سرّح بنك "جيه بي مورغان تشيس أند كو" نحو 30 مصرفياً من قطاع الخدمات المصرفية الاستثمارية بمنطقة آسيا والمحيط الهادي الأسبوع الجاري، وغالبيتهم في بر الصين الرئيسي، وذلك وسط معاناة تدفقات الصفقات في تحقيق انتعاش في سوقه الأكبر نمواً بالمنطقة، طبقاً لأشخاص مطلعين على الأمر.
هذه التخفيضات التي شهدها المصرفيون المقيمون في هونغ كونغ والصين هي الأكبر منذ سنوات، رغم أن نسبتهم لا تتجاوز 5% تقريباً من عدد موظفي الخدمات المصرفية الاستثمارية بالمنطقة، حسب الأشخاص الذين طلبوا إخفاء هويتهم نظراً إلى سرّية الأمر، وأوضحوا أن صغار المصرفيين هم الفئة الأكثر تضرراً.
طال شطب الوظائف المصرفيين المقيمين في المنطقة والصين، كما أنه يأتي في وقت تسعى فيه المصارف الاستثمارية حول العالم إلى خفض التكاليف، حسبما قال الأشخاص الذين قللوا من شأن تأثير التوترات الجيوسياسية المستمرة والقواعد التنظيمية الصينية.
موجة تسريحات حول العالم مع تراجع الإيرادات
في الوقت نفسه، شطب كل من "غولدمان ساكس" و"مورغان ستانلي" عدداً من الوظائف في المنطقة وحول العالم، في ظل تراجع عائدات قطاع الخدمات المصرفية الاستثمارية.
قال متحدث باسم البنك من سنغافورة عبر الهاتف: "نستعرض بانتظام احتياجات أعمالنا، وهذه الخطوة تأثر بها قليل من الموظفين في آسيا والمحيط الهادي"، لكنه رفض التعليق على مقدار التخفيضات.
تمكّن بنك "جيه بي مورغان" الشهر الماضي من الاستحواذ بشكل كامل على مشروعه المشترك لإدارة الأصول في الصين بعد فوزه بالسيطرة على مشروع مشترك للأوراق المالية المحلية في 2019، ورفع ملكيته في شركة العقود الآجلة إلى 100% في عام 2020.
في أواخر 2021، حصلت الشركة الأميركية على موافقة لضخ استثمارات تقدر بنحو 2.67 مليار يوان (389 مليون دولار) في شركة إدارة الأصول التابعة لـ"تشاينا ميرتشانتس بنك" (China Merchant Bank).
أعلن كل من "غولدمان ساكس" و"مورغان ستانلي" مؤخراً عن خفض آلاف الوظائف حول العالم في وقت ارتفعت فيه عمليات تسريح العمالة في شركات التكنولوجيا والتمويل الأميركية. كما سرح "جيه بي مورغان" مئات الموظفين العاملين في وحدته المصرفية للرهن العقاري في فبراير الجاري، رافعاً بذلك مستوى خسائر الوظائف عبر القطاع بأكمله وسط استمرار تضرر أعمال الإقراض العقاري بأسعار الفائدة المرتفعة.