الجائحة خلقت سعياً بين الموظفين لإيجاد طرق لتنظيم التوتر والقلق وعلاج الآثار المحتملة للمرض

الوباء يروج تمارين التنفس لدى المديرين التنفيذيين

صورة تعبيرية - المصدر: بلومبرغ
صورة تعبيرية - المصدر: بلومبرغ
المصدر:

بلومبرغ

عندما تواصلت شركة قانونية مع بيليسا فرانيش منذ 15 عاماً لعقد جلسات تمارين تنفس كان لدى الشركة تخوف من أمر على وجه الخصوص. تتذكر اختصاصية علم النفس السريري قولهم: "نريد التأكد فقط من أنك لن تغني". كان جوابها: "لا لن نفعل، ربما نتعرّق لكننا حتماً لن نغني".

تجد مؤلفة كتاب "ذا بريذنغ كلاس" (The Breathing Class) التي أسست منصة تحمل الاسم ذاته، صعوبة أقل اليوم لشرح الفروق الدقيقة بين طرق التنفس، أو التحكم به لزيادة تدفق الأكسجين وتقوية الأجهزة العضلية والعصبية والتنفسية والقلب والأوعية الدموية. تُدرّب فرانيش المقيمة في نيويورك أفراداً من الجيش وقوى إنفاذ القانون ومن المتخصصين في الموارد البشرية والمدربين واختصاصيي تقويم العمود الفقري والمعالجين النفسيين كي يقيموا جلسات. قالت فرانيش: "دراسات علمية عديدة تدعم ما تقوم به".

إلغاء الاجتماعات أفضل طريقة لخفض توتر الموظفين

درجت ممارسة التنفس المتعمد منذ آلاف السنين بصور مختلفة، حيث يتضمن التنفس من الأنف إغلاق فتحتي الأنف بالتناوب باستخدام الأصابع أثناء الشهيق والزفير، فيما يتطلّب التنفس اعتماداً على عضلات البطن الجلوس أو الاستلقاء. أما التنفس القوي فيسمح بتمدد التجويف الصدري وتضييقه بنشاط في أنفاس أقصر، كما يتضمن التنفس الصوتي إصدار أصوات بما قد يشمل الغناء.

لم تكتسب هذه الممارسة زخماً في عالم الشركات حتى العقد الأول من هذا القرن. بدلاً من أن يُنظر إليها على أنها إحدى عناصر التأمل أو اليوغا التي تكتنفها الروحانيات أو دخان البخور فقد خضعت تدريبات التنفس للدراسة وأثبت العلماء فعاليتها.

قال مارك روسو، أخصائي علاج الألم في ولاية نيو ساوث ويلز بأستراليا، الذي قاد بحثاً نُشر في المكتبة الوطنية الأميركية للطب في 2017 وساعد ببدء مزيد من الدراسات: "ثمة ارتباط وثيق بين طريقة تنفسك ووظيفة قلبك والجهاز العصبي اللاإرادي".

مشكلات هضمية

ركّزت عديد من النتائج على التطبيق العملي لتدريبات التنفس وفائدة تقوية الحجاب الحاجز، وهي العضلة الرقيقة التي تفصل الصدر عن البطن. فكلما زادت مرونة الحجاب الحاجز تحت وطأة الضغط، زادت قدرتك على التنفس، وزاد نشاطه في التأثير على الأنظمة الأخرى في الجسم. قالت فرانيش: "التنفس الحجابي هو التنفس الذي يساعدك على تخفيف مشكلات الهضم وارتجاع حمض المعدة والقولون العصبي والإمساك وآلام الظهر".

يقول الخبراء إن جائحة كورونا خلقت طلباً بين الموظفين لإيجاد طرق لتنظيم التوتر والقلق وعلاج الآثار المحتملة للمرض المتفشي. لاحظ أطباء في مركز "ماونت سيناي" لرعاية ما بعد "كوفيد" في نيويورك نتائج إيجابية للغاية عند علاج المرضى بالتنفس. يتضمن برنامج "ستيسيس" (Stasis)، الذي طوّره جوش دونتز أحد قدامى المحاربين في العمليات الخاصة البحرية بالتعاون مع دان فالدو المؤسس المشارك في البرنامج، الشهيق والزفير عبر الأنف بعدد مضبوط بما يصل إلى ثلاث مرات في اليوم.

دروس من الوباء: نصائح من ثمانية أشخاص منتجين

تعمل مثل هذه التطبيقات على تغيير عقيدة الأشخاص الذين ربما تشككوا بها بسبب بقية من الروابط شبه الروحانية. قالت تارين تومي الرئيسة التنفيذية السابقة لشركة "رالف لورين"، ومؤسسة منصة التدريب القائم على التنفس "ذا كلاس" (The Class): "كان الناس منغلقين قبل الوباء... لكنهم يدركون الآن أن لديك هذه الأداة الرائعة المتاحة في كل ثانية".

تقدّم المنصات والتطبيقات الرقمية مثل "بريثورك" (Breathwrk) و"بريز" (Breethe ) أيضاً محتوى جديداً عبر الإنترنت، ما يوفر برامج صحية على المستوى المؤسسي للموظفين العاملين من المنزل، وغيرهم ممن يفضلون الحصول على مزيد من الخصوصية عندما يتعلق الأمر بإدارة الإجهاد.

إقبال الرجال

قالت تومي، التي أطلقت منصتها الرقمية قبل أسابيع من انتشار الوباء: "لقد وجدت أن الناس يميلون أكثر لتجربة جلسة في المنزل أولاً بدلاً من القدوم إلى الاستوديو. لقد شهدنا تغييراً كبيراً منذ (كوفيد) في نوع الأشخاص الذي يحضرون للتدريب، حيث زادت نسبة الرجال أكثر بكثير."

يمكن أن تتراوح مدة الجلسات بين ما أدناه 22 دقيقة ووصولاً إلى 75 دقيقة في تدريب التنفس الخاص، فيما تتراوح التكلفة بين 5 إلى 10 دولارات شهرياً عبر التطبيق، و29 دولاراً للفصل الجماعي. كما يمكن أن تصل تكلفة الجلسات الخاصة إلى 250 دولاراً وحوالي 300 دولار في عطلة نهاية الأسبوع. لكن بمجرد أن تتعلم هذه التقنية، يمكنك ممارستها في أي مكان وفي أي وقت مجاناً.

فنادق تحاول مساعدتك على النوم بلاصقة

أنتجت فرانشيسكا سيبما، مديرة تسويق تنفيذية تحولت إلى مدربة تنفس، تطبيق "ماستري" (Mastry) في 16 مارس، وتشمل قائمة عملائها من الشركات "ديلويت" و"غوغل" و"سنابشات" و"ستيبلز". كان جيلاني جينكينز، الظهير المتقاعد في فريق كرة القدم الأميركية "ميامي دولفينز" ومطور تطبيقات الشبكات الاجتماعية، من بين عملاء سيبما، حيث أدخلته عالم تدريبات التنفس قبل عامين تقريباً، وهو الآن يحضر فصولها بانتظام شخصياً وعبر الإنترنت ويمارس التمارين في المنزل يومياً.

قال جينكينز: "أذهلتني النتائج، فقد حظيت بقدر كبير من الصفاء الذهني من الجلسة الأولى. لقد بدأت باستخدام التنفس لمساعدتي في التدريب لسباق ماراثون وللحفاظ على هدوئي خلال لحظات التوتر في منتصف مسافته البالغة 21 كيلومتراً، هذا عظيم".

اضغط هنا لقراءة المقال الأصلي
تصنيفات

قصص قد تهمك