صرح محافظ البنك المركزي الليبي، الذي يُعد محور صراع السلطة بين الحكومتين المتنازعتين في الدولة العضو في "أوبك"، بأن اتفاقاً لحل النزاع يبدو وشيكاً، مما سيحفز استئناف إنتاج النفط الحيوي.
قال الصديق الكبير، الذي أدت محاولات عزله من قبل حكومة الغرب الليبية إلى قيام السلطات في الشرق بقطع إنتاج النفط، اليوم الثلاثاء إن هناك "مؤشرات قوية" على أن الفصائل السياسية تقترب من التوصل إلى اتفاق لتجاوز الجمود الحالي.
تحقيق تقارب بين الإدارتين المتنافستين في ليبيا سيمهد الطريق لعودة أكثر من نصف مليون برميل يومياً من إمدادات النفط إلى الأسواق العالمية. يراقب المتداولون عن كثب التطورات، إذ من المحتمل أن يؤدي استئناف الإنتاج إلى تراجع أسعار النفط، وذلك في وقت يستعد فيه بعض الدول الأعضاء في "أوبك" لاستعادة جزء من إمداداتها المقيّدة.
"مستعد للعودة"
على الرغم من أن الكبير وأعضاء آخرين في البنك المركزي فروا من ليبيا بعد تهديدات من جماعات مسلحة، إلا أنه قال في مقابلة من إسطنبول في تركيا إنه واثق من أنه سيكون جزءاً من أي حل، وهو مستعد للعودة.
قال الكبير: "إذا وقّعوا الاتفاق اليوم، سأعود غداً"، مشيراً إلى أنه يتلقى تطورات بشأن المفاوضات من الطرفين المشاركين في المحادثات التي تجري بوساطة الأمم المتحدة. ليس من الواضح ما إذا كانت الحكومة في الغرب المعترف بها دولياً ستوافق على عودة الكبير، الذي سبق أن اتُّهم بسوء إدارة الأموال.
بلغ إنتاج ليبيا من النفط حوالي مليون برميل يومياً قبل أن يصدر أمر بوقف الإنتاج في 26 أغسطس، مع أن الغالبية العظمى من هذا الإنتاج كان يأتي من الشرق. انخفض الإنتاج اليومي إلى حوالي 450 ألف برميل خلال الأسبوع الماضي. تُعد ليبيا صاحبة أكبر احتياطي نفطي مؤكد في أفريقيا، لكن إنتاجها غالباً ما كان رهينة للنزاعات السياسية منذ الإطاحة بالزعيم الراحل معمر القذافي في 2011.
قالت الأمم المتحدة في وقت متأخر من يوم الإثنين إن المشاورات مع أصحاب المصلحة في العاصمة طرابلس أدت إلى "تفاهمات بارزة"، وخطة لإتمام الاتفاق في اليوم التالي. لكنها لم تقدم تفاصيل، ولم تذكر ما إذا كان الاتفاق سيتضمن الكبير.
تواصلت المحادثات التي تقودها الأمم المتحدة يوم الثلاثاء، وفقاً لشخصين مطلعين على الأمر، واللذين قالا إنه على الرغم من إحراز تقدم، إلا أن المناقشات لا تزال هشة، وما زالت التحديات قائمة.