بنك الشعب الصيني يواصل ضخ السيولة لدعم الاقتصاد

مبنى بنك الشعب الصيني في العاصمة بكين، الصين - المصدر: بلومبرغ
مبنى بنك الشعب الصيني في العاصمة بكين، الصين - المصدر: بلومبرغ
المصدر:

بلومبرغ

عزز البنك المركزي في الصين دعمه للاقتصاد المتباطئ من خلال ضخِّ السيولة عبر قروض السياسة للشهر الثاني على التوالي، مما دفع مؤشر الأسهم الرئيسي للصعود، متفوقاً على الأسهم الإقليمية.

ضخ "بنك الشعب الصيني" مبلغاً صافياً قدره 100 مليار يوان (15.7 مليار دولار) في النظام المصرفي من خلال تسهيلات إقراض متوسطة الأجل، في حين أبقى على فائدة الاقتراض دون تغيير، وارتفع مؤشر "سي إس آي 300" بنسبة 1.1%.

قدّمت البنوك الصينية قروضاً قياسية بعد أن خفّض بنك الشعب الصيني تكاليف الاقتراض الشهر الماضي لأول مرة منذ 2020، وينظر الكثيرون إلى هذه الخطوة الأحدث على أنَّها تبشر بمزيد من التيسير، كما أنَّها تأتي في الوقت الذي يعاني فيه الاقتصاد من التفشي المتكرر لفيروس كوفيد-19، وتباطؤ قطاع العقارات، وعلامات على ضعف الطلب المحلي.

إشارة

قال شي شياوجيا، الاقتصادي لدى "كريدي أغريكول سي آي بي" في هونغ كونغ: "هذا يرسل إشارة من بنك الشعب الصيني بأنَّه ما يزال على استعداد للحفاظ على مستويات السيولة الوفيرة جداً، وعلى أسعار الفائدة عند مستوى منخفض نسبياً لدعم الطلب على الائتمان.. وهناك مجال لمزيد من التدابير السياسية في النصف الأول، بما في ذلك خفض الفائدة، والاحتياطي الإلزامي للبنوك؛ إذ ما تزال ضغوط النمو قائمة، خاصة في قطاع العقارات والطلب الاستهلاكي الخاص، وما يرتبط به".

توقَّع 16 من أصل 27 اقتصادياً استطلعت "بلومبرغ" آراءهم أن يبقي البنك المركزي على الفائدة على قروض السياسة لأجل عام واحد دون تغيير، وقال معظمهم، إنَّ بنك الشعب الصيني لديه المجال للانتظار ومراقبة ما إذا آتت إجراءات التيسير السابقة ثمارها.

وفي يناير، خفّض البنك المركزي الفائدة على قروض السياسة لأجل عام بمقدار 10 نقاط أساس إلى 2.85%، وهو أول خفض منذ أبريل 2020.

ومع ذلك؛ تطالب مجموعة متزايدة من الاقتصاديين والمستثمرين بمزيد من الدعم، وقالت شركة "سيتيك سيكيوريتيز" (Citic Securities)، إنَّه يمكن توقُّع الخفض لمتطلبات الاحتياطي الإلزامي للبنوك في أوائل مارس، وفي تقريره الفصلي الأسبوع الماضي؛ تعهد بنك الشعب الصيني بالحفاظ على تحركه النقدي "الوفير والموجه والاستباقي".

رأي "بلومبرغ إيكونوميكس":

قال ديفيد كيو، وتشانغ تشو، وهما خبيران اقتصاديان بشؤون الصين: "يلتقط بنك الصين الشعبي أنفاسه بعد أن خفّض الفائدة على تسهيلات الإقراض متوسط الأجل لمدة عام واحد الشهر الماضي، ولن يتوقف لفترة طويلة؛ إذ أكد البنك المركزي استعداده لتقديم المزيد من الدعم للنمو. ونتوقَّع الخفض التالي في أقرب وقت في الربع الثاني، ونرى أنَّ بنك الشعب الصيني سيقدّم خفضاً آخر في الربع الثالث، فيما يعد جزءاً من مجموعة أوسع من تدابير التيسير لمواجهة التباطؤ.

التيسير

وبرغم قرار الإبقاء على سعر الاقتراض لأجل عام يوم الثلاثاء؛ فإنَّ الموقف التيسيري لبنك الشعب الصيني قد ميزه عن البنوك المركزية الرئيسية الأخرى، بما في ذلك الاحتياطي الفيدرالي، الذي يشدد السياسة النقدية لترويض التضخم المرتفع، وقد تقيد احتمالية تسريع الفيدرالي لوتيرة رفع الفائدة المجال أمام الصين للمزيد من التيسير في وقت لاحق من العام الجاري، حتى لا تتسارع التدفقات الخارجية.

تراجع الطلب العالمي على السندات الصينية بالفعل وسط تقلص علاوة العائد، وتضييق الفارق بين العائد على السندات السيادية الصينية لأجل 10 سنوات، والعائد على سندات الخزانة ذات الاستحقاق المماثل إلى 73 نقطة أساس الأسبوع الماضي، وهو الأقل منذ 2019.

الأسهم تحتفل

تقدّم المكاسب التي حققتها الأسهم أمس الثلاثاء راحة بعد بداية صعبة للعام، فقد انغمس مؤشر "سي إس آي 300" في سوق هابطة الشهر الماضي بعد أن فاقت المخاوف بشأن ضعف الاقتصاد، وديون قطاع العقارات إثر التيسير النقدي المقدّم من بنك الشعب الصيني، وانخفض المؤشر بنسبة 7% تقريباً حتى الآن في عام 2022، وهو ثاني أسوأ المؤشرات أداءً بين مؤشرات الأسهم الآسيوية بعد كوريا الجنوبية.

قال لويد تشان، كبير المحللين الاستراتيجيين في ذراع إدارة الثروات في "سيتي بنك": "بخلاف القرار المتعلق بتسهيلات الاقتراض متوسط الأجل؛ أتوقَّع أن تيسّر الصين السياسة أكثر في النصف الأول من 2022.. ولهذا السبب قد يكون أداء الأسهم الصينية أفضل العام الجاري، وقد تحقِّق المكاسب فوق الـ10%".

من المحتمل أن تشير بيانات التضخم المقرر صدورها اليوم الأربعاء إلى مجال إضافي للتيسير، ويتوقَّع الاقتصاديون الذين استطلعت "بلومبرغ" رأيهم أنَّ أسعار المستهلكين سترتفع بنسبة 1% على أساس سنوي في يناير، متباطئة من زيادة قدرها 1.5% الشهر السابق، ومن المتوقَّع أن ترتفع أسعار المنتجين بنسبة 9.5%، أي أبطأ أيضاً من الزيادة البالغة 10.3% في ديسمبر، وقال بنك الشعب الصيني، إنَّ ضغوط التضخم "يمكن السيطرة عليها"، كما أنَّ تضخم أسعار المستهلكين سيظل ضمن نطاق معقول، في حين يتباطأ تضخم أسعار المنتجين.

فيما يلي جدول بتوقُّعات خطوات بنك الشعب الصيني التيسيرية للعام الجاري:

الاقتصاديون والمحللون التوقعات
ليو بريكيان من "ناتويست ماركتس" خفض 20 نقطة أساس في تسهيلات الاقتراض متوسط الأجل
تشو هاو من "كوميرز بنك" خفض 10 نقاط أساس في تكاليف الاقتراض متوسط الأجل وخفض محتمل للاحتياطي الإلزامي في النصف الأول
شي شياوجيا، الاقتصادي لدى بنك "كريدي أغريكول سي آي بي" في هونغ كونغ خفض 10 نقاط أساس في تكاليف الاقتراض متوسط الأجل وخفض محتمل للاحتياطي الإلزامي في النصف الأول
فرانسيز تشيونغ من المؤسسة الصينية المصرفية الخارجية خفض 10 نقاط أساس في تكاليف الاقتراض متوسط الأجل خلال الأشهر المقبلة
مينغ مينغ من "سيتيك سيكيوريتيز" احتمالية عالية لخفض الاحتياطي الإلزامي في مارس وأبريل
كين تشيونغ من "ميزوهو بنك" من المحتمل إجراء جولة أخرى من خفض الفائدة قبل دورة رفع الفائدة من قبل الاحتياطي الفيدرالي
بروس بانغ من "تشاينا رينيسانس سيكيوريتيز" بهونغ كونغ من المحتمل أن يخفض المركزي الصيني أسعار الفائدة والاحتياطي الإلزامي في الربع الأول
اضغط هنا لقراءة المقال الأصلي
تصنيفات

قصص قد تهمك