إلغاء الاجتماعات أفضل طريقة لخفض توتر الموظفين

بروس بيري، عالم الأعصاب والطبيب النفسي  - المصدر: بلومبرغ
بروس بيري، عالم الأعصاب والطبيب النفسي - المصدر: بلومبرغ
المصدر:

بلومبرغ

"الموظفون هم الأصول الأكثر قيمة بالنسبة للشركات". إنها مقطوعة نسمعها تكراراً. لكن بشكل أكثر تحديداً، هم يمثلون القشرة الدماغية بالنسبة للشركات، أي الجزء من الدماغ الذي يتعامل مع اللغة والتفكير والتدقيق والتخطيط، حسبما يقول بروس بيري، عالم الأعصاب والطبيب النفسي ومؤسس "نيوروسيكوينشال نيتوورك" (Neurosequential Network).

المشكلة هي سوء إدارة الموظفين من قبل المدراء، يقول بيري: "القشرة الدماغية حساسة بشكل لا يصدق، لذلك فإن الضغط الزائد على الأشخاص يماثل في الحقيقة إلحاق الأذى بنفسك".

فيما يلي، يوضح بيري كيف يمكن لأصحاب العمل والموظفين خلق بيئة العمل الأنسب للتشجيع على الهدوء والإنتاجية والابتكار والإبداع، في الوقت الذي يواجه فيه الموظفون عناوين الأخبار القاتمة حول الحرب في أوكرانيا والوباء العالمي الذي يبدو وكأنه بلا نهاية.

ما تعلمته عن الإنتاجية كان من خلال الكتابة عنها

تتحدث كثيراً عن التنظيم، ماذا تعني بذلك؟

إذا قضيت وقتاً طويلاً بدون طعام أو راحة، فإنك تفقد توازنك: وتصبح غير مُنظّم، وهذا يؤثر على أدائك الفسيولوجي. جميعنا نقوم بأمور لإبقاء أجسادنا في حالة من الاعتدال، لذا يقول الجسد: "أنا آمن، وأشعر بالراحة. لا أشعر بالبرد أو العطش. أنا في بيئة حيث يهتم الناس بي ويحترموني". عندما تكون في تلك الحالة المُنظمة، يكون لديك أكبر قدرة وصول إلى القشرة الدماغية.

كيف يحدث مكان العمل اضطراباً في التنظيم؟

عندما يواجه دماغك أمراً غير مألوفاً، فإن استجابته الآلية هي التصرف مع الأمر على أنه تهديد، ويتم تفعيل الاستجابة للضغط عند الشخص، وهو ما يعني إيقاف عمل القشرة الدماغية لديك.

هل الأمور غير المألوفة تكون مثل مهام مفاجئة أو مدير غاضب؟

نعم. أنت ستصبح أكثر إنتاجية عندما تعمل مع مدير يتسم بالاتزان في التعامل، حتى لو كان صعب المراس في أوقات متوقعة.

كيف تسهم المؤسسات بشكل سلبي في ذلك؟

هيكل العمل في معظم المؤسسات هو هرمي، ما يعوق القدرة على التنبؤ بالنسبة لبعض الأشخاص ويشعرهم بأن الأمور تُحدّد بالنيابة عنهم، وذلك على عكس أن يكون لهم دور في تحديد كيف ومتى وأين يقومون بعملهم. وهذه العوامل تزيد من مستوى التوتر والضيق الذي تختبره.

هل تساعد برامج مساعدة الموظفين (EAPs)؟

تتمثل أكبر مشكلة لدينا الآن باعتقاد المدراء التنفيذيين بأنه بسبب وجود برنامج لمساعدة الموظفين لديهم، فإنهم قاموا بما عليهم فعله، والآن كل ما عليهم فعله هو الانتظار حتى يعاني الأشخاص من الأزمات. وهذا مجرد تعامل خارجي مع المشكلة، بدلاً من إدراك أن الخيارات التي اتخذوها حول هيكلة الأعمال تسهم في المشكلة.

دروس من الوباء: نصائح من ثمانية أشخاص منتجين

إلى أي مدى يمكن أن يتأقلم الناس؟

إذا شعر الأشخاص بالإجهاد أو الاكتئاب أو القلق، ينخفض لديهم هامش التحمّل، ويصابون بمرض جسدي أو اضطراب عاطفي، ويغادر الكثيرون منهم سوق العمل. هذا ما نشهده الآن خلال الجائحة، حيث نرى الناس من كافة الأطياف يتجهون للتقاعد المبكر، والتسرب من التعليم، وترك أماكن العمل التي تساهم في إحداث الضيق الذي ينتابهم.

هل يمكن للعلاج النفسي مواجهة ذلك؟

فكرة أنه يمكن لساعة واحدة أسبوعياً إحداث تغيير راسخ في الدماغ، هي مجرد فكرة خيالية تتسم بالغطرسة. العلاج النفسي عن طريق الكلام فعّال ويمكنه أن يكون رائعاً، لكن على الشخص أن يكون في الحالة الصحيحة لذلك، فلا يعاني من الاضطرابات العاطفية أو القلق أو تغمره المشاعر السلبية. وفي كثير من الأحيان يكون من الأفضل بكثير بالنسبة للشخص أن يطوّر مجموعة من الأدوات لتنظيم نفسه.

كيف يبدو ذلك خلال العمل؟

الأنماط المتكررة للحركات الإيقاعية، مثل المشي، أو التأرجح، أو مضغ العلكة، أو النقر الثنائي (بالقدم أو اليدين) تخبر الدماغ أنك بأمان. هناك مجموعة من التقنيات التي يمكن أن تتضمن التنفس أو الحركة. كما يمكنك دمج فترات راحة لتنظيم نفسك خلال كل ساعة في عملك، مثل القيام بدقيقتين من النهوض والتمدد والمشي كل 40 دقيقة.

هل يمكنك إعطاء مثال على أمر يضغط على القشرة الدماغية لدى الموظفين؟

الاجتماعات هي أغبى أمر اخترعته أي مؤسسة على الإطلاق. حيث يُلزم الموظفون بالاجتماع لفترة زمنية معينة لا يقومون فيها بأي شيء، بينما تضغط أجزاء أخرى من المؤسسة على هؤلاء الأشخاص ليكونوا منتجين.

هل هناك حاجة إلى كل هذه الاجتماعات، وهل يحتاج الجميع لحضورها فعلاً؟ تقوم المؤسسات بالكثير من الأمور التي تؤدي بنتائج عكسية بشكل لا يصدق.

نصائح في إدارة الوقت لتعزيز الإنتاجية ومقاومة التأجيل

ما الذي يساعد الموظفين المنهكين أو المصابين بصدمات نفسية أيضاً؟

لحظات من التقارب، مثل دقيقة أو دقيقتين من التواصل المؤثر. أنت بحاجة لمئات اللحظات الصغيرة منها، حيث يوضح لك الأشخاص بأنك تنتمي، وبأنك مُهم وبأنهم يهتمون بأمرك ويستمعون إليك. إنها مجموعة من التجارب المستمرة والمتكررة التي يكون لها تأثير علاجي على الجهاز العصبي المركزي.

لماذا المئات؟

الأمر يشبه تعلم اللغة. هل يمكنك تغيير دماغك حتى يفهم اللغة الإسبانية من خلال دقيقتين في اليوم؟

هل يمكن للقادة القيام بلحظات من التواصل المؤثر؟

نظّم نفسك أولاً. إذا كنت مشتتاً، أو كان جدولك مزدحماً أو لديك الكثير من مواعيد التسليم النهائية أو كانت المشاعر تغمرك، فإنك لن تستطيع أن تكون متواجداً في الحاضر خلال تلك اللحظات.


تم تحرير المقابلة للاختصار والتوضيح.

اضغط هنا لقراءة المقال الأصلي
تصنيفات

قصص قد تهمك