رفع "كريدي سويس غروب" رسمياً دعوى قضائية، طال انتظارها، على "سوفت بنك غروب"، تطالب بتعويضات قدرها 440 مليون دولار بسبب الانهيار المدوي لمؤسسة التمويل "غرينسيل كابيتال" (Greensill Capital).
البنك السويسري الذي باشر الدعوى على "سوفت بنك" في إحدى محاكم لندن هذا الشهر، أفصح أنَّه يعتزم الاستمرار بالتركيز على "تعظيم تعافي" المستثمرين في صناديق تمويل سلاسل التوريد الخاصة به.
تأتي إقامة الدعوى بعد عام ونصف تقريباً من طلب "كريدي سويس" لأول مرة مستندات من "غرينسيل".
إفلاس "سيليكون فالي" يضع "سوفت بنك" تحت المجهر
بنظر "كريدي سويس"؛ كان الانهيار الكبير لنشاط تمويل سلاسل التوريد التابع للخبير المالي الموصوم بالمشكلات ليكس غرينسيل، إحدى الفضائح الكبرى العديدة التي هزّت الثقة بالبنك السويسري العريق، وأدّت إلى استحواذ منافسه "يو بي إس" عليه في نهاية المطاف.
قبل أيام قليلة من إدارة الحكومة السويسرية لعملية استحواذ "يو بي إس" على "كريدي سويس"، أفادت جهات تنظيمية أنَّ الأخير "انتهك بشكلٍ صارخ" متطلبات إدارة المخاطر الخاصة به.
صناديق بـ10 مليارات دولار
أدّى انهيار شركة "غرينسيل كابيتال" في مارس 2021 إلى تجميد "كريدي سويس" وإغلاقه صناديق حجمها 10 مليارات دولار كان البنك السويسري سوّقها للعملاء على أنَّها استثمارات آمنة. وأوضح في وقتٍ لاحق أنَّ نحو 6.8 مليار دولار من الأموال أُعيدت إلى المستثمرين منذ ذلك الحين.
من المقرر أن تبحث الدعوى المقامة في لندن بالطريقة التي أعادت بها "غرينسيل" هيكلة علاقته مع "كاتيرا" (Katerra)، وهي شركة إنشاءات مقرها الولايات المتحدة، وكان "سوفت بنك" مستثمراً رئيسياً فيها. حيث يزعم "كريدي سويس" أنَّ "سوفت بنك" لعب دوراً أساسياً في إعادة العلاقة بين الطرفين ليتسنى له سحب أمواله الخاصة، بينما كان مدركاً تماماً أنَّ "غرينسيل"، التي كانت على شفير الانهيار بالفعل، لن تكون قادرة على سداد مبلغ 440 مليون دولار المستحق عليها للبنك السويسري.
أكد "سوفت بنك" أنَّه سيدافع "بقوة" لدحض هذا الزعم.
وأفصح متحدث باسمه في بيان: "بعد أكثر من عامين من محاولة إبعاد اللائمة عن نفسه بقراراته الاستثمارية السيئة؛ خرج بنك (كريدي سويس) في آخر المطاف بادّعاء؛ ولكن، وكما هو متوقَّع، لا أساس له إطلاقاً".
انخرط البنكان في سلسلة من المناوشات القانونية بالكواليس في الولايات المتحدة والمملكة المتحدة قبل تقديم الدعوى.