وحدة "HSBC" الاستثمارية تخرج عن سرب وول ستريت فيما يزدهر

طائرة تحلق فوق مبنى "HSBC" في كاناري ورف في لندن - المصدر: بلومبرغ
طائرة تحلق فوق مبنى "HSBC" في كاناري ورف في لندن - المصدر: بلومبرغ
المصدر:

بلومبرغ

يشهد وول ستريت ازدهاراً، إلا أن بنك "إتش إس بي سي هولدينغز" (HSBC Holdings) حذِر حيال دخول مساره.

حرص البنك المُدرج في لندن على الإبقاء على مسافة عن شركات الاستحواذ ذات الأغراض الخاصة المدرجة، وبالكاد انغمس في الأصول الرقمية، حيث يُركّز البنك جهود النمو على مجالات مثل إدارة الثروات، حتى فيما تحصد وحدات الأوراق المالية لدى منافسين مثل "باركليز" (Barclays) إيرادات قياسية.

رأى غريغ غويت، خريج جامعة برينستون البالغ من العمر 57 عاماً والذي يوشك على تولي مسؤولية قسم الخدمات المصرفية والأسواق العالمية في "إتش إس بي سي" منفرداً، أن هذه إشارة على أن إعادة الهيكلة المستمرة للقسم تُؤتي ثمارها؛ حيث تتمثل الرؤية بإنشاء وحدة أوراق مالية مبسطة تستهدف فرصاً محددة بدلاً من استخدام الميزانية العمومية للبنك البالغة 2 تريليون دولار لملاحقة النمو.

قال غويت في مقابلة مع بلومبرغ نيوز: "ما من شكٍ في أن الأعمال المصرفية والأسواق العالمية يجب أن تصبح نسبتها الإيرادات والميزانية العمومية لدى (إتش إس بي سي) أقل على أساس نسبي. هذا لا يعني أننا سننكمش، إلا أننا سنُشكّل نسبة أقل من الإجمالي وهذا أمر مقصود، فنحن نحقق المزيد من كفاءة رأس المال".

سيكون "إتش إس بي سي" قد خفض الأصول المرجحة بالمخاطر بنحو 100 مليار دولاربحلول نهاية هذا العام، وقد كان كثير من هذا في قسم غويت. حيث خفض البنك نحو 85% من إجمالي مثل هذه الأصول في 2020 في البنوك والأسواق العالمية، وفقاً لعرض للمستثمرين.

إحجام عن منافسة العمالقة

يؤكد ذلك تراجع "إتش إس بي سي" عن أي محاولة لمنافسة البيع بالجملة مع عمالقة وول ستريت مثل "جيه بي مورغان تشيس أند كو" (JPMorgan Chase & Co)، حيث يعطي الصدارة للاستثمار في أعمال الثروة. بلغ صافي الإيرادات في قسم الثروات والخدمات المصرفية الشخصية 22 مليار دولار في 2020، مقارنة مع 15 مليار دولار للمصارف والأسواق العالمية.

كذلك قال غويت، مشيراً إلى تكلفة ومخاطر محاولة التنافس مع اللاعبين المهيمنين في وول ستريت على جميع الجبهات: "هل نسعى جاهدين لقيادة جدول الدوري العالمي في جميع المجالات؟ لا، لأن هذا الاستثمار سيكون ضخماً، ولم ينجح أحد بذلك".

مع اكتمال الكثير من الإصلاح الشامل الآن، من المقرر أن يبتعد جورج الحيدري، الذي يشارك غويت بالرئاسة، عن العمل في مارس لقضاء عطلة مدتها ستة أشهر، ويوقف بذلك شراكة بدأت في أوائل 2020. يتولى غويت في غياب الحيدري الإدارة بشكل منفرد مؤجلاً انتقاله المخطط له منذ فترة طويلة إلى هونغ كونغ بينما يتكيف مع عبء العمل المتزايد.

قال غويت، متحدثاً بعد ساعات من إعلان التغيير في القيادة في 14 يناير، "إن إضافة الانتقال إلى توسيع مسؤولياتي هو حمل أثقل من أن يحمل".

أجّل غويت حتى الآن انتقاله مرتين إلى آسيا، وهي الوجهة التي يرى فيها "إتش إس بي سي" معظم فرص نموه، حيث قضى غويت عدة سنوات في العمل سابقاً لصالح "جيه بي مورغان تشيس أند كو". شحن غويت متعلقاته إلى هونغ كونغ في الصيف وتخارج من ممتلكاته في لندن، إلا أن المدينة الصينية شددت قيودها بسبب كوفيد، ما كان سيحد بشدة من قدرته على السفر.

حيث قال: "يبدو جلياً ومنطقياً أن أؤجل سفري إلى حين عودة جورج إلى دوره".

بيع خدمات جديدة للعملاء الحاليين

تركيز على موطن القوة

يُشكّك بعض المستثمرين في تردد "إتش إس بي سي" الواضح في استخدام نطاقه الضخم لبيع الخدمات المصرفية الاستثمارية الجديدة للعملاء الحاليين.

قال جوني دي لا هاي، المؤسس المشارك في شركة "توسكا فاند منجمنت" (Tosca Fund Management) التي تمتلك أسهماً في "إتش إس بي سي": " هناك بعض الفرص اليسيرة جداً التي يمكن الاستفادة منها، بينما تتمتع البنوك الأمريكية بمركز قوي جداً، أعتقد أن هناك فرصة للبنوك الأوروبية عند تبنّي الاستراتيجية الصحيحة".

بيّن غويت أنه يُركّز على الموقع الذي يستطيع فيه "إتش إس بي سي" أن يتفوق،

مضيفاً: "تاريخياً كنا مستعدين جداً لقبول مجرد الدخول في صفقة بأجور منخفضة، أما الآن فنحن نُركز على أن نكون في الصدارة في أسواقنا الأساسية حيث يمكننا إضافة قيمة".

إحدى فرص النمو هي تمويل الديون. حيث قال: "أعتقد أنها استراتيجية واقعية لمحاولة أن تكون رائداً عالمياً"، مقدّراً أن هذا المستوى من النمو سيحقق أكثر من 750 مليون دولار من العائدات الإضافية. سيمثل هذا زيادة بنسبة 20% في الإيرادات الناتجة عن الخدمات المصرفية العالمية في 2020.

تُعدّ آسيا من مناطق التوسع المستهدفة، حيث قال غويت: "من وجهة النظر المصرفية العالمية، سترون أننا نستثمر في سنغافورة من حيث قدراتنا المصرفية الاستثمارية لخدمة منطقة جنوب آسيا، وسترون أيضاً أننا نستثمر في الهند".

مع ذلك، قال غويت إن التحول إلى آسيا لن يكون جلياً في فريقه كما سيكون بالنسبة لبقية المجموعة، لأن جزءاً كبيراً من الإيرادات الآسيوية مستمدة من عملاء مقيمين في أماكن أخرى. قد أظهر عرض للمستثمرين العام الماضي أن نصف عائدات "إتش إس بي سي" من النقد الأجنبي في الشرق جاءت من عملاء غربيين، في حين أن حوالي 65% من إيرادات خدمات الأوراق المالية في الشرق نشأت من الغرب.

قال غويت إن الاحتفاظ بالمواهب ما يزال يُمثّل أولوية في حين أن البنك الاستثماري قد يقوم بعملية دمج، وأضاف قوله: "إننا نشهد ضغطاً تصاعدياً في الأجور وهذا ينطبق على قسم الدمج والاستحواذ كما على فروعنا... علينا أن نحافظ على تنافسيتنا في الأجور".

اضغط هنا لقراءة المقال الأصلي
تصنيفات

قصص قد تهمك