تتأهب عوائد سندات الخزانة الأميركية لأجل عامين لكسر مستوى 4% للمرة الأولى منذ عام 2007، مدعومة بأشد دورة تشديد نقدي من قِبل الاحتياطي الفيدرالي منذ 100 عام.
صعد العائد على السندات قصيرة الأجل القياسية بما يصل إلى 5 نقاط أساس إلى 3.99% اليوم الثلاثاء، بزيادة أكثر من 3 نقاط مئوية هذا العام، متجهة لتحقيق أكبر زيادة سنوية منذ 1994.
سيرفع بنك الاحتياطي الفيدرالي سعر الفائدة القياسي بمقدار ثلاثة أرباع نقطة يوم الأربعاء للاجتماع الثالث على التوالي، وفقاً لأوسط التقديرات في استطلاع أجرته "بلومبرغ" للاقتصاديين. وتوقع اثنان من 96 محللاً شملهم الاستطلاع رفع الفائدة بنقطة كاملة.
عائد سندات الخزانة الأميركية لأجل 10 سنوات يتجاوز 3.5% لأول مرة في 11 عاماً
"نشهد دلائل واضحة على أن البنوك المركزية لن تتراجع، ومستعدّة لتحمُّل الركود، إذا كان هذا هو الثمن الذي يتعين عليهم دفعه للسيطرة على التضخم، وهذا يعني عوائد أعلى على المدى القصير عالمياً" وفقاً لأندرو تيشهورست، محلل الأسعار في "نومورا" في سيدني.
تتعرض سندات الخزانة لمبيعات دون توقف تقريباً منذ أن حطمت بيانات التضخم الأميركية -التي جاءت أقوى من المتوقع الأسبوع الماضي- التكهنات بأن ضغوط الأسعار قد بلغت ذروتها. وفي ظل تلميح رئيس مجلس الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول إلى التزامه بسحق التضخم، قادت الأوراق النقدية لأجل عامين -وهي الأكثر حساسية لتحركات السياسة النقدية- الانخفاضات.
وفي الولايات المتحدة كانت العوائد الحقيقية أعلى أيضاً، فقد ارتفع عائد سندات الخزانة لأجل 10 أعوام المحمية من التضخم بما يصل إلى أربع نقاط أساس إلى 1.18% يوم الثلاثاء. يحصل المستثمرون في الأوراق المالية المحمية من التضخم على دخل إضافي لتعويض الزيادات في أسعار المستهلك.
فيمال جور، كبير مسؤولي الاستثمار في "تروفيو غروب" (Trovio Group) قال: "لديّ نظرة تشاؤمية حيال سندات الخزانة على الأجل القصير. أعتقد أن العائدات ستصعد عبر المنحنى حتى يتوقف بنك الاحتياطي الفيدرالي عن رفع الفائدة.. ثم قبل أن يبدأ بخفض التشديد، أعتقد أننا سنشهد ارتفاعاً ملموساً في السندات.. فبعد سنوات من تجاهل السندات الحكومية، أصبحت أكثر أهمية مرة أخرى الآن".
مسح "بلومبرغ": الفيدرالي سيصل بأسعار الفائدة إلى 4% بنهاية 2022
تضخم الفارق بين عوائد السندات الأميركية لأجل عامين و10 أعوام إلى 48 نقطة أساس. وصل الفارق إلى 58 نقطة أساس في 10 أغسطس، وهو أعمق انعكاس منذ الثمانينيات.
في تلك الحقبة رفع رئيس بنك الاحتياطي الفيدرالي بول فولكر أسعار الفائدة إلى ما يصل إلى 20% لترويض التضخم. استحضر باول ذكرى فولكر في ندوة جاكسون هول الشهر الماضي كمثال على نوع العزم الذي قد يكون مطلوباً لإنقاذ الاقتصاد من ضغوط الأسعار المتفشية.
