قفزت أرباح مصرف الراجحي السعودي خلال الربع الثالث من العام بنسبة 22.8%، على أساس سنوي، لتبلغ 5.1 مليار ريال، متجاوزةً توقعات المحللين عند 4.79 مليار ريال، ومسجلةً أعلى أرباح فصلية على الإطلاق.
ماري سالم، المحللة المالية في "الشرق"، أشارت إلى أن نمو صافي الأرباح يعود بشكل رئيسي إلى ارتفاع الأرباح التشغيلية، وسط تسجيل دخل العمليات 8.4 مليار ريال، مقابل 7.7 مليار ريال كما في توقعات المحللين الذين تتابعهم بلومبرغ.
صعد سعر سهم مصرف الراجحي عند بدء تداولات اليوم في بورصة السعودية بنحو 3.3% إلى 87.7 ريال، مسجلاً أعلى مستوى منذ أواخر سبتمبر. وانعكس ذلك بشكل جزئي ارتفاعاً في مؤشر قطاع البنوك بنحو 2.4%، ما أدّى بدوره إلى ارتفاع مؤشر "تاسي" 1.75% وهي أفضل وتيرة يومية منذ يونيو.
سالم نوّهت بأن هذا النمو الكبير في الإيرادات والأرباح يعود إلى زيادة الودائع والقروض، إلى جانب الاستثمارات؛ "ويمثل هذا الفارق الكبير بين التوقعات والواقع إضافةً جديدة إلى مفاجآت القطاع المصرفي السعودية الكثيرة هذا العام"، على حد تعبيرها.
كان لافتاً في النتائج المالية لمصرف الراجحي اليوم إفصاحه عن ارتفاع مخصصات الائتمان بنحو 81% إلى 688 مليون ريال، مقارنةً بالربع المماثل من العام الماضي؛ والتي "لولاها لكانت الأرباح أعلى"، بحسب سالم.
كان مصرف الراجحي حصل في 8 سبتمبر على قرض إسلامي مشترك مرتبط بالاستدامة بقيمة 1.92 مليار دولار، بما يمثل أضخم تمويل بنكي في الشرق الأوسط منذ مطلع العام، كما أوردت بلومبرغ.
يأتي هذا القرض وسط شح السيولة المستمر في السعودية، حيث تجاوز نمو القروض معدل الودائع بهدف دعم الاقتصاد المحلي الذي انكمش العام الماضي. وتتوقع "بلومبرغ إنتليجنس" أن تحتاج البنوك المحلية لإصدار أدوات دين جديدة بقيمة تتراوح ما بين 10 مليارات دولار إلى 15 مليار دولار سنوياً حتى 2028 لدعم الاستثمارات بمشاريع المملكة.
