ارتفعت معدلات الرهن العقاري في الولايات المتحدة لتبلغ أعلى مستوى لها منذ عام 2007، وسط ارتفاع تكاليف الاقتراض، مما شدد الخناق على سوق الإسكان التي تهدأ سريعاً.
بلغ متوسط الفائدة على القروض الثابتة لأجل 30 عاماً 6.7%، ارتفاعاً من 6.29% الأسبوع الماضي، وفق بيان من مؤسسة "فريدي ماك" (Freddie Mac) صدر الخميس. يأتي ذلك عقب ارتفاع عوائد سندات الخزانة لأجل 10 أعوام، والتي اقتربت من 4% في بداية هذا الأسبوع.
أسهمت معدلات الرهن العقاري المنخفضة تاريخياً في انتعاش قطاع الإسكان خلال فترة تفشي الوباء، لكنَّ تكاليف الاقتراض تضاعفت منذ بداية العام لتقترب من 3%. هذه القفزة السريعة قوّضت القوة الشرائية للراغبين في شراء المنازل، وخفّضت أسعار العقارات، في حين يحاول بنك الاحتياطي الفيدرالي كبح معدلات التضخم المرتفعة.
تعليقاً على الأمر، قال سام خاطر، كبير الاقتصاديين لدى "فريدي ماك"، إنَّ "انعدام اليقين واضطرابات أسواق المال يؤثران بشكل كبير على معدلات الرهن العقاري".
تراجع مبيعات المنازل
انخفضت معدلات الرهن العقاري لفترة وجيزة إلى أقل من 5% في بداية أغسطس، لكنَّها ارتفعت بنحو نقطتين مئويتين منذ ذلك الحين. وأظهرت بيانات صدرت هذا الأسبوع أنَّ أسعار المنازل في 20 مدينة أميركية سجلت انخفاضاً شهرياً في يوليو للمرة الأولى منذ عام 2012، علماً أنَّ سياتل وسان فرانسيسكو وسان دييغو سجلت الانخفاضات الأكبر مع انخفاض أسعار العقارات باهظة الثمن في الساحل الغربي سريعاً.
تراجعت مبيعات المنازل قيد التسوية في الولايات المتحدة في أغسطس للمرة السابعة هذا العام، إذ انخفضت إلى أدنى مستوياتها منذ عام 2011، مع استثناء التداعيات المباشرة للوباء، بحسب مؤشر الرابطة الوطنية للوسطاء العقاريين الصادر أمس الأربعاء.
لا شك أنَّ هذا الأمر يمثل تحولاً صارخاً بعد أكثر من عامين من طفرة الإسكان التي دفعت أسعار العقارات الأميركية إلى مستويات قياسية. ستزداد الأمور سوءاً على الأرجح مع اقتراب معدلات الرهن العقاري من 7%، وهو مستوى لم نشهده منذ عام 2002.
قال جورج راتيو، مدير الأبحاث الاقتصادية في "ريلتور دوت كوم" (Realtor.com)، إنَّ "الارتفاع الهائل في معدلات الرهن العقاري خلال الأشهر التسعة الماضية ضغط ميزانيات العديد من المشترين، مما أدى إلى تراجع كبير في المعاملات". وتابع أنَّه "مع استمرار تشديد السياسة النقدية؛ يُتوقَّع أن تستمر معدلات الرهن العقاري في الارتفاع".
