قد تعيش السندات المصممة لتأمين مصرف "كريدي سويس غروب" ضد الكارثة أكثر منه. من المفترض أن تبقى سندات "كريدي سويس" للمخاطر التشغيلية (Operational Re)، والأوراق المالية المتصلة بالتأمين والتي تغطي المصرف ضد المخاطر على غرار السقوط ضحية لأخطاء الاحتيال والمحاسبة، غير متأثرة ببيع الحكومة للمصرف إلى مصرف "يو بي إس غروب"، بحسب وكالة التصنيف "دي بي أر إس مورنينغ ستار".
يعني ذلك أن حاملي ما يطلق عليها "سندات الكوارث" قد يحققون بنهاية المطاف أداء أفضل كثيراً من المستثمرين في سندات للمصرف من الدرجة الثانية شطبتها الجهة السويسرية التنظيمية - هيئة الإشراف على السوق المالية السويسرية- في إطار صفقة "يو بي إس". أغضب قرار الشطب حاملي السندات وأثار موجة تراجع حول العالم عن هذا النوع من الديون الإضافية من الفئة الأولى.
سندات الكوارث
صرح ماركوس ألفاريز، رئيس الوحدة العالمية للتأمين في "دي بي أر إس مورنينغ ستار"، لـ"بلومبرغ نيوز": "ينبغي ألا يؤثر قرار هيئة الإشراف على السوق المالية السويسرية بشطب كامل قيمة سندات "كريدي سويس" من الفئة الأولى على سندات الكوارث. وأعتقد أن سندات الكوارث لن تُفعل أو تسدد في الأجل القريب".
امتنع متحدث باسم "كريدي سويس" عن التعليق على الموضوع.
تستخدم "سندات الكوارث" في الأغلب للتأمين ضد الأعاصير والكوارث الطبيعية الأخرى أكثر منها ضد المخاطر المصرفية. ستُفعل سندات "كريدي سويس" في حالة محو رأس المال إذا وقعت بعض الأحداث تنطوي على مخاطر تشغيلية مذكورة في وثائق إصدارها. لم تُفعل السندات أو تخفض قيمتها حتى الآن، بحسب شخص على دراية بالأمر، رفض الإفصاح عن هويته نظراً لأن التفاصيل غير معلنة.
باع البنك السويسري هذه الفئة من الأوراق النقدية للمرة الأولى خلال 2016 بوصفها وسيلة للحد من رأس المال المطلوب الاحتفاظ به كاحتياطي في مقابل المخاطر التشغيلية. قدمت شركة "زيورخ إنشيورانس غروب" (Zurich Insurance Group) عقد التأمين الأساسي، الذي جرى توريق جزء منه إلى سندات كوارث أصدرتها عبر كيان في برمودا. امتنعت شركة "زيورخ" عن التعليق على الموضوع متذرعة بأنه يمس خصوصية العميل.
قدمت "كريدي سويس" السندات للمستثمرين عبر نشرة إصدارها بوصفها مكسباً لكل من المصرف وحاملي السندات حيث استفاد المصرف من تراجع أصوله المرجحة بالمخاطر، في حين ظفر المستثمرون بالعوائد.
بعد ظهور الفضائح الناجمة عن انهيار شركة التمويل المتخصصة "غرينسل" وصندوق التحوط "أركيغوس كابيتال مانجمنت" خلال 2021 - وتسبب كلاهما في خسارة مليارات الدولارات لـ"كريدي سويس" - جرى تداول سندات الكوارث أقل كثيراً من قيمتها الاسمية.
تخفيض السندات
يتطلب خفض قيمة السندات وقوع أكثر من حدث واحد ينطوي على خطر تشغيلي، ما دفع البعض في السوق إلى التساؤل حول ما إذا كان هذان الانهياران الكبيران قد يقوضان القيمة الأصلية لرأس مال حاملي السندات. في نهاية الأمر، أوقف العمل بالسندات الأصلية وأصدرت مجموعة جديدة بوقت سابق من العام الجاري.
أضاف ألفاريز من "مورنينغ ستار": "السندات لم تُفعل أثناء عملية الاندماج القسري مع بنك "يو بي إس"، وستجدد التغطية للكيان الباقي وهو "يو بي إس"، حتى موعد استحقاق السندات، وبما أن سندات الكوارث أُصدرت للحد من الأصول المرجحة بالمخاطر الخاصة بـ"كريدي سويس"، أعتقد أن "يو بي إس" سيُبقى على التغطية التأمينية".
