لقد كانت عملية مصرف "كريدي سويس"، التي يقوم بها لجمع 4 مليارات دولار، أمراً مؤلماً للمساهمين، لكن مع الخصم الكبير لقيمة السهم الجديد؛ فإنَّ الخيار الذين يواجهونه يتعلق فقط بحجم الخسارة الاستثمارية التي يريدون تحملها.
كشف المصرف النقاب عن خطة جمع رأس المال الأسبوع الماضي، بالإضافة إلى خطة إعادة هيكلة استراتيجية عالية المخاطر، التي قدّمت للمستثمرين فقط وعداً بهدف ضعيف يتمثل في عائد يبلغ 6% على حقوق الملكية الملموسة خلال 3 سنوات، إذا سارت الأمور كما تقتضي الخطة. يعد ذلك أقل بكثير من التكلفة المفترضة التي تبلغ 10% لرأس المال لكبرى البنوك. ويعني ذلك أنَّ "كريدي سويس" يتوقَّع تخفيض القيمة عند الانتهاء من إعادة الهيكلة.
لكنَّ تفاصيل بيع الحصص، التي نشرها البنك يوم الإثنين، لم تترك خياراً حقيقياً للمستثمرين على الإطلاق. يبدأ جمع الأموال بأسهم جديدة مطروحة لمجموعة من المستثمرين الاستراتيجيين، على رأسهم البنك الأهلي السعودي -المملوك بنسبة 37% لصندوق الاستثمارات العامة السعودي- إذ يضخون معاً 1.8 مليار دولار لحصة تبلغ 14.8%.
"الأهلي السعودي" يفقد 7 مليارات دولار من قيمته بسبب "كريدي سويس"
إعادة تسعير
يُتبع ذلك بطرح خاص للمساهمين الحاليين، تبلغ قيمته 2.2 مليار دولار. ستجري إعادة تسعير السهم ليصل إلى 2.52 فرنك سويسري (2.51 دولار) للسهم، وهو تخفيض بنسبة 32% للسعر النظري للسهم بعد بيع كل الأسهم الجديدة، وبناءً على متوسط سعر السهم خلال آخر يومين من الأسبوع الماضي. بعد حصول المستثمرين الجدد على حصة كبيرة؛ سيخفض الطرح الخاص للمساهمين الحاليين حقوق كل سهم بنسبة 22% فيما يتعلق بأرباح "كريدي سويس" أو القيمة الدفترية.
بينها "الأهلي" السعودي.. 20 بنكاً تضخ 4 مليارات دولار في رأسمال "كريدي سويس"
تؤدي كل الأسهم مجتمعة إلى انخفاض المحصلة النهائية للأرباح للسهم الواحد بنحو 34%. يبدو ذلك سيئاً إلى أن ترى التخفيض في حالة عدم موافقة المساهمين على بيع الحصص الاستراتيجية، الذي من المتوقع أن يقوموا بالتصويت عليه خلال اجتماع في 23 نوفمبر.
من دون المجموعة التي تقودها السعودية؛ سيتحتم على البنك إصدار المزيد من الأسهم لجمع 4 مليارات يحتاج إليها، من خلال الطرح الخاص للمساهمين الحاليين وحده. يجعل ذلك التخفيض بالكامل 40%.
انخفض سعر سهم "كريدي سويس"، إذ يواجه المديرون صعوبات في التعامل مع الفضائح والخسائر المستمرة منذ وقت طويل، فيما فقد المستثمرون ثقتهم في قدرة المصرف على تغيير الأوضاع. بعد الإعلان عن الاستراتيجية، الخميس، أغلقت الأسهم عند أدنى سعر لها في أكثر من 30 عاماً، بانخفاض أكثر من 57% منذ بداية عام 2022. ويجري تداول الأسهم بقيمة دفترية متوقَّعة أقل قليلاً من 25%، وهي الأسوأ لأي بنك كبير في أوروبا بفارق ملموس.
خيارات المستثمرين
ما يملكه المستثمرون الآن –المعروض عليهم المزيد منه – هو خيار التحرك بناء على فكرة أنَّ "كريدي سويس" قد بلغ أسوأ مستوى له. يبدو ذلك الخيار رخيصاً بالنسبة إلى القيمة الدفترية، لكن ليس رخيصاً بشدة بالنسبة لتوقُّعات الأرباح للسهم بعد التخفيض.
سيحصل "كريدي سويس" على أربعة مليارات دولار التي يحتاج إليها. حصل الطرح الخاص للمساهمين الحاليين على تغطية كاملة من مجموعة كبيرة من البنوك التي استعان المصرف بها لتحمل العبء. إذا تردد المساهمون واضطرت البنوك إلى توفير المبلغ؛ فإنَّهم سيبيعون الأسهم لكل من يطلبها، وسينخفض السعر بشدة على الأرجح.
الخيار المتاح للمساهمين الموجودين، هو الموافقة على الخطط الكاملة ومواجهة الصعوبات، أو رفض أحد أجزاء الخطة أو أكثر من جزء، ومواجهة صعوبات أكبر.
