يدرس "كريدي سويس" استبدال كبير المحامين روميو سيروتي، حيث يسعى البنك المتعثر لحل مشاكل قانونية قديمة، والتركيز على معارك قضائية محتملة، وفقاً لمصادر مطلعة على الأمر.
وقالت المصادر، إن البنك الذي يتخذ من زيورخ مقراً له، يدرس تعيين المستشار العام السابق لمجموعة "يو بي إس" (UBS)، ماركوس ديثيلم، الذي ترك للتو منصبه مستشاراً قانونياً في البنك المنافس الذي يتخذ من زيورخ مقراً له، كما قاد ديثليم المفاوضات التي نتج عنها فرض غرامة على البنك في فرنسا بسبب التهرب الضريبي.
قد يستبدل "كريدي سويس" أيضاً المدير المالي ديفيد ماذرز، والرئيس التنفيذي لمنطقة آسيا والمحيط الهادئ هيلمان سيتوهانغ، وفقاً لتقرير نشرته صحيفة "نيو زيورخ تايمز" (Neue Zuercher Zeitung) في عددها الصادر يوم الأحد. كانت نفس الصحيفة قد ذكرت في وقت سابق التغيير المحتمل للمستشار القانوني.
يسعى "كريدي سويس" على الأرجح إلى تجديد فريقه القانوني وقدامى المديرين التنفيذيين، عقب الفضائح المرتبطة بانهيار "غرينسيل كابيتال" (Greensill Capital)، و"آركيغوس كابيتال مانجمنت" (Archegos CapitalManagement) العام الماضي، والتي كلفت البنك مليارات الدولارات، وتسببت في رحيل أكثر من نصف فريق الإدارة التنفيذية.
في بيان أرسل عبر البريد الإلكتروني، قال دومينيك فون آركس، المتحدث باسم "كريدي سويس": "بقيادة الرئيس التنفيذي للمجموعة تناقش الإدارة العليا مع مجلس الإدارة بانتظام خطط التعاقب الوظيفي وتعيينات الإدارة العليا في مناصب محددة، ومن بينها الكيانات القانونية وإدارة المناطق والمجلس التنفيذي، ولم يتخذ مجلس الإدارة أي قرارات حتى الآن، وسنقوم بالإفصاح عنها في الوقت المناسب".
يبحث البنك أيضاً عن رئيس تنفيذي جديد للكيان القانوني التابع له في الولايات المتحدة، وفقاً لما أبلغته مصادر مطلعة لبلومبرغ في وقت سابق.
مرحلة انتقالية
يواجه "كريدي سويس" عاماً يشهد خلاله مرحلة انتقالية صعبة، قد تتضمن إعادة هيكلة ومعارك قانونية أخرى. خصص البنك الأسبوع الماضي 600 مليون فرنك إضافي (627 مليون دولار) للأحكام القضائية، من بينها حكم بأكثر من 550 مليون دولار، في قضية برمودا المتعلقة بمصرفي الخدمات البنكية الخاصة السابق والمحتال المدان باتريس ليسودرون.
يتوقع "كريدي سويس" أن يتكبد خسارة في الربع الأول، المقرر الإعلان عن نتائجه المالية يوم 27 أبريل، نتيجة لتلك المخصصات، والخسائر المتعلقة بالحرب في أوكرانيا.
انضم سيروتي إلى "كريدي سويس" عام 2006 وعمل مستشاراً عاماً للخدمات المصرفية الخاصة ومديراً مشاركاً عالمياً للامتثال على مستوى المجموعة، وأصبح مستشاراً عاماً للبنك في عام 2009، وتولى إدارة القضايا القانونية التي واجهها البنك على مدار العقد الماضي.
استمر كل من ماذرز وسيتوهانغ في منصبيهما بالبنك لمدة عقد على الأقل. وقد تفككت إدارة سيتوهانغ (المختصة بمنطقة آسيا والمحيط الهادئ) ضمن إعادة الهيكلة العام الماضي، والتي نتج عنها دمج العديد من الشركات الآسيوية في وحدات عالمية، وتُرك سيتوهانغ بمسؤولية إقليمية دون أعمال يديرها.
استقال ديثيلم رسمياً من منصبه في "يو بي إس" في نوفمبر 2021، وعمل طوال العام مستشاراً أول، وساعد البنك في خوض معركته القانونية المستمرة في قضية التهرب الضريبي في فرنسا، والتي اتخذ فريق ديثيلم قراراً عام 2017 برفض طلب فرنسي للتسوية واللجوء إلى التقاضي، وقد انتهى الأمر بغرامة قياسية قدرها 1.8 مليار يورو (1.9 مليار دولار) وحكم بالإدانة، ولا يزال "يو بي إس" يستأنف القضية.
رفض "يو بي إس" التعليق، ولم يرد ديثيلم على طلب للتعليق عبر البريد الإلكتروني يوم الأحد.
