عادة ما تنزعج البنوك عندما تنهار عمليات الاستحواذ الكبيرة الممولة بالديون بسبب الرسوم الضخمة التي تولدها. لكنَّ قرار إيلون ماسك بالتراجع عن عرض بقيمة 44 مليار دولار لشراء "تويتر" قد يعني تفادي البنوك لخسائر فادحة قد تنجم عن المشاركة في توفير الدين.
هوت أسواق الائتمان لأول مرة منذ أن وافقت البنوك على جمع 13 مليار دولار لتمويل الصفقة في أبريل. كان من الممكن أن يتسبب الجزء الأكثر خطورة في حزمة الديون وحدها بخسائر تتراوح بين 150 مليون دولار و200 مليون دولار، بناء على مستويات السوق الحالية، وفقاً لحسابات "بلومبرغ".
عندما تلتزم البنوك بتقديم قروض لعمليات الاستحواذ، فإنَّها توفّر تمويلاً مؤقتاً تحل محله سندات مرتفعة العائد، بالإضافة إلى القروض الممولة بالديون. وتوافق البنوك على تحديد سقف تكلفة الدين الجديد الذي يباع للمستثمرين.
عدّت البنوك أن أخطر الديون في صفقة الاستحواذ على "تويتر" البالغة 3 مليارات دولار من السندات غير المضمونة ذات التصنيف "CCC"، وهي أدنى درجة من السندات غير الجديرة بالاستثمار - لن يتجاوز العائد عليها 11.75%. ويقارن ذلك بمتوسط سوق تبلغ حوالي 13.6% على السندات ذات التقييم المشابه، مما يمثل زيادة من 9.9% عندما تم الإعلان عن الصفقة، وفقاً للبيانات التي جمعتها "بلومبرغ".
تجدر الإشارة إلى أنَّه إذا كان عائد الدين أكثر من 11.75%؛ فإنَّ ذلك سيؤثر سلباً في الرسوم التي تتقاضاها البنوك، بينما ستتكبد خسائر مباشرة إذا تجاوز المعدل 12.125%.
وبقسيمة عائد تبلغ 11.75%، وبافتراض أنَّها ذات مدة استحقاق تبلغ ثماني سنوات؛ فإنَّ البنوك التي تبيع السندات غير المضمونة اليوم ستضطر إلى تقديم سعر مخفض يبلغ حوالي 91 سنتاً على الدولار للوصول إلى عائد إجمالي يبلغ حوالي 13.6%. سيؤدي ذلك إلى خسارة تتراوح بين 150 مليون دولار و200 مليون دولار، وهو يمثل صافي أتعاب البنوك من الترويج لبيع السندات غير المضمونة.
تتضمن حزمة تمويل "تويتر"، وهي واحدة من أكبر حزم التمويل في الذاكرة الحديثة، 6.5 مليار دولار من القروض الممولة بالديون و3 مليارات دولار من السندات دون الدرجة الاستثمارية. صمدت هذه الأنواع من الديون بشكل أفضل من السندات غير المضمونة - على الرغم من انخفاض سوق القروض بشكل كبير - ومن غير الواضح مقدار الخسارة، إن وجدت، التي قد تتكبدها البنوك عند مستويات السوق الحالية.
خسائر الاكتتاب في السندات، قد يتم تعويضها جزئياً على الأقل لبنوك "مورغان ستانلي"، و"بنك أوف أَميريكا"، و"باركليز"، إذ من المتوقَّع أن تحصل على رسوم لقاء تقديمها خدمات استشارية لعمليات الاندماج والاستحواذ إلى ماسك. بينما تخاطر أربعة بنوك أخرى قدمت الديون فقط- وهي: بنك "ميتسوبيشي يو اف جيه" (MUFG Bank)، و"ميزوهو فاينانشال غروب" (Mizuho)، و"بي إن بي باريبا" (BNP Paribas)، و"سوسيتيه جنرال" - بتحقيق خسائر إذا استمرت الصفقة.
بدورهم رفض ممثلو "مورغان ستانلي"، و"بنك أوف أميركا"، و"باركليز"، و"ميتسوبيشي يو اف جيه"، و"ميزوهو فاينانشال غروب"، و"بي إن بي باريبا"، و"سوسيتيه جنرال" التعليق على الأمر.
يشهد الوضع برمته تغيراً مستمراً لأنَّ مجلس إدارة "تويتر" يخطط لمقاضاة ماسك لإجباره على إتمام عملية الاستحواذ. إذا حدث ذلك واستمر ارتفاع أسواق الديون؛ فقد تتمكن البنوك من تمويل الصفقة دون خسائر.
في رسالة إلى ماسك يوم الأحد، قال محامو "تويتر" إنَّ الإنهاء المزعوم من قبل الملياردير لصفقة الاندماج "باطل وغير مشروع"، كما أنَّ التزامات الأسهم والديون للصفقة ما تزال سارية.
عدول ماسك عن شراء "تويتر" يجره إلى المحكمة
لا تمثل صفقة "تويتر" وحدها خطراً على البنوك فيما يتعلق بالاستحواذ الممول بالديون، إذ إنَّ أكبر نقطة مؤلمة هي الحزمة القادمة التي تبلغ قيمتها 15 مليار دولار والتي ستساعد في تمويل الاستحواذ على شركة "أنظمة سايتركس" (Citrix) - التي تم توقيعها في أواخر يناير - والتي قد تترك البنوك في وضع صعب تتكبد فيه حوالي مليار دولار من الخسائر.