تتأهب مجموعة "كريدي سويس" لأن تواجه دفع رسوم قانونية كبيرة في الربع الرابع، وحذرت من التخارج من وحدة الثروات الرئيسية، متوجة بذلك عاماً صعباً للبنك بعد سلسلة من الفضائح والاضطرابات الإدارية.
طالع المزيد: دعوى قضائية تلاحق "كريدي سويس" بسبب فضيحتَي "غرينسل" و"أركيغوس"
يعتزم البنك تخصيص 500 مليون فرنك (546 مليون دولار) لأعمال التقاضي الناجم بشكل أساسي عن أعماله المصرفية الاستثمارية، وفقاً لبيان صادر عن ثاني أكبر بنك في سويسرا اليوم الثلاثاء.
سوف تتكبد الوحدة خسارة ربع سنوية إذ تقلل المخاطر وتعيد ظروف التداول إلى وضعها الطبيعي، في حين شهدت وحدة الثروات تخارجات مع تراجع العملاء، لا سيما في آسيا.
تمثل مشكلات الأداء والرسوم الإضافية أسوأ أداء خلال عام للبنك منذ الأزمة المالية بعد أن اهتز بسبب انهيار "أركيغوس كابيتال مانجمنت" (Archegos Capital Management ) و "غرينسل كابيتال" (Greensill Capital).
إعادة الثقة
كافح الرئيس التنفيذي توماس جوتشتاين لإعادة الثقة بين الموظفين والمستثمرين بعد هجرة المواهب.
أصبحت إعادة التشغيل تحت قيادة المصرفي الشهير أنطونيو هورتا أوسوريو، موضع شك، بعد إقالته من توليه منصب رئيس مجلس الإدارة بعد تسعة أشهر.
اقرأ أيضاً: استقالات جماعية من "كريدي سويس" عقب انهيار صندوق "آركيغوس"
حذر "كريدي سويس" بالفعل في نوفمبر من أنه سيتكبد خسارة صافية، بسبب انخفاض أو عجز قيمته 1.6 مليار فرنك مرتبط بإعادة هيكلته. من شأن تكبد الرسوم الجديدة أن تؤثر على نتائج الأعمال.
قال البنك إنه يتوقع أن يكون دخله قبل الضرائب يقترب من الصفر في الربع الأخير قبل فرض رسوم إعادة الهيكلة الكبيرة.
فقدت أسهم "كريدي سويس" ما يقرب من ثلث قيمتها خلال العام الماضي، أسوأ أداء بين البنوك الأوروبية الكبيرة، التي انتعشت بفعل احتمال ارتفاع أسعار الفائدة.
المخصصات الجديدة
قال بنك كريدي سويس إن المخصصات الجديدة، التي سيتم تعويضها جزئياً من خلال المكاسب من مبيعات العقارات، تأتي من "عدد من القضايا التي قامت فيها المجموعة بمتابعة التسويات بشكل استباقي"، دون إعطاء تفاصيل حول الدعاوى القضائية التي تشملها أو تغطيها الرسوم.
قال البنك إن الإيرادات القائمة على المعاملات في البنك الاستثماري وأعمال الثروات تراجعت، مما يعكس تباطؤاً موسمياً وعودة الظروف إلى حالة طبيعية أكثر بعد "البيئة الاستثنائية" في عامي 2020 و2021.
كانت الخسارة في البنك الاستثماري قبل انخفاض قيمة رسم الشهرة أو السمعة التجارية، وتعكس أيضاً التخارج من أعمال السمسرة الرئيسية في أزمة "أركيغوس".
قال البنك أيضاً إنه شهد تباطؤاً "كبيراً" في نشاط المعاملات في أقسام إدارة الثروات الدولية وآسيا والمحيط الهادئ، بما في ذلك خفض الرافعة المالية (الاستدانة) من قبل العملاء في آسيا وسط تقلبات السوق. سيؤدي ذلك إلى تسجيل صافي أصول جديدة سلبية لأعماله المتعلقة بالثروة، على الرغم من أن ذلك ستقابله التدفقات الداخلة في وحدة إدارة الأصول.
وحدة الثروة
كانت وحدة الثروة محل تركيز هورتا أوسوريو، الذي كان يُنظر إليه على نطاق واسع على أنه مهندس تحول استراتيجي في أواخر العام الماضي لنقل الموارد بعيداً عن البنك الاستثماري، بما في ذلك التخارج من أعمال السمسرة الرئيسية في ظل تفجر أزمة "أركيغوس".
تم تعيينه لتحسين إدارة المخاطر وغرس الشعور بالمساءلة الشخصية، وأطيح به من منصبه بعد أكثر من أسبوع بقليل لخرقه قواعد الحجر الصحي.
أثار تعيين أكسل بي ليمان رئيساً جديداً لمجلس الإدارة تساؤلات حول ما إذا كان هو وجوتشتاين سيواصلان الإستراتيجية أو يسعيان لإجراء أي تغيير آخر بالطبع، بما في ذلك المزيد من التخفيضات في البنك الاستثماري.
قال ليمان إن البنك يسير على المسار الاستراتيجي الصحيح، وإنه سيواصل تعزيز ثقافة المخاطر لديه.