يداوم اثنان فقط من كل خمسة موظفي مكاتب الولايات المتحدة في مباني مؤسساتهم، وبلغت نسبة شغور المكاتب 16% عموماً فيما تضاعف ذلك في عدد من المدن خلال العامين الماضيين. عادة تنشب حروب مزايدات على العقارات التجارية، على الأقل للفوز بأفضلها. فما الذي يجري حالياً؟
قالت غابي كوشغاريان، كبيرة مسؤولي العمليات لدى شركة الوساطة العقارية "فيكوس بارتنرز" (Vicus Partners) في ولاية نيويورك: "يشبه الحال (قصة مدينتين)... تستأجر شركات التقنية المالية المكتنزة بالمال أفضل المكاتب"، فيما تشهد المباني المكتبية ذات المساحات المقبولة للغاية لكن أناقتها أدنى قليلاً "حال ركود ويمكن الحصول عليها بسعر زهيد جداً".
أجبر الوباء عديداً من الشركات على التخلي عن مكاتبها في منتصف مدة الإيجار، تاركةً مقاراً مجهزة ومفروشة بالكامل جُدِّدت خلال السنوات القليلة الماضية بميزانيات بلغت ملايين الدولارات. قال مسؤولون تنفيذيون إن المقار الأنيقة يمكن أن تجتذب المواهب، ما يزيد الطلب على عقارات "الفئة الأولى"، التي تتميز بالحداثة والرقي والتجهيزات التقنية مشعلة التنافس في سوق الإيجار من الباطن الذي عادة ما يسوده الهدوء. كما أُجبر مالكو عقارات الفئتين الثانية والثالثة على تقديم مزايا جذابة مثل الإعفاء من الإيجار لمدة شهر أو شهرين عن كل سنة في العقد، وتمويل التحديثات وبعض المزايا الإضافية مثل مواقف السيارات أو وسائل الراحة في بُهيّ المباني. كما سيضيف عديد من الملاك بنداً خاصاً بتداعيات "كوفيد-19" من شأنه تأجيل الإيجار في حالة فرض أي إغلاقات جديدة.
قد يعاين المستأجرون المحتملون ثلاثين مساحة مكتبية في المدن الكبرى، وسرعان ما يقلّصون خياراتهم إلى عشرة قبل أن يفاضلوا بين ثلاثة أو أربعة مكاتب في المرحلة النهائية. يبدأ كبار المستأجرين البحث عن المقرات قبل عامين من الانتقال، ما يتيح الوقت لإعادة النظر في خياراتهم أو اللجوء إلى الصمت وإيقاف المناقشات كخدعة تفاوضية. فيما يلي نظرة خاطفة على كيفية اجتياز ثلاثة منهم لتلك الفترة المضطربة.
[object Promise][object Promise][object Promise]