هل يسهم "سكويد غيم" بترويج منتجات كوريا الجنوبية؟

هل تنجح كوريا الجنوبية بتصديره ثقافتها على الطريقة الأمريكية؟ - المصدر: بلومبرغ
هل تنجح كوريا الجنوبية بتصديره ثقافتها على الطريقة الأمريكية؟ - المصدر: بلومبرغ
المصدر:

بلومبرغ

إنَّها لحظة كوريا الجنوبية بامتياز، فمن مسلسل "سكويد غيم" الرائج على "نتفلكس" إلى فرقة "بي تي أس" الموسيقية التي تصدرت أعمالها سباقات الأغاني، حتى فيلم "الطفيلي" (Parasite) الذي ربح جائزة "أوسكار" العام الماضي، يبدو أنَّ الثقافة الكورية انتشرت فجأة لتطال أصقاع الأرض كافةً.

مع كل استعراض لما يسمى موجة "هاليو"، وهي موجة تصدير الثقافية الكورية؛ تظهر إحدى دلالات سياسة القوة الناعمة التي تتبعها دولة كوريا الجنوبية. وعلى عكس سياسة القوة الصلبة التي تجبر الآخرين على الانصياع للأوامر قسراً؛ فإنَّ القوة اللينة تساعدك على اكتساب دعمهم من خلال إظهار جاذبية ثقافتك وقيمك.

وفي حين ظهر أنَّ "سكويد غيم" و"الطفيلي" قد جعلا القوة الناعمة الكورية تبدو حقيقة تم التسليم بها؛ إلا أنَّ الواقع قد يكون أكثر تعقيداً.

رأى الباحث السياسي في جامعة "هارفرد" جوزيف ناي في كتابه المؤثر الصادر في التسعينيات، والذي ذكر فيه مصطلح "القوة الناعمة" للمرة الأولى، أنَّه إذا كانت "ثقافة وإيديولوجية دولة ما جذابة؛ فإنَّ الآخرين سيتبعونها طوعياً بشكل أكثر". ولكن فيما يردد المراهقون حول العالم أغاني فرقة "بي تي أس"، إلا أنَّ الموضوع مختلف بالنسبة لكلٍّ من مسلسل "سكويد غيم"، وفيلم "الطفيلي"، لأنَّهما لا يمثلان مجتمعات يرغب الناس في محاكاتها.

تفاوت الثروات

يجسد كلا العملين التفاوت في الثروات ضمن مجتمع كوريا الجنوبية الحديث. ففي "سكويد غيم"، يتنافس الفقراء حتى الموت من أجل كسب جائزة الـ45.6 مليار وون (39 مليون دولار). وبعد مقتل الخاسرين في سلسلة من المسابقات المقززة القائمة على ألعاب للأطفال؛ يتم استئصال أعضائهم من أجل بيعها في السوق السوداء. وقد حصد البرنامج أكثر من 111 مليون مشاهدة في شهره الأول، ويعتبر الأكثر مشاهدة على "نتفلكس" حتى اليوم.

وفي فيلم "الطفيلي" الفائز بجائزة "أوسكار" أفضل فيلم في عام 2020، يتسلل الفقراء إلى حياة عائلة ثرية تقيم في الجانب الآخر من البلدة، ويقضون بوحشية على كلِّ من يعترض طريقهم. وكان الفيلم الكوري السابق الذي حقق نجاحاً على صعيد الجوائز السينمائية، هو الفيلم التشويقي "الخادمة" (The Handmaiden) الذي تجري أحداثه في سياق تاريخي، وتعامل أيضاً مع مواضيع مشابهة، فتدور القصة حول رجل محتال يخطط لإدخال وريثة ثرية إلى مصحّة للأمراض النفسية حتى يتمكَّن من سرقة ميراثها.

تصدير الحلم الأمريكي

كل ذلك بعيد كل البعد عن النظرة الكلاسيكية للقوة الناعمة الأمريكية. فقد كان ناي قد كتب عن المراهقات في الاتحاد السوفياتي اللواتي "يرتدين سراويل الجينز الأزرق، ويشترين الأسطوانات الأميركية"، وكذلك عن "التلفزيون في نيكاراغوا الذي يبث برامج أميركية، فيما كانت العصابات المدعومة من الأمريكيين تقاتل الحكومة".

ونظرياً، أسهمت هوليوود، وقائمة "بيلبورد هوت 100" لسباقات الأغاني في تصدير الديمقراطية الليبرالية إلى العالم بقدر ما عملت على ذلك قوات البحرية الأميركية.

وقد قدمت كوريا الجنوبية العديد من الإنتاجات الترفيهية التي حققت شعبية، من مسلسلات درامية ورومانسية كوميدية، وهي تحظى بمشاهدة عالية في أرجاء آسيا. إلا أنَّ نفوذها الثقافي ربما له غايات اقتصادية أكثر من أن تكون إيدولوجية.

فقد أسهمت الصادرات الثقافية الأميركية في ترويج القيم الأميركية، ولكن بالنسبة إلى كوريا؛ فإنَّ التصدير بحد ذاته ربما يكون كافياً. لأنَّ كوريا لا تحاول الترويج لنظام الحكومة فيها، ولكن لديها الكثير من منتجات هواتف "سامسونغ"، وسيارات "هيونداي"، و"نودلز ساميانغ" لتقوم بالترويج لها. وفي عالم مشحون بالتوترات التجارية؛ فإنَّ إقناع الصين والولايات المتحدة معاً بشراء المنتجات منك، ربما يكون هدفاً مرغوباً بشكل أكبر.

اضغط هنا لقراءة المقال الأصلي
تصنيفات

قصص قد تهمك