فاجأ بنك "مورغان ستانلي" المستثمرين بخسارة 911 مليون دولار مرتبطة بانهيار "أركيغوس كابيتال"، ما لطّخ ما كان دون ذلك ربحاً قياسياً للإيرادات والأرباح.
وقال البنك في بيان يوم الجمعة حول أرباح الربع الأول من هذا العام: "يتضمن الربع الحالي خسارة قدرها 644 مليون دولار تتعلق بحدث ائتماني لعميل سمسرة رئيسي واحد، و267 مليون دولار من خسائر التداول اللاحقة حتى نهاية الربع المتعلق بالحدث نفسه".
وفي اتصال هاتفي مع المحللين، قال الرئيس التنفيذي جيمس غورمان، إن الضربة مرتبطة بـ"أركيغوس". ووصف الأمر بأنه "حدث معقد للغاية"، وقال، إنه سعيد بالكيفية التي تعاملت الشركة مع هذه الحادثة. وأضاف أن فلسفة الشركة هي "مداواة الأشياء السيئة بالكي" والتعامل معها بأسرع ما يمكن. وقال إن "أركيغوس" لن تغير الطريقة التي ينظر بها "مورغان ستانلي" إلى أعمال السمسرة الرئيسية الخاصة بها، لكنها ستبحث بجدية في أنواع معينة من المكاتب العائلية ومدى كفاية إفصاحاتها المالية.
أكبر داعمي "أركيغوس"
جعلت ضربة "أركيغوس" من "مورغان ستانلي" البنك الأمريكي الرئيسي الوحيد الذي يتكبد خسائر تجعله يداوي جراحه من جراء انهيار مكتب عائلة بيل هوانغ. وكان البنك الذي يتخذ من نيويورك مقراً له أحد الداعمين الأوائل لشركة "أركيغوس" على الرغم من الشوائب القانونية المرتبطة بهوانغ، الذي كان متهماً سابقاً بالتداول الداخلي، وفي عام 2012 أقر بذنبه بالاحتيال الإلكتروني نيابة عن صندوقه السابق للتحوط "تايغر آسيا مانجمنت" (Tiger Asia Management).
من جهتها، قالت سوزان روث كاتزكي، المحللة في مجموعة "كريدي سويس"، في مذكرة للعملاء: "لن ينظر إلى هذا الأمر بشكل جيد بالنظر إلى كيفية أداء الأقران الآخرين في هذا الشأن".
وافتتحت أسهم "مورغان ستانلي" التي كانت قد ارتفعت 18% خلال هذا العام حتى يوم الخميس، بمقدار 0.1% إلى 80.93 دولاراً عند الساعة 9:30 صباح الجمعة في نيويورك.
هزّ انهيار "أركيغوس" البنوك الاستثمارية في جميع القارات، مع اتضاح أن مجموعة "كريدي سويس" كانت الأكثر تضرراً، إذ تكبدت خسائر تقدر بنحو 5 مليارات دولار جراء انكشافها على الصندوق.
وفي أعقاب "أركيغوس، تخلى متداولو "مورغان ستانلي" عن مركزهم رقم 1، متخلفين بذلك عن "غولدمان ساكس" و"جي بي مورغان"، اللذان حققا مكاسب من نشاط تجارة الأسهم كبيرة في وقت سابق من هذا الأسبوع في ربع سنة قوي للأسواق.
ومع ذلك، ارتفعت عائدات تداول الأسهم لدى "مورغان ستانلي" 17% لتصل إلى 2.88 مليار دولار، مقارنة بمتوسط تقديرات المحللين البالغ 2.6 مليار دولار في استطلاع أجرته بلومبرغ. وكان كل من "غولدمان ساكس" و"جيه بي مورغان" يحاولان التغلب على ريادة "مورغان ستانلي" في هذا العمل، ولكن حتى الآن تمكنت الشركة من البقاء في الصدارة. وسجل كلا المنافسين عائدات من الأسهم تزيد عن 3 مليارات دولار عن الربع.
راتب غورمان
في يناير، صعد جيمس غورمان متجاوزاً جيمي ديمون من "جيه بي مورغان" ليصبح الرئيس التنفيذي ذو الأجر الأعلى في أحد البنوك الأمريكية الكبرى، بعد أن حصل على 33 مليون دولار لأداء الشركة في عام 2020 أثناء إدارته لشركة تمثل ثلث حجم "جيه بي مورغان".
كان أحد أسباب تأخير تقدم شركة غورمان هو توقيت انهيار الصندوق. في أي ربع آخر، كانت الخسائر ستبرز بشكل أكثر وضوحاً. وبدلاً من ذلك، جاءت الضربة في وقت حطم فيه البنك وجميع أقرانه الرئيسيين رقماً قياسياً تلو الآخر، مما ساهم في تخفيف الألم.
من جهته، قال جلين شور، المحلل في "إيفركور آي إس آي" (Evercore ISI)، في تقرير بعنوان "بخلاف ذلك، كان ربعاً رائعاً، يا سيدة لنكولن": "كم من المؤسف أنه يجب علينا التحدث عن ضربة "أركيغوس"، في الوقت الذي كانت النتائج قوية في كل أنحاء الشركة".
نتائج فاقت التوقعات
ارتفعت عائدات تداول الدخل الثابت لدى "مورغان ستانلي" 44% لتصل إلى 2.97 مليار دولار، مقارنة مع 2.2 مليار دولار يتوقعها المحللون قبل بدء موسم الأرباح.
تمكن المصرفيون الاستثماريون لدى الشركة من توليد 2.61 مليار دولار على شكل رسوم، مقارنة بتقديرات المحللين البالغة 2 مليار دولار، حيث تضاعف نشاط الاكتتاب في الأسهم أربع مرات. وأثبت هذا الربع أنه مربح بشكل خاص في ظل التفجر المستمر في شركات الشيكات على بياض، والمعروفة باسم شركات الاستحواذ ذات الأغراض الخاصة (SPACs)، بالإضافة إلى عمليات الطرح العام الأولي التي قامت به شركات التكنولوجيا.
بلغ إجمالي عائدات إدارة الثروات 5.96 مليار دولار أمريكي، ما يشكل ارتفاعاً من 5.68 مليار دولار أمريكي في الربع السابق.
ولقد ثبت أيضاً أن الاستحواذ على شركة "إي ترايد" (E*Trade) خلال العام الماضي جاء في الوقت المناسب، حيث ارتفع متوسط التداول اليومي في الربع الأول، أعلى بكثير من سجله في الربع الرابع. كما أعلنت الشركة عن الانتهاء من عملية الاستحواذ على "إيتون فانس" (Eaton Vance) خلال الشهر الماضي، مما أضاف نشاطاً تجارياً آخر من المحتمل أن يؤدي إلى التخلص من إيرادات ثابتة قائمة على الرسوم.
أخيراً، وكما يتعين على البنوك أيضاً أن تتجنب الطلب الشديد على أفضل المواهب لديها، قامت شركة رأس المال المغامر "جنرال كاتاليست" هذا الشهر بجذب بول كوان، رئيس قسم الخدمات المصرفية الاستثمارية التكنولوجية لمنطقة الساحل الغربي في "مورغان ستانلي".