أضرم محتجون النار بفروع لمصارف في لبنان، وحطّموا واجهات عدد آخر منها، اليوم الخميس، اعتراضاً على ارتفاع سعر صرف الدولار في السوق السوداء إلى أكثر من 80 ألف ليرة، والقيود المفروضة على عمليات سحب الأموال من البنوك منذ أكثر من 3 سنوات، بالإضافة للأوضاع الاقتصادية الآخذة في التدهور بسرعة.
أخمد فوج إطفاء مدينة بيروت الحرائق المضرمة أمام فرعي "فرنسبنك" و"عودة" في شارع بادارو، في حين أقدمت مجموعة "صرخة المودعين" على إضرام النيران أمام منزل رئيس جمعية المصارف سليم صفير في منطقة سن الفيل القريبة من العاصمة. كما أعلنت الجمعية، التي تمثل المودعين الذين لا يمكنهم الوصول لأموالهم في القطاع المصرفي بالبلاد، أنَّ 6 فروع لبنوك على الأقل استُهدفت مع انخفاض العملة اللبنانية لمستوى قياسي جديد.
مطلع فبراير، أعلنت جمعية مصارف لبنان دخول البنوك في إضراب مفتوح اعتباراً من 7 فبراير، لمطالبة السلطات اللبنانية باتخاذ إجراءات طال انتظارها لحل الأزمة المالية الخانقة التي تعيشها البلاد، وفي مقدّمتها تمرير "قانون الكابيتال كونترول" الذي يضع الضوابط على السحوبات والتحويلات إلى الخارج، إلى جانب قانون إعادة هيكلة المصارف، التي تمثل جزءاً من شروط صندوق النقد الدولي لحصول لبنان على قرض، حيث سيزور وفد من الصندوق بيروت لهذا الغرض في مارس.
يوم الإثنين الماضي، وجهت مديرة الصندوق كريستالينا غورغييفا، عبر مقابلة مع "اقتصاد الشرق"، رسالة للمسؤولين اللبنانيين مفادها: "التزموا بتنفيذ الإجراءات التي تعهّدتم بها. وإلى الشعب اللبناني أقول: قلبي معكم فأنتم عانيتم من أوقات عصيبة.. حان الوقت لكي تفتح السلطات اللبنانية صفحة جديدة، وتمنح مستقبلاً أكثر إشراقاً للبنانيين".
