حافظت البنوك الصينية على أسعار الإقراض القياسية لشهر سبتمبر، حيث أحجم صناع السياسات عن ضخ مزيد من التحفيز النقدي، بينما تكافح المؤسسات المالية مع التراجع القياسي في هوامش الأرباح.
سيظل سعر الفائدة الرئيسي على القروض ذات أجل عام عند 3.35%، كما سيبقى سعر الفائدة للقروض ذات أجل خمس سنوات (وهو القرض القياسي للائتمان طويل الأجل بما في ذلك الرهون العقارية) عند 3.85%، وفقاً لبيان صادر عن بنك الشعب الصيني اليوم الجمعة. كانت هذه التحركات متوافقة مع توقعات معظم الاقتصاديين الذين شملهم استطلاع "بلومبرغ".
تردد في البنوك الصينية
يأتي ذلك بعد قرار بنك الشعب الصيني بترك سعر إعادة الشراء العكسي لمدة سبعة أيام دون تغيير في عمليات السوق المفتوحة اليومية منذ خفض يوليو. كذلك فإن البنوك الصينية مترددة في خفض أسعار الفائدة على الإقراض، نظراً لأن هامش صافي الفائدة لديها انخفض إلى أدنى مستوى تاريخي عند 1.54% اعتباراً من نهاية يونيو الماضي.
مع ذلك، بدأت التوقعات تشير إلى أن التيسير النقدي وشيك بعدما أشار البنك المركزي الصيني الأسبوع الماضي إلى أنه يعد سياسات إضافية لإنعاش الاقتصاد.
تعني البداية الجريئة لبنك الاحتياطي الفيدرالي الأميركي بخفض أسعار الفائدة أمس الأول، أيضاً أنه سيكون هناك فارق أضيق في أسعار الفائدة بين الولايات المتحدة والصين، مما يقلل الضغط الهبوطي على اليوان.
وتتوقع "بلومبرغ إيكونوميكس" أن يخفض بنك الشعب الصيني أسعار الفائدة بما لا يقل عن 10 نقاط أساس في الربع الرابع، مما يتيح للبنوك مساحة أكبر لتقليص أسعار الفائدة على القروض.
تحفيز الاقتصاد الصيني
يحتاج ثاني أكبر اقتصاد في العالم بشكل عاجل إلى مزيد من التحفيز لتحقيق هدف الحكومة السنوي المتمثل في النمو بنحو 5% هذا العام.
وأظهرت بيانات رسمية حديثة أن الإنتاج والاستهلاك والاستثمار شهدوا تباطؤاً أكثر مما توقعه الاقتصاديون في أغسطس، وظل الطلب على الائتمان ضعيفاً، مما يعكس تراجع الثقة في جميع أنحاء الصين في مواجهة أزمة العقارات وتهديدات الانكماش.
يحاول بنك الشعب الصيني توجيه أسعار السوق باستخدام أدواته قصيرة الأجل بعد سنوات من استخدام تسهيلات الإقراض متوسطة الأجل لهذا الغرض. وخفض المقرضون أسعار الفائدة المحلية في يوليو بعد وقت قصير من خفض صناع السياسات سعر الفائدة لمدة سبعة أيام.
وخلال الأربعاء الماضي، أرجأ البنك المركزي تجديد بعض القروض المستحقة إلى وقت لاحق من هذا الشهر، وكان المركزي قد قدم هذه القروض للمقرضين المحليين من خلال الصندوق متعدد الأطراف لمدة عام واحد كجزء من إصلاح مجموعة أدوات السياسة الخاصة به. وخفض بنك الشعب الصيني سعر الفائدة للصندوق متعدد الأطراف آخر مرة في 25 يوليو، عندما انخفض بأكبر قدر منذ عام 2020.