من المتوقع أن تعلن البنوك التركية عن تحقيق أرباح قياسية خلال الربع الأول، بعد أن ساهمت سياسة البنك المركزي الخاصة بخفض أسعار الفائدة، للتصدي للتضخم في تدعيم هوامش أرباح المقرضين.
تتأهب المصارف المُدرجة بالبورصة "أكبانك" (Akbank TAS) و"تركي غارانتي" (Turkiye Garanti Bankasi AS) و"يابي كريدي" (Yapi Kredi Bankasi AS) و"تركي إيش" (Turkiye Is Bankasi AS) لمضاعفة أرباحها ثلاث أو أربع مرات في الفصل الأول من هذا العام مقارنة مع ذات الفترة من السنة الماضية، بحسب المعدل المتوسط لتقديرات خمسة محللين شملهم استطلاع للرأي أجرته بلومبرغ.
وبحسب الاستطلاع، قد يعلن "بنك المؤسسات التركي" (Turkiye Vakiflar Bankasi TAO) عن ارتفاع بنسبة 380% في صافي الدخل للربع الأول، في حين أن أرباح "بنك خلق" (Turkiye Halk Bankasi AS) ربما يحقق قفزة بنسبة 3000% بالمقارنة بالسنة السابقة.
سياسة أردوغان
تضاعفت أرباح البنوك بالفعل أكثر من أربعة مرات، لتبلغ 39 مليار ليرة (2.7 مليار دولار) خلال أول شهرين من السنة الجارية، بحسب بيانات حكومية. كان هذا انعكاساً لتجربة السياسة النقدية التي أطلقتها تركيا السنة المنصرمة من خلال تقليص أسعار الفائدة، حتى في ظل ارتفاع معدلات التضخم، ما يعكس مبرر الرئيس، رجب طيب أردوغان، غير التقليدي القائل بأن أسعار الفائدة العالية تدعم معدلات التضخم.
اقرأ أيضاً: كيف ربح البنك المركزي التركي 10 مليارات دولار في يوم واحد
تولّد هذه السياسة فرصة للاقتراض للبنوك، التي شهدت توسعاً في صافي هوامش الفائدة لديها، بينما استمرت في الإقراض بمعدلات أعلى للشركات والمستهلكين. كما زاد معدل التضخم العالي من أرباحهم من السندات المرتبطة بأسعار المستهلك، وأسفر عن نمو أسرع في القروض والرسوم من حيث القيمة الاسمية.
كتب جيهان سارا أوغلو، الذي يعمل محللاً مصرفياً في شركة "إتش إس بي سي" القابضة في تقرير: "توجد لدينا توقعات حالية بأن الأرباح ستنمو بحوالي 150% في المتوسط خلال سنة 2022". وأضاف أن توقعات الأرباح ستتراجع بطريقة هائلة في حال كان البنك المركزي سيقوم بتقريب سعر الفائدة من معدل التضخم.
صعد مؤشر البنوك التركية القياسي بما يفوق مقدار الربع خلال الشهر الماضي، ليتجاوز التقدم بنسبة 14% لمؤشر يتكون من شركات صناعية.
يعني هذا الصعود أنه حتى الأرباح القياسية خلال الربع الأول من السنة الحالية ربما لا تدفع أسهم البنوك إلى أعلى كثيراً، بحسب محلل "بلومبرغ إنتليجنس" توماش نويتزل. أضاف نويتزل أن الصعود "يحد فعلاً من توقعات تحقيق نتائج قوية خلال الربع الأول.. ستكون مجهودات صُنّاع السياسات لكبح معدلات التضخم جوهرية للمستثمرين الأجانب، الذين عادوا إلى تركيا في مطلع شهر أبريل الجاري".
ينطلق موسم الإعلان عن أرباح البنوك التركية في 27 أبريل الحالي من خلال بنك "أكابنك"، يعقبه "غارانتي بنك" و"يابي كريدي" خلال اليومين التاليين.