يستكشف قادة البنوك الأميركية الكبرى والمسؤولون الذين يناقشون التدخل لحل أزمة مصرف "فيرست ريبابليك بنك" (First Republic Bank)، إمكانية تقديم دعم حكومي بهدف تشجيع إتمام صفقة من شأنها دعم المُقرض، وفق ما كشفه أشخاص مطلعون على الوضع.
طرحت المجموعة عدة إجراءات متنوعة لجعل المصرف أكثر جاذبية للمستثمرين المحتملين أو المشتري، كجزء من الجهود المبذولة لضمان عدم انهيار بنك أميركي آخر، وفقاً للأشخاص الذين طلبوا عدم ذكر أسمائهم في الحديث عن مفاوضات سرية.
من بين الخيارات التي دُرست، قد تلعب الحكومة دوراً في حذف بعض الأصول من "فيرست ريبابليك بنك" والتي أدت إلى تآكل ميزانيته العمومية. وبينما أعرب المستثمرون عن اهتمامهم بالمساعدة، كانت خسائر البنك غير المحققة نقطة شائكة. وكشف الأشخاص أن المقترحات الإضافية تضمنت تقديم حماية للالتزامات، وتطبيق قواعد رأس المال بشكل أكثر مرونة، أو تخفيف القيود على حصص الملكية.
"فيرست ريبابليك بنك" يستكشف خياراته الاستراتيجية.. وأسهمه تواصل الانزلاق
ماتزال المحادثات مستمرة. وقال الأشخاص إنه لاتزال مجموعة متنوعة من القضايا لم يتم حلها بعد، مشيرين إلى أن الاتفاق ليس مؤكداً بعد، كما أنه ليس من الواضح كيف ستقدم الحكومة أي دعم مالي.
أحال متحدث باسم البيت الأبيض الأسئلة إلى المنظمين المصرفيين. ورفض ممثلو مجلس الاحتياطي الفيدرالي ووزارة الخزانة و"فيرست ريبابليك بنك" التعليق على الأمر، ولم تستجب المؤسسة الفيدرالية للتأمين على الودائع لطلبات التعليق.
خسائر سوقية فادحة
ارتفعت أسهم "فيرست ريبابليك بنك" بما يصل إلى 7.5% في تعاملات ما قبل الفتح في الولايات المتحدة، كما أنها لا تزال بعيدة تماماً عن تعويض خسارتها هذا العام البالغة 87%.
خسر "فيرست ريبابليك بنك"، الذي يقع مقره في سان فرانسيسكو والمعروف بتقديم الخدمات المالية للمديرين التنفيذيين الأثرياء في مجال التكنولوجيا، 89% من رأسماله السوقي هذا العام في ظل سحب العملاء أموالهم، مما ضغط على البنك لبيع الأصول التي انخفضت قيمتها وسط ارتفاع أسعار الفائدة.
كسب البنك ومستشاروه، بما في ذلك "جيه بي مورغان"، مزيداً من الوقت لإيجاد طريقة لحل التوترات، بفضل محاولة 11 مصرفاً دعم البنك من خلال تقديم ودائع بقيمة 30 مليار دولار الأسبوع الماضي له.
"فيرست ريبابليك" يستعد للحصول على ودائع "إنقاذ" بقيمة 30 مليار دولار
إجراءات استثنائية
استحوذت المؤسسة الفيدرالية للتأمين على الودائع بالفعل على "سيليكون فالي بنك" التابع لمجموعة "إس في بي فاينانشيال" و"سيغنتشر بنك" في نيويورك، مما دفع المنظمين إلى اتخاذ خطوة غير عادية لتغطية الودائع غير المؤمن عليها بعد انهيار البنوك.
من جهتها، أشارت وزيرة الخزانة جانيت يلين في وقت سابق يوم الثلاثاء إلى أن الولايات المتحدة قد تتخذ إجراءات استثنائية إضافية إذا تعرّضت بنوك صغيرة أخرى للتهديد. وقالت إن الحكومة "ملتزمة بشدة" بتخفيف مخاطر الاستقرار المالي عند الضرورة، كما أنه "يجب أن يثق الأفراد في نظامنا المصرفي".