قال رئيس الاحتياطي الفيدرالي في شيكاغو، تشارلز إيفانز، إن البنك المركزي يحتاج إلى الوصول بسرعة إلى مستوى أسعار الفائدة، إلى الحد الذي يمكن معه لصُنّاع السياسة أن يشعروا بالراحة في التوقف المؤقت عن رفعها لتقليل مخاطر التقلبات.
في تصريحات أُعدّت لإلقاء كلمة في مؤتمر الرابطة الوطنية لاقتصاديات الأعمال في شيكاغو، قال "إيفانز"، يوم الإثنين: "كان رفع الفائدة بوتيرة أعلى أمراً جيداً بالنظر إلى مدى انخفاض الأسعار المحايدة. لكن المبالغة في رفع أسعار الفائدة مكلف أيضاً، وهناك قدر كبير من عدم اليقين بشأن الكيفية التي يجب أن تكون عليها السياسة التقييدية في الواقع".
أضاف: "يضع هذا علاوةً على استراتيجية تهدف للوصول إلى مكان، حيث يمكن فيه للسياسة التخطيط للراحة وتقييم البيانات والتطورات".
كذلك أشار رئيس "الاحتياطي الفيدرالي" في شيكاغو إلى التوقعات الأخيرة التي نشرها البنك المركزي الأميركي، والتي أظهرت أن المسؤولين يتوقعون رفع سعر الفائدة على الأموال الفيدرالية إلى ما يزيد قليلاً عن 4.5% العام المقبل، من النطاق المستهدف الحالي عند 3% إلى 3.25%. ورفع "الاحتياطي الفيدرالي" أسعار الفائدة بسرعة منذ مارس، عندما كان سعر الفائدة يقترب من الصفر، في محاولة لكبح أعلى معدل تضخم في أربعة عقود.
الانتظار والترقب
قال "إيفانز": "أرى أن معدل الأموال الاسمي سيرتفع قليلاً إلى ما يزيد قليلاً عن 4.5% في أوائل العام المقبل ثم يظل عند هذا المستوى لبعض الوقت، بينما نقوم بتقييم تأثير تعديلات سياستنا على الاقتصاد".
أظهرت التوقعات التي نُشرت في ختام اجتماع السياسة النقدية الخاص بالبنك المركزي في الفترة من 20 إلى 21 سبتمبر، أن المسؤولين يتوقعون أن يرتفع معدل البطالة إلى 4.4% بنهاية العام المقبل من أجل خفض التضخم، وفقاً لمتوسط تقدير المسؤولين.
فضلاً عن ذلك، أظهر تقرير وزارة العمل الشهري الذي نُشر في 7 أكتوبر أن معدل البطالة انخفض إلى 3.5% في سبتمبر وسط خلق فرص عمل قوية. وقال "إيفانز" إنه يعتقد أن "الاحتياطي الفيدرالي" يمكن أن يعزز البطالة و"يخفض التضخم بسرعة نسبياً مع تجنب الركود أيضاً".
أشار "إيفانز" إلى ما يُسمّى بمنحنى "فيليبس" الذي يرسم العلاقة التاريخية بين البطالة والتضخم، إذ قال إنه في السنوات التي سبقت الجائحة، كانت العلاقة ضعيفة، إلا أن مشكلات سلسلة التوريد منذ ذلك الحين ربما عززتها.
تابع: "لم تكن التفاعلات الإضافية في سلسلة التوريد مشكلة عندما كان معدل البطالة يقترب من نفس المستوى المنخفض في عام 2019، ولذا رأينا تأثيراً تضخمياً أقل من أسواق العمل الضيقة في ذلك الوقت. وإذا كان منحنى فيليبس الأكثر انحداراً من المعتاد يولّد قدراً كبيراً من التضخم الأعلى الذي نشهده الآن، فعلينا أيضاً أن نتوقع أن يساعد هذا المنحنى الأكثر حدة في خفض التضخم بسرعة نسبياً مع زيادات معتدلة في البطالة فقط. فما يكون حاداً خلال الصعود يكون شديد الانحدار في طريق الهبوط".