:

بلومبرغ

قبل 12 عاماً، هيمنت شركة "إيرباص" على معرض باريس الجوي بطائرتها "إيه 320 نيو" (A320neo) ذات الممر الواحد التي تمتاز باستهلاك وقود وضوضاء أقل. اعتمدت في تسويقها لها على إمكانية اختيار الشراة بين محركات مصنوعة باستخدام طلاءات ومُركَّبات متطورة من شركتي "برات آند ويتني" (Pratt & Whitney) و"سي إف إم إنترناشونال" (CFM International).

تمنح هذه الطلاءات والمُركَّبات الطائرات سرعة أعلى أثناء التحليق، مصحوبة بكميات أقل من الانبعاثات. عندما انتهى معرض باريس، كانت "إيرباص" قد تلقت طلبيات عديدة، وسرعان ما أضحت "إيه 320 نيو" أسرع الطائرات مبيعاً في التاريخ.

حين اجتمع قطاع الطيران مجدداً هذا الشهر قرب العاصمة الفرنسية، عادت التوربينات الأقل استهلاكاً للوقود إلى دائرة الضوء، ولكن لأسباب سلبية هذه المرة. دفعت مشاكل تتعلق بالمتانة وورش إصلاح المحركات مرتفعة التكاليف، شركات الطيران لإيقاف عدد كبير من أحدث طائراتها لفترات تصل لعدة أشهر أحياناً. رغم أنَّ المحركات أوفت بوعد الاقتصاد في استهلاك الوقود وأنها أفضل أداءً بشكل عام مقارنةً بطرازات أقدم، لكن المصنِّعين يُقرّون أنَّ المحركات ليست بالمتانة التي تخيلوها.

سجل سيئ

رغم أنَّ هذه التحديات أثرت على "سي إف إم"، إلا أن سجل "برات آند ويتني" كان أسوأ. قالت شركة "غو إيرلاينز" (Go Airlines) الهندية في بيان إنَّ محركاتها "شابتها عيوب عديدة وكان معدل فشلها مرتفعاً منذ اليوم الأول". لامت الشركة تقنية "برات آند ويتني" كسبب لانحدارها نحو إفلاسها في مايو.

قالت "برات آند ويتني" إنها ليست مسؤولة عن أوضاع شركة الطيران المالية، وأصرت على أنَّ المتانة من ناحية مجملة تضاهي متانة النسخ السابقة، إن لم تكن تفوقها. كما قال شاين إدي، رئيس الشركة: "نحن نتلقى طلباً قوياً جداً".

في مايو، كان نحو واحدة من بين كل ثماني طائرات من طراز "إيه 320 نيو"، والطائرات المتعلقة بهذا الطراز، مزودة بمروحة توربينية ذات ناقل سرعات من "برات آند ويتني"، تُعرف باسم "جي تي إف" (GTF)، قد بقيت في الحظائر لمدة 30 يوماً أو أكثر، وفقاً لشركة الأبحاث "سيريوم" (Cirium).

"إيرباص" تفوز بأكبر طلبية طائرات في تاريخ الطيران

تمكن مقارنة هذا العدد، الذي يشمل طائرات موقوفة عن العمل لأي سبب، وليس فقط نتيجةً لمشاكل المحركات، بنسبة تبلغ 4% للطائرات المجهزة بمحركات "ليب" (Leap) المنافسة من شركة "سي إف إم"، وهي شراكة بين شركتي "جنرال إلكتريك" و"سفران" (Safran).

في الوقت نفسه، مُنعت عشرات الطائرات ذات البدن الضيق، التي تعمل بتوربينات مجهزة بناقل سرعة، من الطيران أيضاً، وكان نحو 17% منها من طراز "إيرباص إيه 220" (A220) الأصغر حجماً، و11% من طائرات "إمبراير" (Embraer) الإقليمية من طراز "إي 2" (E2).

إنفاق ضخم

أنفقت "برات آند ويتني" 10 مليارات دولار لتطوير المراوح التوربينية المجهزة بناقل سرعة، التي تستخدم ناقل حركة لتسمح للمروحة بالدوران بسرعة أقل من التوربينات مرتفعة استهلاك الوقود. قالت "إيرباص" إنَّ ذلك الأمر يعزز الفاعلية بنحو 20%، لكن شركات الطيران تتخذ قرارات الشراء بناءً على عوامل عدة، مثل تكاليف التشغيل والمتانة والاعتمادية.

نظراً لأنَّ بعض مكونات المراوح التوربينية المجهزة كانت تبلى بوتيرة أسرع من المتوقع، اضطرت شركات الطيران لإصلاحها قبل أوقات خطط الصيانة. كما ساهم نقص أعداد التقنيين بعد جائحة كورونا في إبطاء عودة تلك الطائرات إلى الأجواء.

في معرض باريس هذا العام، تعقد "رايثيون تكنولوجي" (Raytheon)، وهي الشركة الأم لـ"برات آند ويتني"، يوماً تستضيف فيه المستثمرين، حيث سيواجه مسؤولوها التنفيذيون حتماً أسئلة عن تلك المشاكل. رغم أنَّ "سي إف إم" تسيطر فيما يبدو على المشاكل التي تواجه محركات "ليب"، فإنَّ المتاعب مع المراوح التوربينية المجهزة بناقل سرعة تتنامى، وفقاً لدوغلاس هارند، المحلل في "برنستاين" (Bernstein).

كتب هارند في مذكرة بحثية في مايو: "متانة (ليب) أفضل بشكل ملموس"، مشيراً إلى أنَّ الطراز "ربما يكون الخيار الأفضل لمحرك طائرة (إيه 320) للشركات التي لم تحدد اختياراتها بعد".

صفقات طائرات اليوم الثاني من معرض باريس الجوي

في 14 يونيو، زادت الضغوط حين قال غيوم فوري، الرئيس التنفيذي لـ"إيرباص"، إنه يود طرح مجموعة من المحركات لتختار بينها شركات الطيران في التشكيلة الأوسع من الطراز "إيه 220"، الذي يعمل حالياً بتوربينات من "برات آند ويتني" فقط. قال فوري في مقابلة مع "أفياشن ويك" (Aviation Week) إنَّه رغم أنَّ المراوح التوربينية المجهزة بناقل سرعات يمكن الاعتماد عليها، إلا أن "المحرك ليس طويل الأمد".

الاتجاه شرقاً

يُرجَّح أن تأتي حصة متنامية من مبيعات كل من الطائرة والمحركات من الأسواق سريعة النمو، مثل الصين والهند والشرق الأوسط، وفقاً لجورج فيرغسن، المحلل في "بلومبرغ إنتليجنس"، الذي بيّن أنَّ التراب والحرارة والتلوث في تلك المناطق ضخّمت أوجه عيوب المحركات الأحدث. أضاف: "يجب أن تكون جاهزاً لزيادة الحصة السوقية في هذه المناطق، وغياب حلٍ متكامل الأوجه في الوقت الحالي يزيد صعوبة الأمر".

يجعل هذا الوضع معرض باريس اختباراً لما إذا كانت مشاكل "برات آند ويتني" ستدفع مزيداً من شركات الطيران إلى اختيار محرك "ليب". تُستخدم المراوح التوربينية المجهزة الآن في 46% من طائرات "إيه 320 نيو" التي سلّمتها الشركة، وعددها نحو 2800 طائرة. من بين الطلبيات البالغ عددها نحو ستة آلاف، اختارت شركات الطيران محرك "ليب" لـ37% من الطائرات مقابل المراوح التوربينية المجهزة بناقل سرعة لـ24% منها، وفقاً لـ"سيريوم".

قال جورج دميتريوف، المستشار في "سيريوم"، إنَّ شركات الطيران لم تختر بعد المحركات لنحو 2300 طائرة، ويُرجَّح الإعلان عن مزيد من الطلبيات في باريس، لذا ما يزال بإمكان "برات آند ويتني" أن تصل لنقطة تكافؤ المبيعات بمرور الوقت.

بيّن دميتريوف أن العديد من شركات الطيران ينتظر مزيداً من البيانات، في ضوء ظهور نسخة معدّلة هندسياً أُطلِق عليها "جي تي إف أدفانتدج" (GTF Advantage) وتقول عنها "برات آند ويتني" إنها تدمج عدة تحديثات في المتانة وتتوقع الشركة أن تطرحها للبيع العام المقبل.

قال دميتريوف": "يُرجَّح أن يتريثوا ويراقبوا أداء وإمكانية الاعتماد على كل من محركات (سي إف إم) و(برات آند ويتني) أثناء تطورها قبل اتخاذ أي قرار".

اضغط هنا لقراءة المقال الأصلي
تصنيفات

قصص قد تهمك