أقر البنك المركزي التركي خفضاً مفاجئاً جديداً لأسعار الفائدة، على الرغم من ارتفاع التضخم إلى أعلى مستوى في 24 عاماً ومع تداول الليرة عند مستوى قياسي منخفض.
خفّضت لجنة السياسة النقدية بقيادة المحافظ ساهاب كافجي أوغلو سعر الفائدة القياسي إلى 12% من 13% اليوم الخميس. وفي بيان مصاحب لقراره، قال البنك المركزي إنَّ هناك "تراجعاً في زخم النشاط الاقتصادي".
الليرة التركية تسجل أدنى مستوى على الإطلاق قبل اجتماع البنك المركزي
واصلت الليرة التركية تراجعاتها بعد القرار، وسجلت قاعاً جديداً أمام العملة الأميركية. وتم تداولها على انخفاض 0.3% مقابل الدولار في الساعة 2:04 بعد الظهر في إسطنبول.
كان معظم الاقتصاديين الذين شملهم استطلاع "بلومبرغ" قد توقَّعوا الإبقاء على معدلات الفائدة بعد الخفض غير المتوقَّع البالغ 100 نقطة أساس في أغسطس، والذي أنهى فترة استقرار استمرت سبعة أشهر. لكنَّ بعضهم مثل "مورغان ستانلي" و"سيتي غروب" وثوني كريديت" توقَّعت تخفيض معدلات الفائدة.
قالت لجنة السياسة النقدية: "تشير المؤشرات الرئيسية منذ بداية يوليو إلى تباطؤ في النمو بسبب ضعف الطلب الأجنبي".
نهج مختلف
يصر الرئيس رجب طيب أردوغان وحليفه كافجي أوغلو على نهج غير تقليدي عبر العزوف عن رفع أسعار الفائدة لاحتواء التضخم. شجع هذا النهج النمو الاقتصادي على حساب استقرار الأسعار وترك الأصول التركية أكثر عرضة للضغوط البيعية. ونتيجة لذلك؛ تجاوز معدل التضخم السنوي 80%، بينما تعد الليرة من بين أسوأ العملات أداء هذا العام في الأسواق الناشئة.
التضخم التركي يصل إلى 80% مقترباً من الذروة مع تزايد القلق من المستقبل
رأي بلومبرغ إيكونوميكس
قالت المحللة الاقتصادية سيلفا بحر بازيكي: "نرى أنَّ البنك يضغط على الأدوات الاحترازية الكلية لكبح وتوجيه نمو الائتمان، ونتوقَّع المزيد من التخفيض في سعر الفائدة في الربع الرابع، إذا استمر التباطؤ الأخير في المؤشرات الرئيسية".
كرر كافجي أوغلو، في مدونة الأسبوع الماضي، أنَّه سيتم استخدام التدابير والسياسات الاحترازية الكلية التي تهدف إلى توسيع استخدام الليرة لتحقيق استقرار الأسعار. وتجدر الإشارة إلى أنَّه رابع محافظ للبنك المركزي منذ عام 2019 بعد أن أقال أردوغان ثلاثة من أسلافه.
خفّض البنك المركزي، الذي يقول إنَّه ما يزال ملتزماً بهدف التضخم البالغ 5%، أسعار الفائدة عدة مرات تحت قيادة كافجي أوغلو أواخر العام الماضي عندما كانت الزيادات السنوية في الأسعار بالفعل أعلى من 10%.
قال توغبيرك سيتيلسي، رئيس الأبحاث في "انفستاز منكول ديغيرلر" (InvestAZ Menkul Degerler)، الذي توقَّع انخفاضاً بمقدار 100 نقطة أساس: "ستتواصل تخفيضات أسعار الفائدة لبقية هذا العام.. فقد قام البنك المركزي بتخفيض معدلات الفائدة في مواجهة التباطؤ الاقتصادي في الداخل وفي الاتحاد الأوروبي".