ارتفع عدد موظفي منصة التدريب الإلكترونية "أدمنستريت" (Administrate) من 13 إلى 30 موظفاً في 2015، الذي كان عاماً مؤثراً لدى رئيسها التنفيذي. كان جون بيبلز، وسِنُّه حينها 35 عاماً، يقدم عرضاً إيضاحياً في اجتماع مع المستثمرين ولم يكن على ما يرام، لكنه واصل تقديم إيضاحه. قال مستذكراً: "بدأت أتعرق وشعرت بحرّ شديد وأحسست وكأن عصباً قد انقطع في عنقي. كان لسان حالي يقول: أتمنى ألا يلاحظ أحد ذلك". أكمل بيبلز الإيضاح ثم تجاذب أطراف الحديث مع الحضور لبرهة قبل أن يعود إلى شقته راجلاً، ثم تداعى مغشياً عليه. قال: "سقطت على الدرَج وظننت أنني أُحتضَر. لكن قلت لنفسي على الأقل لديّ تأمين باعتباري الشخص الرئيسي، لذا ستحصل الشركة على تعويض. تلك لم تكن روح دعابة مثالية في حال احتضار".
نجا بيبلز من وعكته، وباتت لديه تجربة شخصية مع الإنهاك الشديد الذي يفضي إلى تداعي الجسد. شكّل إدراكه منذئذ ثقافة وسياسات "أدمنستريت"، التي تتخذ في إدنبرة مقراً لها، وهي إحدى كبرى شركات التقنية التي اعتمدت أسبوع عمل من أربعة أيام منذ أمد طويل، فقد أقرت تلك السياسة في 2015. قال بيبلز: "العمل مجهد للغاية على مدى 32 ساعة، لكن بعدها تكون قد أنهيت عملك".
يُعَدّ الإنهاك الذي مرّ به بيبلز أمراً عادياً لدى عديد من رواد الأعمال، لكنه أصبح مألوفاً بصورة مقلقة لدى الموظفين العاديين أيضاً. بيّن استطلاع من شركة التوظيف "روبرت هاف" (Robert Half) أن معدلات الإنهاك ارتفعت بشدة، وهي في تزايد مطرد، إذ ارتفعت نسبة الموظفين الأمريكيين الذين يعانون الإنهاك هذا العام 40% مقارنة بمستويات 2021. كما خلصت دراسة أجراها مكتب كبير مسؤولي الصحة بالتعاون مع كلية التمريض بجامعة ولاية أوهايو مطلع 2021 إلى أن ثلثي العاملين من ذوي الأطفال يعانون استنزاف الآباء.
تعدُّد المهامّ
يقع بعض المديرين فريسة للإنهاك على نحو خاص، لأن العمل الهجين غالباً ما يدفعهم إلى التعامل مع مهامّ متعددة في آن واحد فتقصر أوقات راحتهم. لاحظ كريغ كوفي، مسؤول تسويق سابق في "ولز فارغو" و"بيبسيكو" و"نوكيا"، وهو مستشار لدى أعلى 200 شركة أمريكية دخلاً، زيادة في العمل دون توقف في 2022. قال كوفي: "لا يمكنني إخبارك بعدد المرات التي تحدثت فيها مع أشخاص فيما كانوا يتناولون الإفطار. كانت الفوارق أقل بكثير في ما مضى، إذ كان الجميع يعمل في نفس المكان، وكان بإمكان الرؤساء رؤية موظفيهم والتحدث إليهم، أما الآن فقد أصبح هؤلاء الرؤساء أكثر ارتباطاً ويبذلون جهداً أكبر ليتأكدوا أن تعليماتهم تصل بلا لبس"، فضلاً عن أن الجدال مع الموظفين أمر مرهق.
يرى خبراء الصحة النفسية أن الإرهاق والاستنزاف باتا سائدين حالياً. قالت الطبيبة النفسية جانيت رودريغيز، مؤسسة "أميكا كلينيكال كونسلتنغ" (Amica Clinical Consulting) في مدينة ديفي بولاية فلوريدا: "إنه المجتمع والنظام، لقد كان العالم في اندفاع شديد". رغم أنك قد تشعر أنك بحاجة إلى أن تمضي ثلاثة أسابيع على شاطئ لتتخلص من الشدة النفسية، فإنّ فوائد ذلك ستكون مؤقتة ولن تعالج أسباب شعورك بالإرهاق. إليكم سبعة تغييرات دائمة الفائدة يجب أخذها بعين الاعتبار:
[object Promise][object Promise][object Promise][object Promise][object Promise][object Promise][object Promise][object Promise]
