أعلن "بنك أوف أميركا كورب" عن ارتفاع النفقات والرسوم على القروض المتعثرة التي كانت أعلى مما توقعه المحللون، مما فشل في إرضاء المستثمرين رغم تحقيق مكاسب في أعمال التداول.
وقال "بنك أوف أميركا" في بيان يوم الثلاثاء إن إجمالي الرسوم بلغ 1.5 مليار دولار، بزيادة 26% عن الأشهر الثلاثة الأخيرة من 2023. أي أكثر من تقديرات المحللين البالغة 1.26 مليار دولار. وأوضح أليستر بورثويك، المدير المالي، إن الزيادة في الرسوم على بطاقات الائتمان تُعتبر إلى حد كبير بمثابة مخلفات من الربع السابق، كما أنها تستقر.
تراجع سعر سهم "بنك أوف أميركا" الواقع مقره في شارلوت بولاية نورث كارولينا بنسبة تصل إلى 5% إلى 34.15 دولار صباح الثلاثاء، مسجلاً أكبر نسبة هبوط خلال اليوم منذ أكثر من عام. لتصل مكاسبه منذ مطلع العام إلى 2.2%.
النفقات والرسوم
ارتفعت النفقات غير المرتبطة بالفائدة لدى "بنك أوف أميركا" بنسبة 6.2% مقارنة بالعام السابق لتصل إلى 17.2 مليار دولار، مدفوعة بتقييم خاص بقيمة 700 مليون دولار من المؤسسة الفيدرالية للتأمين على الودائع مرتبط بانهيارات البنوك الإقليمية في العام الماضي. وتُعد الرسوم والتكاليف نقطة محورية بالنسبة للمستثمرين، إذ يضغط التضخم المستمر على الإنفاق. وكان المحللون يتوقعون زيادتها 2.6% إلى 16.7 مليار دولار. وباستبعاد رسوم المؤسسة الفيدرالية للتأمين على الودائع، كان إجمالي النفقات سيبلغ 16.5 مليار دولار، أو بزيادة 2%.
ومع ذلك، حقق متداولو المصرف أحد أفضل أرباعهم الأولى على الإطلاق، حيث جنى البنك أيضاً فوائد تكاليف الاقتراض المرتفعة التي دفعت صافي دخل الفائدة للتفوق على تقديرات المحللين.
وقفزت إيرادات تداول الأسهم 15% إلى 1.87 مليار دولار في الأشهر الثلاثة الأولى من العام، حيث واجه العملاء فترة من استمرار أسعار الفائدة المرتفعة والتوترات الجيوسياسية. وساعد ذلك "بنك أوف أميركا" على التفوق على تقديرات المحللين لصافي الدخل ، حيث حقق البنك 6.67 مليار دولار في هذا الربع.
قال الرئيس التنفيذي بريان موينيهان في البيان: "واصلت أعمال المبيعات والتجارة زخمها القوي لعام 2023 في هذا الربع، مسجلة أفضل ربع أول منذ أكثر من عقد".
تراجع صافي دخل الفائدة
قال ثاني أكبر بنك أميركي إن صافي دخل الفائدة -الإيرادات المحصلة من مدفوعات القروض مطروحاً منها ما يدفعه المودعون وهو مصدر رئيسي لإيرادات المصرف- انخفض 2.9% إلى 14 مليار دولار في الربع الأول من العام الحالي، في مقابل توقعات المحللين بهبوطه 4%.
في الأسبوع الماضي، أفاد كل من "جيه بي مورغان"، و"وويلز فارغو" بأن صافي دخل الفوائد خالف تقديرات المحللين، حيث أشار المسؤولون التنفيذيون إلى زيادة تكاليف التمويل.
وقال بورثويك في مكالمة مع المحللين إنه في الربع الثاني، من المرجح أن يقترب صافي دخل الفائدة لـ"بنك أوف أميركا" من 14 مليار دولار، وهو ما من المتوقع أن يكون "أدنى نقطة" لهذا العام، على أن ينمو في النصف الثاني من 2024. وقال إنه إذا ظلت المعدلات مرتفعة، فإن ذلك سيفيد نتائج صافي دخل الفائدة في المستقبل.
تقدم نتائج "بنك أوف أميركا" نظرة أخرى على أداء المستهلكين والشركات الأميركية حيث يحافظ الاحتياطي الفيدرالي على تكاليف الاقتراض أعلى لفترة أطول. وظلت الميزانيات العمومية للمقرضين قوية بشكل عام وسط ارتفاع أسعار الفائدة، على الرغم من استمرار عدم اليقين، بما في ذلك الضغوط التضخمية والهجمات في الشرق الأوسط.
انتعاش الخدمات المصرفية الاستثمارية
وفي إشارة إلى عودة الشركات إلى أسواق رأس المال وعقد الصفقات، ارتفعت رسوم الخدمات المصرفية الاستثمارية بنسبة 35% إلى 1.6 مليار دولار في الربع الأول، مدفوعة بقوة اكتتابات الأسهم والديون.
قال موينيهان في مكالمة مع المحللين: "شهدت الخدمات المصرفية الاستثمارية انتعاشاً جيداً في هذا الربع. تعكس نتائجنا فوائد الاستثمارات التي تمت في فرق الخدمات المصرفية الاستثمارية في السوق المتوسطة وفرق التغطية المزدوجة".
كما ارتفعت إيرادات أعمال إدارة الثروات لدى "بنك أوف أميركا" بنسبة 5.2% إلى 5.59 مليار دولار. وقال بورثويك في مؤتمر عبر الهاتف مع الصحفيين، إنه كان ربعاً قياسياً للقسم، مدفوعاً بـ"ارتفاع تدفقات إدارة الأصول".
وارتفعت أرصدة القروض لدى المصرف إلى 1.05 تريليون دولار في نهاية الربع الأول، بزيادة 0.3% عن العام السابق وأقل من تقديرات المحللين البالغة 1.06 تريليون دولار. وقال بورثويك في المكالمة الإعلامية إن الإقراض وهو محور التركيز الرئيسي للمستثمرين، حيث إن أسعار الفائدة المرتفعة تجعل الاقتراض أكثر تكلفة- ظل "بطيئاً".
الودائع، وهي مؤشر آخر تتم مراقبته عن كثب منذ أن جعل انهيار "سيليكون فالي بنك" قبل عام هروب الأموال أكثر شيوعاً، ظلت مستقرة في "بنك أوف أميركا". وارتفع إجمالي الودائع إلى 1.95 تريليون دولار في الربع الأول، بزيادة 1.2% عن الأشهر الثلاثة السابقة.