يخطط بنك المشرق، ثالث أكبر مُقرض في دبي، لنقل ما يقرب من نصف موظفيه إلى مواقع أرخص، والسماح لبعضهم بالعمل من المنزل، كجزء من عملية إعادة التنظيم الدراماتيكية التي تستثني الموظفين الإماراتيين، وفقاً لمصادر مطَّلعة على الموضوع.
وأخطر أقدم بنك مملوك للقطاع الخاص في الإمارات العربية المتحدة الموظفين هذا الأسبوع بأنَّه سينقل وظائفه إلى مواقع تشمل الهند، أو مصر، أو باكستان، بحسب المصادر التي طلبت عدم الكشف عن هويتها لأنَّ المعلومات غير معلنة.
وقالت المصادر لـ" بلومبرغ نيوز" إنَّ بنك المشرق سيلغي أيضاً عدداً كبيراً من الوظائف الحالية، وسيخلق وظائف جديدة للموظفين الذين ينتقلون إلى ما يسميه "مراكز التميز".
ولم يرد البنك لحينه على طلب للتعليق عبر رسالة بريد إلكتروني.
وبلغ عدد العاملين في "المشرق"، والشركات التابعة له حوالي 5 آلاف شخص وفقاً لبيانات سبتمبر 2019.
وتعكس هذه الخطوة تحولاً من قبل الشركات المالية التي تتطلَّع إلى إنشاء قواعد لها في مواقع منخفضة التكلفة، بعدما غيَّر الوباء طريقة عمل الناس ومكانه.
وفي الولايات المتحدة، تطلَّعت شركات مثل "غولدمان ساكس غروب"، و"إليوت مانجمنيت كورب" المملوكة لرجل الأعمال "باول سينغر" إلى مواقع خارج مانهاتن (نيويورك)، وعززت وجودها في ولاية فلوريدا.
إصلاح وتكيّف
ألغى العديد من البنوك في جميع أنحاء العالم آلاف الوظائف، كجزء من عمليات خفض التكاليف لمواجهة الانكماش الاقتصادي، والتكيف مع التحول صوب الخدمات الرقمية. بالإضافة إلى ذلك، كان على البنوك العاملة في اقتصادات دول الخليج التي يهيمن عليها الأجانب المغتربون التصدي لفترة تراجع أسعار النفط، وضعف الربحية،
ونقل عمليات المكاتب الخلفية (لا تتطلب التعامل مع جمهور العملاء) إلى مدن أخرى، لأنَّ الرواتب فيها جزء بسيط مما يكسبه المصرفيون في الإمارات، وهذا ليس بالأمر الجديد تماماً، لكنَّ حجم التحول المخطط له من قبل المشرق يعدُّ كبيراً.
وقالت المصادر، إنَّه سيتمُّ السماح لبعض الموظفين بالعمل بشكل دائم عن بعد في المراكز الخارجية. ويخطط البنك لخفض إضافي لرواتب الموظفين المتبقين داخل الإمارات بنسبة 7%، عندما يتمُّ تحويل هذه الوظائف إلى وظائف عمل من المنزل.
ومن المتوقَّع أن تكتمل خطة النقل إلى مواقع جديدة مع حلول شهر أكتوبر من العام الجاري على ثلاث مراحل. وقالت المصادر، إنَّ هذه التغييرات ستستثني الموظفين الإماراتيين في بنك المشرق.