قالت الشركة التي أنشأت اللعبة إن رئيسها كان يسعى لدعم مواردها بغرض الحفاظ على الأعمال

رئيس "أكسي إنفينيتي" ينقل رموزاً مشفرة قبل الإعلان عن اختراق

زوجان في مانيلا، الفلبين يستخدمان موقع لعبة "أكسي إنفينيتي" - المصدر: بلومبرغ
زوجان في مانيلا، الفلبين يستخدمان موقع لعبة "أكسي إنفينيتي" - المصدر: بلومبرغ
المصدر:

بلومبرغ

أعلنت شركة "سكاي ميفيس" (Sky Mavis) الناشئة صاحبة لعبة "أكسي إنفينيتي" (Axie Infinity) أنَّها تعرضت لاختراق مُدمّر في ربيع هذا العام. فيما تعتمد معظم ألعاب الفيديو على الترفيه في المقام الأول، كان رواج "أكسي إنفينيتي" مبنياً إلى حد كبير على تمكين اللاعبين من كسب عملات مشفرة فجمعوا فيها مدخرات كبيرة.

أجبر الاختراق مُطورة الألعاب، التي تتخذ فيتنام مقراً لها، على إغلاق نظام سحب الرموز المميزة من اللعبة، أي؛ جمّدت أصول مستخدميها قبل أن يتمكّنوا من التفاعل مع ما جاء في الخبر حينها.

شركة ناشئة وعدت اللاعبين بالثراء فأحاقت بهم الدمار

انطبق ذلك على معظم المستخدمين، لكن ليس جميعهم، فقد حولت محفظة رقمية يملكها رئيس الشركة التنفيذي ومؤسسها المشارك ترونغ نغوين ما قيمته حوالي 3 ملايين دولار من الرمز المميز الرئيسي للعبة "أكسي إنفينيتي" ويُسمى "AXS" خلال الساعات القليلة التي سبقت الإعلان والتجميد. انتقلت الرموز المميزة من "بلوكتشين" اللعبة، وهو سجل رقمي للتعاملات، إلى منصة تداول العملات المشفَّرة "بينانس".

ظاهر لكنه خفي

يمكن لأي شخص متصل بالإنترنت أن يرى التحويل لو بحث عنه، لكنْ ليس هنالك ما يربط بين المحفظة ومن يتحكم بها، كما الحال في معظم معاملات التشفير. أكدت "سكاي ميفيس" أن نغوين كان يتحكم بالمحفظة بعد تلقيها لتحليل بيانات عامة يدل على ارتباطه بالمحفظة.

حدث هذا النشاط غير المعتاد خلال فترة شدة كبيرة مرت بها "سكاي ميفيس". كانت النسخة الأولى من "أكسي إنفينيتي" تمر بتدهور لأشهر، كما فقد العديد من اللاعبين ثقتهم بها، كانت الشركة تسرّع طرح إصدار جديد من اللعبة حين أفرغ المخترقون في 23 مارس نظام العملات المشفَّرة لديها، وبلغت قيمتها آنذاك أكثر من 600 مليون دولار. كانت الهجمة من أكبر الهجمات الإلكترونية في تاريخ العملات المشفَّرة.

قراصنة ينقلون عملات مشفرة مسروقة من "أكسي إنفينيتي" ويخفون آثارهم

سيكون لدى أي شخص مطّلع على ما يحدث ذلك الحافز القوي لبيع الرموز المميزة في النظام قبل إغلاقه مؤقتاً. كما سيكون نقل هذه الرموز إلى بورصة "بينانس" خطوة أولى ضرورية لصرفها. لكنَّ "سكاي ميفيس" قالت إنَّ هذا لم يكن سبب تحويل نغوين.

المصلحة العامة

قالت كالي مور، المتحدثة باسم "سكاي ميفيس" في رسائل عبر البريد الإلكتروني، إنَّ نغوين كان يعمل على دعم الشؤون المالية للشركة خلال الأزمة، وكان عليه أن يفعل ذلك بطريقة لم تكن واضحة لسوق التشفير الأوسع، حفاظاً على المصلحة العامة لاقتصاد "أكسي إنفينيتي". أضافت مور أنَّه يمكن للشركة عبر تحويل رموز "AXS" إلى البورصة توفير سيولة لمستخدميها فيما تستعيد وصولها إلى الأموال عبر منصة "بينانس".

في أحدث هجوم إلكتروني.. قراصنة يسرقون 590 مليون دولار من العملات المشفرة

قالت مور: "أدركنا في (سكاي ميفيس) في ذلك الوقت أنَّ مركزنا وخياراتنا سيكونان أفضل كلما كان لدينا المزيد من رموز (AXS) على المنصة. هذا من شأنه أن يمنحنا المرونة لمتابعة خيارات مختلفة لتوفير القروض أو رأس المال المطلوب. اختار الفريق المؤسس تحويل الرموز من هذه المحفظة للتأكّد من أنَّ البائعين على المكشوف الذين يتتبّعون محافظ (أكسي إنفينيتي) الرسمية لن يتمكّنوا من التداول استباقاً للأخبار". أشارت مور إلى أنَّ أي تلميح حول وجود دوافع أخرى هو "بلا أساس".

نشر نغوين سلسلة تغريدات مُكرراً ما قالته مور بعد انتشار هذه القصة. قال نغوين: "إنجاز حياتي هو (أكسي إنفينيتي)، والمجتمع الذي خلقناه معاً. أتحمل المسؤولية عما أدى للاختراق، وسأتخذه تجربة أتعلم منها".

سرعان ما تمكّنت "سكاي ميفيس" من الحصول على مزيد من مال المستثمرين. أعلنت الشركة في 6 أبريل أنَّها جمعت 150 مليون دولار للمساعدة بتعويض المستخدمين والتعافي من الهجوم.، كما أعادت فتح نظام إيداع وسحب الأموال. انخفضت قيمة رمز (AXS) من حوالي 64 دولاراً إلى 17 دولاراً.

اقتفاء الأثر

حلَّل شخص يدير قناة "يوتيوب" صغيرة تختص بالألعاب القائمة على التشفير، المعاملة التي سبقت الإعلان الأولي. طلب التعريف عنه باسمه الذي ورد في قناته، وهو "أسوبس" خوفاً من الانتقام، واستعرض وثائقه مع "بلومبرغ بيزنيس ويك"، التي استعانت بكريستين وزاك أبرناثي، وهما أستاذان مساعدان في الرياضيات بجامعة "وينثروب"، ولهما خبرة في تحليل "بلوكتشين"، لتتحقق من التفاصيل بشكل مستقل.

قالت "سكاي ميفيس" إنَّها علمت لأول مرة بالاختراق حين فشلت عملية تحويل كبيرة قبل حوالي 22 ساعة من إعلانها عن ردها. خلال تلك الفترة، نقلت المحفظة 48838 رمز (AXS) من جسر "رونين" لدى "أكسي إنفينيتي". كانت هذه عملية تحويل كبيرة بشكل غير عادي. كان الحجم الإجمالي على جسر "رونين" لمتوسط يوم في هذا العام يزيد قليلاً عن 55000 من رموز (AXS)، وفقاً لحسابات الأستاذين.

مخاطر عمليات إنقاذ التشفير قد تصبح جزءاً من تكلفة الأعمال لأصحاب رأس المال المغامر

بدأ أسوبس تحليله بمحاولة تحديد من أجرى التحويل، وتعرّف على المحفظة فقط من خلال سلسلة طويلة من الأحرف تبدأ بـ"0X113C". لكنَّ أسوبس ربطها بينها وبين نغوين عبر تعقُب عدة أجزاء من البيانات عبر الإنترنت، إذ حدَّد توزيعاً أولياً للرموز لأشخاص مرتبطين مع "أكسي إنفينيتي" في نوفمبر 2020، وافترض أنَّ بعض المحافظ التي تتلقى هذه التوزيعات يتحكم بها المؤسسون. خلُص إلى أنَّ المحفظة "0X113C" التي تلقت أكبر هذه المدفوعات الأولية كانت على الأرجح خاصة بالرئيس التنفيذي. بحث أسبوس عن أدلة تربط هذه المحافظ بأشخاص محددين، مثل تغريدات وتعاملات مع حسابات أخرى مرتبطة بأسماء افتراضية.

مجرد تكهنات؟

فحص أسوبس محافظ أخرى يُعتقد أنَّها تخص موظفين في "سكاي ميفيس" لأنَّهم تلقوا رموز (AXS) من الشركة بشكل منتظم يشبه الراتب. أجرى العديد منهم معاملات كبيرة خلال نفس الفترة التي نقلت فيها المحفظة "0X113C" الرموز المميزة الخاصة بها. عرضت "بلومبرغ بيزنيس ويك" روابط هذه المعاملات على مور، المتحدثة باسم "سكاي ميفيس". قالت مور إنَّ الشركة لن تؤكد أنَّ المحافظ تخص موظفيها، ووصفت أي إيحاء بذلك على أنَّه تكهنات، مشيرةً إلى أنَّ المقاولين وشركاء الأعمال قد يتلقون رموزاً أيضاً.

كتبت مور: "تتعقب الشركة المعاملات المتسلسلة للموظفين وتراجعها بشكل روتيني، وتعتقد أنَّ أي شخص باع رمزاً بعد الحادث -ولكن قبل إغلاق الجسر- قد باعه لأنَّ سعر (AXS) ارتفع 49% خلال الفترة القصيرة التي سبقت اكتشاف الخرق".

قال أسوبس إنَّه منفتح على أي معلومات جديدة قد تقدّم فكرة أفضل عما حدث، وأضاف: "يمكننا رؤية الأموال تتحرك. والسؤال الوحيد هو ما الذي يحدث وراء انتقال الأموال".

اضغط هنا لقراءة المقال الأصلي
تصنيفات

قصص قد تهمك