يبدو أنَّ دورات رفع أسعار الفائدة القوية واسعة الانتشار في الأسواق الناشئة بلغت ذروتها، بحسب خبراء استراتيجيين في مجموعة "غولدمان ساكس".
قال المحللون، وفقاً لنموذج داخلي خاص بالمجموعة، إنَّه في غضون الشهور الثلاثة القادمة، من الممكن أن تتقلّص نسبة البنوك المركزية التي ستواصل تشديد السياسة النقدية بين الدول النامية إلى 50% من نحو 70% حالياً.
زاد المضاربون يوم الخميس من رهاناتهم على أنَّ زيادات الاحتياطي الفيدرالي لأسعار الفائدة الأساسية ستكون أشد حدة في الولايات المتحدة بعد أن تخطى التضخم التوقُّعات مرة أخرى. بيد أنَّ "غولدمان ساكس" توقَّعت أن تؤدي العوامل الأساسية المحلية دوراً أكبر في السياسة النقدية للأسواق الناشئة، بما يفوق الآثار غير المباشرة الناجمة عن تشديد السياسة النقدية في الدول المتقدمة.
كتب الخبراء الاستراتيجيون، من بينهم كاماكشيا تريفيدي وقيصر ماسري، في تقرير: "على الرغم من استمرار قوة ديناميكيات التضخم في غالبية أنحاء البلاد؛ فعلى الأرجح ستجادل القوة النسبية لسوق العملات الأجنبية، وضعف زخم النمو لدى بعض ممن رفعوا أسعار الفائدة الأساسية مبكراً ضد تحريك السياسة النقدية إلى ما وراء المنطقة المحددة".
تباين
توقَّع الخبراء أن نشهد في الشهرين القادمين تبايناً في السياسة النقدية بين البنوك المركزية في الأسواق الناشئة. أسفرت السياسة النقدية المتشددة في أمريكا اللاتينية وبعض المناطق في وسط وشرق أوروبا، والشرق الأوسط، وأفريقيا عن تزايد احتمالية اتخاذ تدابير أقل تشدداً في المستقبل.
في هذه الأثناء، سيتم تشديد السياسة النقدية الميسرة على الأرجح في آسيا في آخر الأمر، في ظل تصاعد الضغوط محلياً وعالمياً. وهبطت العملات الآسيوية على غرار الروبية الهندية مقابل الدولار حتى الآن من السنة الحالية، في حين أنَّ الريال البرازيلي يأتي من بين تلك العملات التي تتصدّر المكاسب التي تحقّقت في أعقاب دورة صعود أسعار الفائدة الأساسية.
أضاف الخبراء الاقتصاديون : "في الوقت الراهن، تركّز توصياتنا التجارية النشطة على حصد علاوة تحمّل المخاطر في المرحلة الأولية لبعض منحنيات الأسواق الناشئة" التي رفعت مبكراً أسعار الفائدة الأساسية، والتي من الممكن أن تستفيد من وراء أي تراجع في الضغوط التضخمية، في حين بدأ تأثير تشديد السياسة النقدية بطريقة سريعة وضخمة حتى وقتنا هذا في التكشف من خلال سلوك تحديد السعر".
توقَّع المحللون منحنى أكثر انحداراً لأسعار الفائدة في البرازيل وكوريا الجنوبية، في مقابل منحنى أكثر تسطيحاً باعتباره التجارة الأفضل في الأسواق "التي ستشهد على الأرجح تسارعاً في عودة السياسة النقدية إلى طبيعتها خلال الشهور القادمة"، ويتضمن ذلك إندونيسيا والهند.