يمكن للمستثمرين أن يتوقعوا استمرار ارتفاع الأسهم الأميركية العام المقبل، حتى بعد الارتفاع الكبير الذي دفع مؤشر "إس آند بي 500" للزيادة بأكثر من 50% منذ بداية عام 2023، حيث ستمتد المكاسب إلى ما بعد شركات التكنولوجيا الكبرى المشهورة.
وفقاً لاستراتيجيي قسم إدارة الأصول في "جيه بي مورغان" بقيادة ديفيد كيلي، فإن قوة أرباح الشركات والاقتصاد الأميركي بشكل عام، سيواصلان دفع سوق الأسهم نحو الارتفاع في عام 2025.
وتتمثل المخاطر في التقييمات المرتفعة والتركيز الزائد لأسهم معينة في المحافظ الاستثمارية، بالإضافة إلى عدم اليقين السياسي الناتج عن إدارة الرئيس المنتخب دونالد ترمب. ومع ذلك، فإن الاستراتيجيين يرون أن هناك عوامل إيجابية كافية للحفاظ على الزخم في الوقت الحالي.
قال كيلي في مقابلة: "لا يوجد ما يشير إلي أن هذا الارتفاع على وشك الانتهاء حالياً. العامان المقبلان سيشهدان استمرار النمو الاقتصادي، وبشكل عام، ستستمر الأرباح في الارتفاع".
مع اقتراب مؤشر "إس آند بي 500" من إنهاء ثاني عام على التوالي بعوائد تزيد عن 20%، بدأ بعض خبراء وول ستريت يشعرون بالقلق من أن هذا الارتفاع قد يفقد زخمه مع تضخم التقييمات. وأقر ديفيد كيلي أيضاً بوجود احتمال لعودة التضخم نتيجة لسياسات التجارة الحمائية التي يتبعها الرئيس المنتخب دونالد ترمب، مما قد يدفع الاحتياطي الفيدرالي إلى إعادة النظر في خططه لخفض أسعار الفائدة.
وعود ترمب
أضاف كيلي: "هناك الكثير من الأمور التي قد تسير في الاتجاه الخاطئ. إذا نفذ ترمب كل ما وعد به خلال حملته الانتخابية في ما يتعلق بالتعريفات والهجرة والضرائب، فقد ينتهي بنا الأمر إلى مواجهة مستويات تضخم عالية".
لتجنب المخاطر، أوصى كيلي المستثمرين بزيادة استثماراتهم في الأسواق الخارجية، حيث تتمتع الأسهم الدولية بإمكانات نمو طويلة الأجل وعوائد أرباح تعادل ضعف تلك الخاصة بالأسهم الأميركية.
يركز توقع "جيه بي مورغان" للعام المقبل على تعزيز قيادة السوق عبر قطاعات أخرى بجانب شركات التكنولوجيا الكبرى. ويُظهر مؤشر "العظماء السبعة"، التابع لـ"بلومبرغ" -والذي يضم شركات "ألفابت" و"أمازون"، و"أبل"، و"ميتا"، و"مايكروسوفت"، و"إنفيديا"، و"تسلا"- ارتفاعاً بنسبة 55% هذا العام، وهو أكثر من ضعف تقدم "إس آند بي 500".
تُفضل "جيه بي مورغان" لإدارة الأصول، القطاع المالي حيث يُتوقع أن يستفيد من تخفيف اللوائح التنظيمية، وأسعار الفائدة المرتفعة لفترة أطول، مما يزيد من صافي دخل الفوائد.
كما أنه من المتوقع أن تحقق الشركات الاستهلاكية التي تستهدف العملاء الأثرياء أداءً جيداً مع استمرار الطلب على السلع والخدمات الفاخرة. وتُظهر أسهم الرعاية الصحية توقعات إيجابية نظراً لتطور الابتكار داخل القطاع. ويوصي كيلي المستثمرين بإضافة أسهم الشركات ذات رؤوس الأموال الصغيرة إلى محافظهم الاستثمارية مع خروجها من حالة الركود الدوري.
قال كيلي: "أود أن يكون النطاق واسعاً قدر الإمكان".
خطر التقييمات المرتفعة
مثل غيره من المحللين في وول ستريت، يرى كيلي أن التقييمات المرتفعة تشكل خطراً، ويضيف أن التركيزات العالية داخل المحافظ الاستثمارية تجعل الأسهم أكثر عرضة لأي صدمات محتملة.
لكن على الرغم من هذه المخاطر، وتزايد عدم اليقين حول كيفية تأثير سياسات إدارة ترمب على الاقتصاد، فإن كيلي لا يُعد الوحيد الذي يشعر بالتفاؤل بشكل عام، إذ يتوقع كل من "غولدمان ساكس"، و"مورغان ستانلي" و"يو بي إس" استمرار مكاسب سوق الأسهم في عام 2025.