يصل مئات المصرفيين إلى مدينة "نيوم" في السعودية خلال الأسبوع الجاري، وسط مساعٍ من مطوري مدينة المستقبل لاستكشاف سبل تمويل جديدة.
سيلتقي الرئيس التنفيذي لـ"نيوم"، نظمي النصر، مع ممثلي جهات التمويل، إلى جانب كبار المسؤولين الحكوميين الآخرين، وفقاً لأشخاص مطلعين على الأمر.
يعتزم النصر استعراض التقدم المحرز في المشروع الكبير، "ذا لاين" (The Line)، حسبما صرح مطلعون طلبوا عدم الكشف عن هوياتهم أثناء مناقشة هذه الخطط علناً. وقالوا إن الاجتماع يهدف إلى تحفيز الاهتمام بين المصرفيين من خلال عرض الأعمال التي تجري في "نيوم" على أرض الواقع، بدلاً من الاعتماد على مقاطع فيديو الواقع الافتراضي التي سبق للمطورين عرضها عندما التقوا بالممولين في أماكن مثل نيويورك ولندن.
ورفض ممثل عن "نيوم" التعليق على الأمر.
اقرأ أيضاً: نظمي النصر لـ"الشرق": "نيوم" تبلغ ذروة الإنجاز خلال 4 سنوات
تُعد "نيوم" مشروعاً رئيسياً في برنامج ولي العهد الأمير محمد بن سلمان واسع النطاق لتنويع اقتصاد أكبر دولة مصدرة للنفط في العالم.
تضمنت مخططات المشروع إنشاء مدينة خالية من السيارات، ومشروعاً صناعياً يطفو على سطح البحر الأحمر، ومنتجعاً للتزلج الجبلي يضم بحيرة صناعية، وكلها تعمل بالطاقة المتجددة، وتتطلب مشاريع بناء بقيمة 1.5 تريليون دولار.
البحث عن تمويلات جديدة
تقع مدينة "ذا لاين" في قلب مشاريع التطوير، حيث تضم زوجاً من ناطحات السحاب المكسوة بالمرايا، وتأمل المملكة أن تمتد المدينة في نهاية المطاف لمسافة 170 كيلومتراً.
يأتي البحث عن تمويل جديدة في وقت قلصت فيه السعودية مؤخراً طموحها على المدى المتوسط بشأن المشروع. بينما كانت الحكومة تأمل في وقت ما أن يعيش 1.5 مليون شخص في "ذا لاين" بحلول عام 2030، فإنها تتوقع الآن أن يحتضن المشروع أقل من 300 ألف شخص بحلول ذلك الوقت.
وقال الأشخاص المطلعون إن بعض البنوك الأجنبية ترددت في تقديم قروض كبيرة لمشروع "نيوم"، لعدم حصوله بعد على ضمانات حكومية.
جاء معظم تمويل "نيوم" حتى الآن على الجهة المالكة، أي صندوق الاستثمارات العامة السعودي، الذي يقوده ولي العهد. ولكن مطوري المدينة عينوا بنوكاً لتقديم الاستشارات بشأن بيع سندات بالريال لأول مرة، يمكن أن تجمع ما يصل إلى 5 مليارات ريال (1.33 مليار دولار)، حسبما ذكرت "بلومبرغ نيوز".
وحصلت "نيوم" مؤخراً على قرض بقيمة 10 مليارات ريال من مجموعة من البنوك السعودية، كما جمع مطورو المشروع قرضاً بقيمة 3 مليارات ريال لتمويل مشروع جزيرة "سندالة" السياحية الفاخرة المطلة على البحر الأحمر.
لطالما قالت المملكة إن خطط "رؤية 2030" سوف تُمول جزئياً من أموال خارجية، وتأمل أن يصل حجم الاستثمارات الأجنبية المباشرة إلى 100 مليار دولار سنوياً بحلول عام 2030، وهو مبلغ أكبر بثلاث مرات تقريباً مما جذبته البلاد على الإطلاق.
لقاءات مع مستثمرين
كذلك توجّه المسؤولون التنفيذيون في "نيوم" مؤخراً إلى الصين للقاء مستثمرين محتملين. بدأت الجولة في بكين، وأعقبتها اجتماعات في شنغهاي.
قال النصر في بيان الأسبوع الماضي إن "التعاون مع الصين سوف يستمر في لعب دور حيوي في تطوير نيوم، ونتطلع إلى تعزيز مشاركتنا مع مجتمع الأعمال في البلاد". كما عمل مطورو "نيوم" مؤخراً على تقييم اهتمام المستثمرين في بعض المدن، بما في ذلك سول وواشنطن العاصمة وميامي وباريس.
استضافت "نيوم" مصرفيين على شواطئها في الماضي، على الرغم من أن تلك الاجتماعات غالباً ما ضمت مصرفياً واحداً أو اثنين فقط من مؤسسة واحدة. سيشكّل اجتماع هذا الأسبوع المرة الأولى التي تستضيف فيها المدينة مجموعة أكبر من الممولين من مؤسسات متعددة في وقت واحد.
بالإضافة إلى استعراض التقدم المحرز في مشروع "ذا لاين"، سيتيح مطورو المدينة أيضاً جولات في مدينة "سندالة"، و"أوكساغون" وهي مدينة ساحلية عائمة في "نيوم"، وفقاً لأحد الأشخاص المطلعين على الأمر.
سينظم المسؤولون أيضاً جولة للمصرفيين في "المرسى البحري المخفي" ضمن "ذا لاين"، وفقاً لنسخة من جدول أعمال الاجتماع الذي اطلعت عليه "بلومبرغ". وسيغادر المشاركون على متن طائرات لكبار الشخصيات من مطار خليج "نيوم"، وفقاً للوثيقة.
في وقت سابق من الشهر الجاري، دعت المملكة ممثلين لأكثر من 100 شركة إنشاءات إلى المشاركة في المشروع كجزء من اجتماع يستمر يومين. يتوقع المشروع، الذي يعمل به بالفعل نحو 140 ألف عامل إنشاءات، أن يصل عدد العاملين إلى 200 ألف بحلول العام المقبل، وفقاً لبيان.