تخطط البنوك الحكومية في تركيا للخروج من نظام الدفع الذي تستخدمه روسيا، وهو مثال مثير للاهتمام على الكيفية التي تجبر بها العقوبات الثانوية الأميركية الدول على النأي بنفسها عن موسكو.
قال مسؤول تركي رفيع المستوى طلب عدم الكشف عن هويته لأن المعلومات ليست علنية إن البنوك التالية: "هالك" (Turkiye Halk Bankasi)، والمعروف أيضاً باسم "هالك بنك" (Halkbank)، وبنك "تي سي زراعة" (TC Ziraat Bankasi) وبنك "فاكيفلار" (Turkiye Vakiflar Bankasi TAO)، اتخذت قراراً يوم الثلاثاء بالانسحاب من بطاقات "مير" (Mir) الروسية. امتنعت وزارة الخزانة والمالية التركية عن التعليق.
طالع المزيد: أردوغان يبحث عن بدائل بعد تعليق البنوك الخاصة لنظام المدفوعات الروسي "مير"
يُشار إلى أن خروج البنوك يأتي بعد أن عقد الرئيس رجب طيب أردوغان اجتماعاً مع وزير الخزانة والمالية نور الدين النبطي الأسبوع الماضي لمناقشة بدائل "مير". حيث يُعد ابتعاد بنوك الدولة التركية عن الروابط المالية المربحة مع روسيا في أعقاب التهديد الأميركي أحد أكثر الأمثلة دراماتيكية حتى الآن على قوة العقوبات الأميركية الثانوية في إجبار الدول، بما في ذلك تلك التي رفضت الانضمام إلى القيود الأساسية، على الانصياع.
كان البنكان التركيان الخاصان "إيش" (Turkiye Is Bankasi) و"دينيز بنك" (Denizbank)، أول من علّق المشاركة في "مير" الأسبوع الماضي. حيث يُشار إلى أنّ بطاقات "مير" تحظى بشعبية بين الزوار الروس وتجلب الدخل الأجنبي إلى تركيا خلال الموسم السياحي.
اقرأ أيضاً: "إيش بنك" التركي يعلّق استخدام بطاقات "مير" الروسية وسط تحذيرات أميركية
تحذير أميركي
حذر مكتب مراقبة الأصول الأجنبية التابع لوزارة الخزانة الأميركية، أو مكتب مراقبة الأصول الأجنبية، المؤسسات المالية من الدخول في اتفاقيات جديدة أو توسيع الاتفاقيات القائمة مع المشغل الروسي لبطاقات "مير".
اضطر أردوغان إلى إجراء توازن دقيق منذ بدء الغزو الروسي لأوكرانيا في شهر فبراير، والاجتماع والتفاوض مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، بينما تساعد تركيا في تسليح أوكرانيا في دفاعها عن نفسها ضد الغزو.
فضلاً عن ذلك، وضع أردوغان تركيا كوسيط، وساعد في تأمين الصفقات لاستئناف شحنات الحبوب من موانئ أوكرانيا على البحر الأسود، ومؤخراً في تبادل الأسرى بين الأطراف المتحاربة.
لقراءة المزيد: تركيا تتلقى تدفقات غامضة بـ24.4 مليار دولار في 7 أشهر
كما دافع علناً عن بوتين ضد العقوبات وحثّ الدول على عدم "الاستهانة" بروسيا.
الجدير بالذكر أن علاقات أردوغان مع أوكرانيا، بما في ذلك توريد الطائرات بدون طيار، أثارت غضب موسكو. إلا أنّ أنقرة ما تزال شريكاً رئيسياً لبوتين، حيث أغلقت العقوبات الدولية طرقاً أخرى للتجارة والسفر والاستثمار.