مر أسبوعان فقط على التزامن بين البداية التقليدية لموسم السفر البري في الولايات المتحدة وارتفاع أسعار البنزين، التي ضربت نمطاً أساسياً للترفيه في الحياة الأميركية.
تراجع الطلب على البنزين خلال ثلاثة أسابيع من الأسابيع الأربعة الماضية، وهي خطوة غير عادية في هذا الوقت من العام. انخفض متوسط استهلاك البنزين في الولايات المتحدة لأربعة أسابيع 2.9% إلى 8.73 مليون برميل يومياً في 8 يوليو. كان ذلك أدنى معدل طلب موسمي تسجله الولايات المتحدة منذ 21 عاماً مع استثناء 2020 عندما أغلق الوباء العالم.
رغم أنها بيانات أسبوع واحد فقط، إلا أنها تثير تساؤلات حول قوة الطلب على الوقود وما إذا كانت الأسعار مرتفعة بما يكفي لفترة كافية كي تحدث تغييراً جوهرياً دائماً في سلوك المستهلك.
يُشكّل البنزين الذي يحرقه الأميركيون للوصول إلى العمل والعودة غالبية الطلب، ولم تظهر أي علامة على انخفاض استهلاك الركاب، لكن الاستهلاك السنوي نتيجة السفر الصيفي العادي تلقى ضربة. قالت ليندا جيسيكي، المحللة لدى شركة "إي إس إيه آي إينرجي" (ESAI Energy): "لقد شطبنا ببساطة الزيادة الموسمية".
نقطة كسر
ظهرت العلامات المبكرة لتدمير الطلب، وهي انخفاض دائم بسبب فترة طويلة من ارتفاع الأسعار، بشكل خاص في ولاية كاليفورنيا حيث بلغ متوسط أسعار محطات التوزيع أكثر من 1.6 دولار للتر في 12 يوليو. وصلت مخزونات البنزين في الولاية لـ10% أعلى من متوسط الخمس سنوات، ما يشير إلى انخفاض في الطلب جعل الإمدادات تتضخم. قال جون كيلدوف، الشريك المؤسس في "أغين كابيتال" (Again Capita)، إن السائقين في كاليفورنيا "قد بلغوا نقطة الأزمة".
فيتول": ارتفاع تكاليف الوقود سيُدمر الطلب
يُحتمل أن يرتفع الطلب الأميركي مرة أخرى إذا تراجعت الأسعار إلى ما دون 4 دولارات.
هناك شكوك متزايدة حول ما إذا كان هناك تدمير حقيقي للطلب. قال بنك "مورغان ستانلي" في وقت سابق من هذا الشهر إنه يتوقع تباطؤ نمو الطلب بدلاً من تراجع مباشر فيه، وذلك رغم "الضعف الأخير" في استهلاك الولايات المتحدة. بيّنت "آر بي سي كابيتال ماركتس" (RBC Capital Markets) أن أحداث تدمير الطلب المطولة نادرة تاريخياً.
قالت "آر بي سي كابيتال" في مذكرة شهر يوليو: "شهدنا 39 شهراً منفرداً ارتفعت فيها أسعار التجزئة للبنزين بأكثر من 30% خلال ثلاثين عاماً مضت قبل الوباء. شهدنا انخفاض الطلب على البنزين بنسبة 2% أو أكثر في 12 حالة فقط من تلك الحالات".