قالت عضو المجلس التنفيذي للبنك المركزي الأوروبي إيزابيل شنابل إنه يتعين رفع أسعار الفائدة إلى "المنطقة المقيدة" من أجل إعادة التضخم إلى المعدل المستهدف.
أوضحت "شنابل" في مقابلة مع صحيفة "فرانكفورتر ألجماينه تسايتونج" أجريت في 16 ديسمبر، بعد يوم من اجتماع لجنة السياسة النقدية الأخير للبنك المركزي ونشرت اليوم السبت، أن المبالغة في رد الفعل من جانب البنك المركزي الأوروبي "لا يزال محدوداً، لأن أسعار الفائدة الحقيقية لا تزال منخفضة للغاية".
قالت "شنابل"، في إطار تعليقها على سلسلة نفذها البنك المركزي الأوروبي لرفع أسعار الفائدة أربع مرات، إنه يُفعّل "كل ما هو ضروري" لإعادة التضخم إلى 2%. ورددت موقف رئيسة البنك المركزي الأوروبي كريستين لاغارد، التي قالت إن زيادات أسعار الفائدة ستستمر "لفترة من الزمن".
أضافت: "وفقاً لتقييمنا، يقع سعر الفائدة في منطقة مقيدة - أي أعلى من سعر الفائدة المحايد- حتى لو كان المستوى الدقيق غير معروف حتى الآن".
التضخم بمنطقة اليورو يتراجع إلى 10.1% في نوفمبر
مع إشارة البنك المركزي حالياً إلى سعر فائدة نهائي أعلى مما توقعه العديد من المشاركين في السوق، فإن "تحقيق الإجماع" بشأن الخطوات التالية "لن يكون أسهل بالتأكيد"، وفقاً لما قالته "شنابل".
ذكرت المسؤولة الألمانية أن البنك المركزي الأوروبي قلل من أهمية استمرار التضخم في وقت سابق، "وفي البداية لم يأخذ علامات ارتفاع التضخم على محمل الجد بما فيه الكفاية" لأنه تحول من مرحلة كان فيها التضخم المنخفض للغاية هو الخطر الرئيسي، وألقى عدم اليقين المرتبط بالوباء بظلاله على قرارات السياسة النقدية.
تابعت: "ساد القلق من أن الإجراءات السابقة لأوانها للسياسة النقدية قد تدفع الاقتصاد دون داعٍ إلى مواجهة ركود آخر".
أفادت "شنابل" بأن "الكثير من الناس" قللوا من تقدير الارتفاع في الأسعار مع تلاشي إجراءات مواجهة كوفيد -19.. لقد اعتقدوا أن اضطرابات سلسلة التوريد سيتم حلها بسرعة أكبر. لكن الوضع استغرق وقتاً أطول بكثير مما كان متوقعاً".
التضخم بمنطقة اليورو يسجل أعلى مستوى على الإطلاق بينما تتصاعد مخاوف الركود
تشير توقعات البنك المركزي الأوروبي أن يزيد التضخم "بشكل ملحوظ" عن 2% على مدى فترة ممتدة من المرجح أن تستمر حتى عام 2025.
قالت "شنابل" إن "بقاء التضخم المرتفع للغاية على مدار فترة طويلة - كما نشهد حالياً - أمر مثير للمشاكل. الوضع الحالي يزيد من أهمية التحرك بشكل حاسم".
بحسب تصريحاتها فإنه "مع تجاوز التضخم في بعض الأحيان 10%، لا يمكننا التحدث عن استقرار الأسعار ". وتوقعت "زيادة المعارضة" لرفع معدل الفائدة على غرار ما حدث مؤخراً في إيطاليا.
ماذا سيحدث إذا تعثرت إيطاليا في سداد ديونها؟
أضافت "شنابل": "الحكومات بشكل عام لا تحب رفع أسعار الفائدة كثيراً كونه يؤثر على الوضع المالي، إذ يصبح إصدار ديون جديدة أكثر تكلفة على الدول.. يمكن أن يتوقع البنك المركزي الأوروبي معارضة متزايدة، ونحن بحاجة إلى مواجهتها. هذا هو بالضبط سبب استقلال البنوك المركزية".