سحب عملاء "كريدي سويس" قدراً قياسياً من الأموال في الربع الرابع من العام الماضي، وسط تدهور الثقة في البنك، الذي اختتم أسوأ عام له منذ الأزمة المالية العالمية بخامس خسارة فصلية على التوالي.
قال البنك، اليوم الخميس، إنَّ صافي الخسارة خلال الربع الأخير من العام الماضي، الذي جاء أسوأ من المتوقَّع عند 1.39 مليار فرنك سويسري (1.5 مليار دولار)، كان مدفوعاً بخسائر في كل من قسمي إدارة الثروات الرئيسي والنشاط الاستثماري.
بعد زيادة كبيرة في سحب العملاء لأصولهم من البنك أوائل أكتوبر، وصل إجمالي التدفقات الخارجية في ذلك الفصل 110.5 مليار فرنك. ويتوقَّع البنك تحقيق خسائر "كبيرة" قبل خصم الضرائب في العام الجاري.
بعد تغيير استراتيجيته في أكتوبر، يسعى "كريدي سويس" للتخلص من بعض أعمال بنك الاستثمار وإعادة التركيز على نشاطه الرئيسي في إدارة الثروات، بعدما دمرت سنوات من الفضائح والخسائر الثقة في الاسم التجاري. ونجح المديرون التنفيذيون في زيادة رأس مال البنك 4 مليارات دولار أواخر العام الماضي، كما كانوا يقلصون الوظائف بما يصل إلى 9 آلاف وظيفة بهدف استعادة الربحية بحلول 2024.
تحذير بشأن الأرباح
في تحذير أصدره البنك في نوفمبر الماضي بشأن الأرباح، أعلن المديرون التنفيذيون أنَّ عدداً من العملاء سحبوا 84 مليار فرنك سويسري من أموالهم المودعة بالبنك خلال أول أسبوعين في أكتوبر، وسط مخاوف بشأن استقرار البنك وقدرته على القيام بإعادة الهيكلة. وذكر "كريدي سويس" أنَّ قرابة ثلثي التدفقات الخارجية تركزت في تلك الفترة.
وذكر البنك: "اتخذنا إجراءات شاملة لزيادة تواصلنا مع العملاء واستعادة الودائع والأصول التي نديرها".
تؤكد الخسائر المتواصلة الضرورة الملحة أمام رئيس مجلس إدارة البنك، أكسل ليمان، والرئيس التنفيذي، أولريش كورنر، لوضع "كريدي سويس" على طريق الاستدامة من جديد. أعلن البنك، الخميس، شراء عمليات "إم كلاين آند كو" (M. Klein & Co.) مقابل 175 مليون دولار، كجزء من تأسيس الاسم التجاري الجديد "كريدي سويس فيرست بوسطن" (Credit Suisse First Boston) ليتولى العمليات الاستثمارية.
تلقى البنك بالفعل تعهداً بضخ 500 مليون دولار في أعماله، كما يتواصل بالفعل مع أطراف معنية أخرى لتقديم القوائم المالية أو حقوق المساهمين للوحدات التي سيجري التخلص منها.