حذّر صندوق النقد الدولي من أن تشرذم أسواق السلع، مدفوعاً بشكل أساسي بغزو روسيا لأوكرانيا، يهدد الأمن الغذائي وينذر بخطر رفع أسعار مصادر الطاقة الأنظف.
قال الصندوق اليوم الثلاثاء، إن المعادن ذات الأهمية الجوهرية في التحول الأخضر، بما في ذلك الكوبالت والليثيوم والنحاس، وكذلك المنتجات الزراعية المتداولة تجارياً على نطاق واسع، مثل القمح، تُعد أكثر انكشافاً بشكل خاص على حالة التشرذم الاقتصادي الجغرافي، في إشارة إلى تعرض محاولات التكامل لانتكاسات متزايدة بسبب التوترات الجيو سياسية.
أدى الغزو الروسي لأوكرانيا في عام 2022 والعقوبات الغربية إلى اضطراب أسواق الأغذية والوقود والأسمدة عالمياً، مما دفع إلى ارتفاع الأسعار وتفاقم ضغوط التضخم. وفي الوقت نفسه، تسعى الولايات المتحدة إلى إقامة شراكات تجارية جديدة تركز على ما يُسمى بالمعادن الحيوية ذات الأهمية المحورية للتكنولوجيا الخضراء، مع تزايد القلق بشأن المكانة المهيمنة للصين.
بيئة عالمية غير مستقرة
قال الصندوق ضمن توقعاته المقبلة بشأن الاقتصاد العالمي: "يمكن أن يؤدي تشرذم سوق السلع إلى خلق بيئة عالمية غير مستقرة، مما يهدد الأمن الغذائي والنمو الاقتصادي وتكلفة جهود التخفيف من آثار تغير المناخ. تقدم النتائج التي توصلنا إليها دليلاً آخر للتعاون متعدد الأطراف بشأن السياسات التجارية للحيلولة دون الوصول إلى مثل هذه العواقب".
في حين أن النمو العالمي العام سيتعرض لخسارة خفيفة، فإن البلدان منخفضة الدخل وغيرها من البلدان الحساسة يمكن أن تشهد تباطؤاً طويل الأجل للنمو بمتوسط 1.2%، ويرجع ذلك أساساً إلى التأثير على الواردات الزراعية. قد يصل متوسط التباطؤ في بعض البلدان إلى 2%.
في ظل غياب حواجز حماية متعددة الأطراف، اقترح صندوق النقد الدولي إنشاء اتفاقيات "الممر الأخضر" -بهدف حماية تدفق المعادن اللازمة لإزالة الكربون- وصفقات ممر الغذاء- لضمان المساواة في الوصول لجميع البلدان وأنماط الدخل الوطنية.