ارتفعت أرباح "غولدمان ساكس غروب" (Goldman Sachs Group) بنسبة 45% في الربع الثالث بفضل الزيادة المفاجئة في إيرادات تداول الأسهم وانتعاش الأعمال المصرفية الاستثمارية.
سجل متداولو الأسهم بالبنك أفضل ربع لهم منذ أكثر من ثلاث سنوات، في طريقهم لتحقيق أفضل عام لهم على الإطلاق، في حين حصل صانعو الصفقات على رسوم تجاوزت التقديرات بكل خطوط الأعمال الرئيسية. فيما تقلصت مكاسب البنك الاستثماري بسبب الانخفاض الذي سبق للمصرف أن أبلغ عنه في تداولات الدخل الثابت.
رفعت تداولات المستثمرين سعر سهم "غولدمان ساكس" لأعلى مستوياته هذا العام حيث تخلى البنك عن أجزاء رئيسية من جهوده المصرفية الاستهلاكية وتمركز للاستفادة من انتعاش الخدمات المصرفية الاستثمارية. في جميع أنحاء وول ستريت، تظهر البنوك الكبرى أنها قادرة على درء التحديات التي تواجهها أعمال التجزئة المصرفية الخاصة بها نتيجة لتخفيض أسعار الفائدة، مع تسليط الضوء على إمكانية زيادة إبرام الصفقات التي من شأنها رفع الرسوم في جميع أنحاء القطاع.
أداء قياسي لسهم "غولدمان ساكس"
تصدرت أسهم "غولدمان ساكس" مكاسب أكبر البنوك الأميركية هذا العام، بعدما قفزت 36%، ووصلت إلى أعلى مستوياتها على الإطلاق يوم الإثنين. وصعد السهم 2.1% في الساعة 7:27 صباحاً في التعاملات المبكرة قبيل افتتاح السوق في نيويورك.
وتضمنت نتائج أعمال البنك خسارة قدرها 415 مليون دولار مرتبطة بقطع شراكة المصرف في مجال بطاقات الائتمان مع شركة "جنرال موتورز" والتخلي عن مشاريع البيع بالتجزئة الصغيرة الأخرى. قال بنك "باركليز" يوم الإثنين إنه سيستحوذ على شراكة "جنرال موتورز" بعد أن تخبط "غولدمان ساكس" في اقتحام للإقراض الاستهلاكي.
أمضى المصرف الأميركي معظم العام الماضي في محاولة للتخلي عن ارتباطه الأكبر ببطاقات الائتمان مع شركة "أبل". وقد يتعرض سجل الأعمال هذا، الذي لديه أرصدة قائمة تبلغ حوالي 17 مليار دولار، لضربة أكبر إذا خرج "غولدمان ساكس" من الشراكة ببيع القروض بسعر مخفض.
أشار الرئيس التنفيذي ديفيد سولومون الشهر الماضي إلى تباطؤ كبير في الإيرادات المرتبطة باستثمارات الأسهم والديون في وحدة إدارة الأموال، خاصة وأن البنك يخفض الاستثمار من ميزانيته العمومية. وبلغت تلك الإيرادات 294 مليون دولار، وهو تباطؤ حاد عن الأرباع الأخيرة، بما في ذلك أكثر من 1.2 مليار دولار في نهاية العام الماضي.
وقفز صافي الدخل إلى 2.99 مليار دولار، أو 8.40 دولار للسهم. وارتفعت الإيرادات بنسبة 7% إلى 12.7 مليار دولار.
العائد على حقوق المساهمين
ورغم ضعف التركيز على أعماله، لا يزال البنك غير قادر على بلوغ هدف العائد على حقوق المساهمين، إذ لم يصل إلى هذا الهدف إلا مرة واحدة في الأرباع العشرة الماضية. وفي الأشهر الثلاثة حتى سبتمبر، سجل المصرف الواقع مقره في نيويورك عائداً على حقوق المساهمين بنسبة 10.4%، وهو معيار يشير إلى مدى ربحية استثمار البنك لحقوق المساهمين.
وحدة تداول الأسهم سجلت إيرادات قدرها 3.5 مليار دولار، محققة أفضل أداء لها منذ الربع الأول 2021. ونسب البنك الفضل إلى إيرادات الوساطة الأعلى بشكل ملحوظ في المنتجات المشتقة والنقدية.
وعلى الجانب الآخر، انخفضت الإيرادات من أعمال تداول أدوات الدخل الثابت 12% إلى 2.96 مليار دولار، في إشارة إلى انخفاض الإيرادات في أسعار الفائدة والسلع. في أغسطس، قال البنك إن الرئيس المشارك لأعمال السلع الأساسية، تشين شياو، سيترك منصبه بعد بضعة أشهر فقط في هذا المنصب في وقت تباطأت فيه المكاسب في هذا العمل.
بلغت إيرادات الخدمات المصرفية الاستثمارية 1.87 مليار دولار مقارنة بمتوسط تقديرات المحللين البالغ 1.68 مليار دولار. وبلغت رسوم استشارات الاندماج 875 مليون دولار. وتفوق "غولدمان" على بنك "جيه بي مورغان" في هذا المقياس بعد أن تخلف عن منافسه في الربع الثاني.
وحققت أعمال المصرف في مجال اكتتابات الأسهم إيرادات بلغت 385 مليون دولار، وبلغت إيرادات الاكتتاب في الديون 605 ملايين دولار.
سجلت أعمال إدارة الأصول والثروات في "غولدمان" إيرادات بلغت 3.75 مليار دولار، بزيادة 12% عن العام السابق. وارتفعت رسوم الإدارة بنسبة 9%. أعلن البنك عن جمع 16 مليار دولار من الأموال في مجال الاستثمارات البديلة، معظمها مرتبط بالاستراتيجيات المتعلقة بالائتمان.
أمّا أعمال المنصات الاستهلاكية، التي يُطلق عليها (البنك السيئ) بمصرف "غولدمان"، فتكبدت انخفاضاً بنسبة 32% في الإيرادات إلى 391 مليون دولار، مدفوعة بالخروج من شراكة بطاقات "جنرال موتورز" مما أدى إلى خسارة قبل الضريبة قدرها 559 مليون دولار.