"دريب" يعتبر الخصوصية ذات أهمية قصوى في مساعدة النساء على التنبؤ بالدورة الشهرية والخصوبة

ما هو تطبيق تتبع الدورة الشهرية الذي لا يبيع خصوصيتك؟

صورة تعبيرية عن التطبيقات التي تتبع الدورة الشهرية - المصدر: بلومبرغ
صورة تعبيرية عن التطبيقات التي تتبع الدورة الشهرية - المصدر: بلومبرغ
المصدر:

بلومبرغ

أثارت ماري كوتشسيك تساؤلات حين بدأت بالعمل على تطبيق مفتوح المصدر لتتبع الدورة الشهرية قبل أربع سنوات حيال داعي إنتاج برنامج آخر من هذا القبيل مع وجود عشرات تشابهه في السوق. لكن مطوّرة البرمجيات التي تعمل في برلين رأت عيباً يسود معظمها وهو استخدامها للبيانات الخاصة بالنساء لأغراض الإعلانات المستهدفة، لذا فإن مستخدمة التطبيق التي تتخطى دورتها الموعد قد تحصل فجأة على عرض ترويج للحفاضات أو عربات أو أغذية الأطفال.

فيما لاقت حجتها قبولاً بين المهتمين بالخصوصية، فإن التطبيق غير الهادف للربح المسمّى "دريب" (Drip) لم يحظ بجاذبية مقابل منافسيه التجاريين مثل "فلو" (Flo) و"أوفيا" (Ovia) و"غلو" (Glow)، التي تستخدمها ملايين النساء.

تغير الحال هذا العام حين ألغت المحكمة العليا في الولايات المتحدة قضية رو ضد ويد، لتمهد الطريق أمام الولايات لتجريم الإجهاض. بادر القلق نساء الولايات المتحدة خصوصاً حول ما إذا كانت البيانات التي كنّ يعهدن بها للتطبيقات قد تصبح أدلة على أنهنّ كنّ وربما لم يعدنَ حوامل.

بدأ تحميل تطبيق "دريب" يتزايد حين سُرّبت مسوّدة قرار المحكمة في مايو. لدى صدوره في 24 يونيو، زاد استخدام التطبيق مع تضاعف عدد المستخدمين المتكررين هذا العام إلى 9000. كان "دريب" في مايو واحداً من ثلاثة تطبيقات أوصت بها مجلة "كونسيومر ريبورتس" (Consumer Reports)، رغم أنه كان متاحاً فقط لنظام "أندرويد". لزيادة فرص استخدامه في الولايات المتحدة، قدّم فريق كوتشسيك إصداراً خاصاً بهواتف أيفون. قالت كوتشسيك: "لقد كان الحكم في قضية رو ضد ويد بمثابة دفعة لإتاحته لأكبر عدد ممكن من النساء".

اهتمام بالخصوصية

تأتي هذه الخطوة مع اهتمام مزيد من الناس بالخصوصية، لا سيما عندما يتعلق الأمر بالبيانات شديدة الخصوصية مثل الخصوبة. لا تتعقب عديد من التطبيقات الدورة الشهرية فحسب، بل تتتبع كل شيء مثل وسائل منع الحمل وصولاً إلى الصداع النصفي والهضم والمزاج، وهي معلومات يمكن استخدامها في تسعير التأمين الصحي أو في التمييز في مكان العمل فيما يخص إجازة الأمومة. قال جاستن بروكمان، مدير سياسة التقنية في مجلة "كونسيومر ريبورتس"، إن تطبيقات الدورة الشهرية "يمكن أن تكون كاشفة بشكل لا يُصدق". عندما يكون الإجهاض غير قانوني "قد تصبح مفيدة للغاية للمدعين العامين". يتميز تطبيق "إيوكي" (Euki)، وهو أحد التطبيقات الأخرى التي أوصت بها المجلة، بإظهاره بيانات مزيفة في حال إجبار مستخدمته على تقديم هواتفهن للتحقق.

قالت إنديا مكيني، مديرة الشؤون الفيدرالية في مؤسسة "إلكترونيك فرونتير" (Electronic Frontier Foundation)، أنه بخلاف محركات البحث ووسائل التواصل الاجتماعي، هناك خيارات واقعية لتطبيقات تتبع الدورة الشهرية تضمن الخصوصية. تشير إلى أنه لا يوجد سبب للاعتقاد بأن مثل هذه التطبيقات توفر تلقائياً مستوى من الخصوصية يتناسب مع حساسية البيانات التي تجمعها. توصل "فلو"، التطبيق الرائد في السوق الذي تستخدمه 48 مليون امرأة شهرياً، العام الماضي لتسوية بشأن شكوى مع لجنة التجارة الفيدرالية الأميركية واعداً بطلب موافقة المستخدمات قبل مشاركته معلوماتهن الصحية. أدخل "فلو" بعد قرار المحكمة العليا خيار تجهيل يتيح للمستخدمات إزالة معلومات التعريف من حساباتهن. قالت ماكيني إن مثل هذه التطبيقات: "واحدة من الأماكن القليلة في التقنية التي تشهد منافسة... نصيحتي هي: انظري أيها يحمي خصوصيتك".

هذا ما حاولت كوتشسيك والمبرمجين الآخرين في المجموعة أن يجعلوه أساساً لتطبيقهم، فقد ابتكر فريق المتطوعين الذين يعملون بلا ميزانية تقريباً عرضاً يتضمن أهم ميزات المنافسين، مثل القدرة على التنبؤ بموعد الدورة إضافة لأداة لتتبع حرارة الجسم لتقييم أوقات الخصوبة في الشهر. لكن "دريب"، الذي طُرح في 2019، لا ينقل أياً من بيانات المستخدمة إلى خوادم، بل يخزنها بالكامل على الجهاز.

مع تزايد الاهتمام، عملت المجموعة على إعادة تصميم التطبيق بواجهة مبسطة باللونين البرتقالي والأرجواني، ويسعون الآن للحصول على منحة لمواصلة تطوير "دريب" وتحديثه لكل من أيفون وأندرويد وإتاحته لمزيد من المستخدمات حول العالم. تقول كوتشسيك: "لقد زاد الوعي حيال مسألة الخصوصية كثيراً... الناس يريدون هذا".

اضغط هنا لقراءة المقال الأصلي
تصنيفات

قصص قد تهمك