يبدو أنَّ عادة تناول السكاكر والوجبات الخفيفة ستظل كما هي دون تغيير في جميع أنحاء العالم، بحسب ما يقول لوكا زاراميلا، المدير المالي لشركة "موندليز إنترناشونال" (Mondelēz International)، وهذا يعني أنَّ صانع بسكويت "أوريو"، وشوكولاتة "كادبوري" يظل مشغولاً، حتى في هذه الأوقات المضطربة.
اقرأ أيضاً: أسعار الكاكاو تثير أزمة بين المزراعين ومصانع الشوكولاتة العالمية
هل تغيرت "موندليز" بفعل الوباء؟
إذا نظرت إلى العامين الماضيين، وإلى الأرقام المسجلة آنذاك؛ فإنَّ أعمالنا تبدو كأنَّها لم تواجه الجائحة، لكنَّنا في الحقيقة غيرنا الطريقة التي نعمل بها. لقد انتهزنا فرصة هذه الجائحة لإعادة التركيز على محافظ مالية أكثر بساطة، وأصبحنا أكثر حذراً بشأن إنفاق رأسمالنا. وبالنسبة إلى شركة معقدة ولديها ما يقرب من 100 ألف موظف حول العالم؛ تعلمنا كيفية التعامل مع الأمور عن بُعد.
هل يصعب التعامل مع العمالة الآن بعد أن قاد "كوفيد" العمال للإعراب عن مطالبهم؟
مما لا شكَّ فيه أنَّ علاقتنا مع النقابات، ومع موظفينا أمر حاسم لتحقيق النجاح. كان لدينا إضراب في الولايات المتحدة خلال العام الماضي أسفر عن قرارات إيجابية للغاية بالنسبة إلينا ولموظفينا أنفسهم. فنحن نحاول أن نكون منصفين قدر الإمكان، لكن من الواضح أيضاً أنَّنا نريد حماية قدرة المشروع على البقاء في نهاية المطاف. لذلك قدمنا مجموعة تنازلات جاءت في موضعها الصحيح، وحصلنا في المقابل على بعض الأشياء التي كنا نبحث عنها من ناحية استدامة التكلفة والمرونة.
هل أنت قلق بشأن التضخم؟
أشعر بالقلق بشأن الأسعار، خصوصاً تلك المتعلقة بالخدمات اللوجستية والنقل، لكننا نحاول تمريرها إلى المستهلكين. السؤال المهم الآن، هو إلى متى ستستمر الاختناقات التي تؤثر في سلسلة الإمداد؟
من هذا المنطلق، أعلنَّا عن زيادات في الأسعار حول العالم لضمان المحافظة على هوامشنا الربحية والمحافظة أيضاً على علاماتنا التجارية. فقد أعلنا مؤخراً عن زيادة بنسبة 6% في الأسعار في الولايات المتحدة.
هل سيقبل المستهلكون الأسعار الأعلى؟
نحن نستخدم إدارة نمو الإيرادات التي تعمل على تحسين حجم علبة المنتج، وتوفير خيارات متعددة، إذ يعد توفير منتج بأحجام أصغر أمراً بالغ الأهمية، فضلاً عن أننا نعمل على تحسين الإنفاق الترويجي. لذلك إذا نظرت إلى السوق، سترى أنَّ الأسعار ترتفع، وكذلك الأحجام أيضاً. لم يعد المفهوم القديم للمرونة -والذي يتمثل في سعر أعلى، وبالتالي حجم أقل- موجوداً بالضرورة بعد الآن.
هل تغيير سلوك المستهلكين حول الغذاء والتغذية يشكل تحدياً بالنسبة إلى شركتك؟
نحن نعلم أنَّ عادة تناول الوجبات الخفيفة باقية، وأنَّ الأمور الصحية للمستهلكين لا تعني الآن أنَّك بحاجة إلى تناول شيء خالٍ من الدهون أو السكر، بل يتعلق بمستوى الإسراف المباح. وبالتالي؛ ربما أرغب، على سبيل المثال، في تناول وجبة خفيفة صحية مستخدماً فيها منتجاً يبلغ عدد سعراته الحرارية 100 سعرة. إنَّ الأمر يتعلق بالمنتجات الأفضل بالنسبة إليك، لذلك يمكنك التفكير في بسكويت "أوريو" الذي يخلو من الغلوتين، الذي حقق نجاحاً هائلاً في العام الماضي.
هل ينظر المستهلكون إلى محتويات الوجبة الخفيفة بعناية أكبر؟
يريد المستهلكون قراءة قائمة مكونات بسيطة، والتي تحتوي على مكونات طبيعية، أو في بعض الأحيان يريدون فوائد وظيفية. لذلك؛ بذلنا جهداً هائلاً في إطلاق منتجات جديدة تلبي بعض هذه الاحتياجات. فعلى سبيل المثال؛ أطلقنا مؤخراً شكولاتة "كادبوري" النباتية، وأطلقنا أيضاً "فيلادلفيا" النباتية (وهي جبنة كريمية). نحن نحاول توسيع نطاق محفظتنا المالية للتأكد من أنَّنا نلبي احتياجات المستهلكين.
القضايا البيئية والاجتماعية والحوكمة نقطة نقاش رئيسية بالنسبة إلى الشركات، ومن هذا المنطلق حددت "موندليز" أهداف الاستدامة.
هل جاءت هذه الخطوة لأنَّ العملاء كانوا يطالبون بذلك؟
من الواضح أنَّ الكثير من الشركات تتحدث عن هذا الأمر، لكن يمكنني أن أخبرك أنَّ إدراتنا تملك إيماناً كبيراً بأنَّ هذا هو الشيء الصحيح، وأنَّ علينا فعل ذلك ليس من أجل مستهلكينا فقط، بل لأنَّه أمر ملائم لكوكبنا، وأطفالنا، والأجيال المستقبلية.
هل الطلب على بسكويت "أوريو" موسمي؟
إنَّه مستقر إلى حد ما على مدار العام، مما يشير إلى وجود فرصة، لأنَّنا يمكن أن نجعل الطلب مدفوعاً أكثر بالأحداث. إذا كنت تفكر في أحداث مثل "الهالووين" في الولايات المتحدة، يمكننا بالتأكيد فعل المزيد، لكنَّ الطلب كبير جداً على مدار العام بأكمله. بصفتي المدير المالي، فأنا أفضل الأعمال التجارية التي تتسم بالثبات على مدار العام، لأنني لا أحب تقييد رأس المال باختيارات الطلبيات الكبيرة.
كان عملك في مجال العلكة يشكل تحدياً. كيف سارت الأمور فيه؟
أود أن أقول، إنَّ العلكة ليست في أوج نشاطها مثل الشوكولاتة والبسكويت حتى تبدأ بها أعمالك. هذا يرجع لأسباب عديدة، ليس أقلها حقيقة أنَّ الشباب يميلون بشكل خاص إلى قضاء وقتهم ربما في استخدام هواتفهم المحمولة بدلاً من المضغ، برغم أنَّهم ربما اعتادوا المضغ في الماضي بشكل أكثر قليلاً. السبب الثاني؛ هو أنَّ الوباء يعني مناسبات اجتماعية أقل، والعلكة شيء يُستهلك في الغالب خارج المنزل. وبالتالي؛ أصبح من الواضح أنَّ هذه الفئة قد تأثرت بغياب المناسبات الاجتماعية.