أكد مصدر قضائي لبناني رفيع لـ"الشرق"، اليوم الجمعة، أن النائب العام التمييزي القاضي غسان عويدات تسلّم مذكرة توقيف من منظمة الشرطة الدولية (الإنتربول) بحق حاكم مصرف لبنان المركزي رياض سلامة.
كانت وكالة "رويترز" نقلت عن وزير الداخلية بسام مولوي أن لبنان تلقى مذكرة الاعتقال من "الإنتربول" بحق سلامة، بناءً على المذكرة الغيابية التي أصدرتها القاضية الفرنسية أود بوريزي بحقه الثلاثاء الماضي، في إطار تحقيقها فيما إذا كان اختلس مئات الملايين من الدولارات من الأموال العامة، وهو اتهام ينفيه سلامة.
شكّل حاكم البنك المركزي واجهة لأسوأ أزمة مالية في لبنان منذ عقود، حيث ألقى كثيرون باللوم عليه جزئياً في الانهيار الاقتصادي الذي قضى على مدخرات الناس، وأدى إلى تضخم من ثلاثة أرقام، وانهيار الليرة، وأغرق الطبقة الوسطى في الفقر.
المصدر القضائي أفصح لـ"الشرق" أن عويدات بدأ دراسة المذكرة الفرنسية، وسيستدعي سلامة الى جلسة تحقيق يعقدها الأسبوع المقبل، على أن يطلب بعدها من القضاء الفرنسي إيداعه الملف القضائي العائد لحاكم مصرف لبنان، ويقرر ما إذا كانت الأدلة المتوفرة فيه كافية لاتهامه ومحاكمته.
القاضية الفرنسية المكلفة بالتحقيق في أموال وممتلكات سلامة في أوروبا، أصدرت مذكرة التوقيف الدولية بحقه بعد تغيّبه عن جلسة استجوابه أمامها في باريس.
كما كشف المصدر القضائي لـ"الشرق" أن القاضية الفرنسية بوريزي أرسلت استنابة جديدة إلى لبنان، استدعت فيها رجا سلامة، شقيق رياض، وماريان الحويك، مساعدة حاكم مصرف لبنان، إلى جلسة استجواب ستعقدها في باريس خلال الأيام المقبلة. لكن المصدر تحفّظ عن ذكر الموعد المحدد للتحقيق الذي سيخضع له كلاهما، في حال تجاوبهما مع الاستنابة الفرنسية.
وتوقّع المصدر أنه في حال ثبتت صحة الاتهامات المنسوبة إلى حاكم المصرف المركزي، وهي تببيض الأموال والإثراء غير المشروع، بأن يُصار إلى محاكمته في لبنان.
