لطالما حظي تأمين السفر على سمعة سيئة. فهو محير، ويراه العديد من المسافرين بمثابة حيلة سهلة من الشركات لتحصيل الأموال. فأنت تدفع مقدماً مقابل وثائق تتضمن الكثير من الشروط والأحكام الدقيقة التي تجعلها بالنهاية بلا قيمة.
أوقات مُناسبة
لكن هذه الوثائق تحظى بطلب مرتفع بالوقت الحالي. فإذا اخترت وثيقة تأمين السفر الصحيحة، فمن المحتمل أن يجنبك الأمر البقاء عالقاً في مستشفى أجنبي بعد إصابتك بمرض خطير، أو سداد فاتورة أحد الفنادق مقابل خضوعك لحجر صحي إلزامي، أو دفع ثمن رحلة بحرية جديدة بسبب أن طائرتك قد ألغيت. وقد شكلت هذه أسباباً جذابة بشكل خاص، لشراء وثائق تأمين السفر خلال أوقات عدم اليقين.
في استطلاع حديث أجرته "بيركشاير هاثاواي ترافيل بروتيكشن" قال 29% من المشاركين إنهم يشترون وثيقة تأمين سفر لمعظم رحلاتهم، مقارنة بـنسبة 7% في عام 2020. وبحسب "ميدجيت أسيستانس" (.Medjet Assistance)، فقد شهدت الشركة، التي توفر عمليات الإجلاء الطبي، أفضل شهر في تاريخها منذ ما يقرب من 30 عاماً في نوفمبر الماضي.
هل تحتاج لتأمين السفر؟
غير أنك قد لا تحتاج حتى إلى تأمين السفر في هذه الأوقات، حيث إن شركات الطيران والفنادق لا تزال تمنح الكثير من المرونة لعملائها. تقول ميغان مونكريف، كبيرة مسؤولي التسويق في موقع "سكويرماوث" (Squaremouth)، وهو موقع يمكن المسافرين من مقارنة وثائق التأمين: "مع تساهل العديد من مزودي خدمات السفر، قد لا يكون تأمين السفر أمراً منطقياً". فما لم تكن قد اشتريت أرخص فئة من تذاكر الطيران، فغالباً ما يكون بإمكانك تغيير مواعيد الرحلات أو إلغاؤها واسترداد أموالك.
ينطبق الأمر ذاته على الإقامة في الفنادق، لكن عادة ما تكون هناك سياسات أكثر صرامة فيما يتعلق بإيجار بيوت العطلات، والتي غالباً ما تُترك لتقدير كل مُضيف (مؤجر) على حدة.
كذلك، قد يغطي تأمينك الصحي الحالي التكاليف الطبية التي تطرأ أثناء السفر. (ستحتاج إلى التأكد من أن وثيقة التأمين خاصتك تغطي العلاج خارج بلد الإقامة). وهنا، تجدر الإشارة إلى أن العديد من بطاقات الائتمان المتميزة تشمل على تأمين للسفر أيضاً، مثل "تشيس سافاير ريزرف" و"أمريكان إكسبريس بلاتينيوم".
أنواع تأمين السفر
لكن إذا ما كنت ستقدم على شراء إحدى وثائق تأمين السفر، فهناك نوعان أساسيان: يوفر النوع الأول التأمين على الرحلات، والتي تدفع التكاليف غير القابلة للاسترداد إذا تم إلغاء الرحلة. بينما يُعنى النوع الثاني بالتأمين الطبي للسفر، والذي يغطي تكاليف العلاج وربما النقل من الوجهة إلى بلدك، حال مرضك أو تعرضك لإصابة ما.
كذلك، تتواجد خطط إضافية من تأمين السفر، منها ما يغطي الأمتعة واستئجار السيارات وحتى رياضات المغامرة. تقول كارول مولر، نائبة رئيس شركة "بيركشاير هاثاواي ترافيل بروتيكشن": "لا تريد أن تدفع مقابل تأمين لن تحتاجه. وبالمثل، فإنك تريد أن تكون مُؤمناً بشكل مناسب لنوع الرحلة التي تقوم بها".
ابدأ من مواقع التسوق للمقارنة بين الوثائق. يقدم موقع "سكويرماوث" عروض أسعار فورية من أكثر من 30 مزوداً لوثائق تأمين السفر، كما تقدم مواقع "إنشور ماي تريب" (InsureMyTrip) و"أرادي" (Aardy.com) خدمات مماثلة. ولكن قبل تصفح تلك المواقع، ينصح باتباع هذه الأسئلة لمعرفة أي أنواع الوثائق المناسبة لك.
هل تشعر بالقلق من إصابتك بكورونا قبل السفر؟ يدفع تأمين إلغاء الرحلات التكاليف غير القابلة للاسترداد إذا كان عليك إلغاء الرحلة بسبب مرض خطير، أو إصابة، أو وقوع كارثة طبيعية، أو حالة وفاة في الأسرة، أو حادث كبير آخر. في الوقت الحالي، ستحظى بتغطية معظم وثائق تأمين السفر إذا ما أصبت بـ"كوفيد-19" قبل رحلتك، حتى لو لم تكن إصابتك مصحوبةً بأعراض. تقول مونكريف: "هم يعتبرون "كوفيد-19" كأي مرض أو إصابة أخرى".
هل تقلق حيال بقائك عالقاً في الخارج؟ ابحث عن وثائق تأمين تغطي تأجيل السفر وتعطيل الرحلات، والتي تشمل تغطية الحجر الصحي الإلزامي، حيث يغطي تأمين تأجيل السفر تكلفة الوجبات والإقامة إذا تعين خضوعك للعزل في الخارج، بينما يعوض تأمين تعطل الرحلات التكاليف غير القابلة للاسترداد عن أي رحلة يتعين عليك التخلي عنها.
أيضاً، تحقق من أن وثيقتك توفر تغطية مرتفعة بما يكفي لتقليل التكلفة التي تدفعها من أموالك الخاصة. على سبيل المثال، تعين بعض وثائق التأمين حداً أقصى لتغطية نفقات الحجر الصحي بواقع 7 آلاف دولار، بدلاً من ألفي دولار، وهو أمر هام عندما يتعين عليك تمديد الإقامة في فندق تبلغ تكلفته 800 دولار لليلة الواحدة مثلاً.
هل تقلق بشأن الرعاية الطبية في الخارج؟ يمكن أن تكلف خدمات تأمين العودة إلى محل الإقامة في شركات مثل "ميدجيت" أو "كوفاك" (Covac Global) أقل من 200 دولار لكل وثيقة، ولكنها تنقل العملاء إلى مستشفيات في أوطانهم إذا مرضوا أو كانوا مصابين بشكل خطير. يقول روس طومسون، الرئيس التنفيذي للشركة، إن "كوفاك"، التي تأسست استجابة للوباء، هي الوحيدة التي لا تتطلب دخول المسافرين إلى المستشفى ليكونوا مؤهلين لتلقي خدمات النقل إلى بلادهم بعد الإصابة بكورونا. لكن تلك الخدمة تأتي بأسعار مرتفعة، حيث تبلغ تغطية "كوفيد" لرحلة واحدة مدتها 15 يوماً 745 دولاراً.
هل تشعر بالقلق حيال تُغير سياسات السفر؟ يمكن استخدام وثائق التأمين في ظل ظروف محددة للغاية. ولا يكون اللغط بشأن إغلاقات الحدود الوشيكة ضمن هذه الظروف غالباً، وينطبق الأمر ذاته على ارتفاع معدلات الإصابة بكورونا في الوجهة المنشودة. غير أن الاستثناء يتمثل بوثيقة تغطية الإلغاء لأي سبب، التي تسمى اختصاراً (CFAR)، والتي يتم شراؤها عادةً كإضافة إلى تأمين الرحلات. عندئذ، يمكن أن تزداد تكلفة الوثيقة بنسبة تتراوح بين 40% إلى 50%.
هناك أمران ينبغي الانتباه لهما هنا: فبينما يتيح لك تأمين (CFAR) إلغاء الرحلة بحسب رغبتك، إلا أنه لن يعوضك عن كامل تكلفتها. تاريخياً، غطت تلك الخطط التأمينية ما يصل إلى 75% من التكاليف غير القابلة للاسترداد. لكن مونكريف تقول إنه بالنسبة لبعض الوثائق، تبلغ تلك النسبة الآن 50% فقط. بالإضافة إلى ذلك، يجب شراء تأمين الإلغاء لأي سبب بعد وقت قصير من دفع تكاليف رحلتك، بشكل عام في غضون 21 يوماً من الدفعة الأولى. وذلك، لمنع المسافرين من التلاعب بالنظام.
هل يساورك القلق بشأن تعطل رحلتك البرية؟ في الماضي، لم يكن السفر بالسيارة مؤهلاً حتى للتأمين. ولكن عندما انتشرت شعبية الرحلات الطويلة بالسيارة في عام 2020، كانت شركة "بيركشاير هاثاواي ترافيل بروتيكشن" و"سيفن كورنرز" (Seven Corners) من بين شركات التأمين التي قدمت منتجات مصممة خصيصاً لتأمين السفر بالسيارة. فالوثائق تم اختصارها بحيث تمثل إصدارات محلية لوثائق تأمين السفر الاعتيادية، فهي تغطي التكاليف غير القابلة للاسترداد مثل غرف الفنادق وتذاكر الدخول إلى المناطق السياحية، فضلاً عن التكاليف الطبية خارج الشبكة.
وبصورة عامة، تعد وثائق التأمين على الرحلات البرية مؤشراً على مدى تكيّف شركات التأمين مع العالم المتغير الذي نعيش فيه جميعاً.