أعلن بنك "إتش إس بي سي" (HSBC) عن إطلاق برنامج جديد لإعادة شراء الأسهم، بعدما أدت الارتفاعات السريعة في أسعار الفائدة إلى قفزة بأرباح البنك.
البنك، الذي يتخذ من لندن مقراً له ويجني معظم مكاسبه من السوق الآسيوية، سيعيد شراء أسهم بقيمة ملياري دولار إضافية، ليعزز بذلك برنامجاً بقيمة ملياري دولار أيضاً أعلن عنه قبل ثلاثة أشهر فقط، وفقاً لبيان أرباح البنك الذي صدر اليوم الثلاثاء. كما توقع "إتش إس بي سي" صعود أرباحه لعام 2023 بأكمله، مع تجاوز صافي دخل الفوائد عتبة 35 مليار دولار.
ينضم "إتش إس بي سي" بذلك إلى نظرائه العالميين في الاستفادة من زيادات أسعار الفائدة في عدة دول، مما أدى إلى زيادة الدخل. مع ذلك، فإن البنوك، بما فيها "إتش إس بي سي" و"باركليز" ومجموعة "نات ويست" المصرفية، تتعرض لضغوط لتقديم أسعار الفائدة المرتفعة إلى المدخرين، وقدمت تلك البنوك حتى الآن حوالي ربع زيادات أسعار الفائدة فقط للمستهلكين، حسبما أوضحت سلطة السلوك المالي، التي حذرت من "اتخاذ إجراء رادع" لمعاقبة البنوك التي لا تنقل الفوائد إلى المستهلكين.
"HSBC" يجني أرباحاً عالمية كبيرة
قال الرئيس التنفيذي للبنك، نويل كوين، في بيان: "جنينا أرباحاً على نطاق واسع في مختلف أنحاء العالم، وعائدات أعلى في أعمالنا العالمية، والتي كانت مدفوعة بصافي دخل الفوائد القوي، واستمرار الرقابة الحازمة على المصروفات".
باول ديفيز: "HSBC" أقوى من "ستاندرد تشارترد" في الأزمات
تفوقت أرباح "إتش إس بي سي" على التوقعات في الربع الثاني، مدعومة بارتفاع أسعار الفائدة وضوابط المصروفات. صعدت الأرباح قبل خصم الضرائب إلى 8.8 مليار دولار في الربع الثاني متجاوزة إجماع تقديرات المحللين، ممن توقعوا جني البنك 7.96 مليار دولار.
يمر "إتش إس بي سي" في خضم عملية إعادة تمركز استراتيجي لأعماله، حيث يعزز تواجده في آسيا مع تخصيص مزيد من موارد المجموعة المصرفية للتوسع في الأسواق الأسرع نمواً. على الجانب الآخر، يتعرض البنك لضغوط من أحد أكبر المساهمين فيه، وهو مجموعة "بينغ آن إنشورانس" Ping An Insurance Group))، التي تطالب بتحسين العوائد، رغم فشل شركة التأمين في الحصول على دعم مستثمرين آخرين لإجبار "إتش إس بي سي" على الإعلان بانتظام عن زيادة العوائد المحتملة بعيداً عن وحدته الآسيوية.
خسائر الائتمان
اختار البنك دولاً مثل الهند للتوسع فيها، حيث عزز أصوله المستثمرة هناك بأكثر من ثلاثة أضعاف خلال 2022 مقارنة بـ2021. ويتوقع أن يستمر هذا الاتجاه في النمو بوتيرة سريعة، وفقاً لما صرح به المدير التنفيذي للبنك، نونو ماتوس، الشهر الماضي.
مقابل جنيه إسترليني واحد.. HSBC يستحوذ على ذراع "سيليكون فالي" البريطانية
ليس هذا وحسب، حيث حقق البنك أداءً جيداً في الربع الثاني كذلك بفضل تعويض عائدات أسواق الديون الرأسمالية للانخفاضات في أعماله بقطاعي العملات الأجنبية والأسهم العالمية، والتي تندرج تحت مظلة ذراعه الاستثمارية. فيما انخفضت الأرباح مقارنة بالربع الأول من العام مع تباطؤ الإقراض واستخدام العملاء في أوروبا الودائع لسداد قروضهم. وتكبد البنك خسائر ائتمانية تناهز 300 مليون دولار مرتبطة بأعماله في العقارات التجارية في الصين، و300 مليون دولار أخرى على الأقل في ذراعه المصرفية التجارية خلال الربع الثاني.