قال "ستاندرد بنك" (Standard Bank) إن 99% من معاملاته في جنوب إفريقيا أصبحت الآن غير نقدية، وهو الاتجاه الذي ساعد أكبر بنك في القارة من حيث الأصول على خفض التكاليف.
قال سيم تشابالالا، الرئيس التنفيذي لـِ "ستاندرد بنك"، في مقابلة مع رئيس تحرير بلومبرغ نيوز، ماثيو وينكلر، في حوار مبتكري وسائل الإعلام التجارية في أفريقيا: "إنه أمر غير عادي، فما رأيناه هو تحول مذهل إلى الطرق الإلكترونية لتنفيذ العمليات".
يُشار إلى أن "ستاندرد بنك"، الذي يعود تاريخه إلى عام 1862، يسعى إلى إضافة ما لا يقل عن 10 ملايين عميل بحلول عام 2025، ويرى أن شركات التكنولوجيا مثل "أمازون" ، و"علي بابا غروب هولدينغ" ، و"أوبر تكنولوجيز" هي من بين أكبر المنافسين داخل أفريقيا.
التحول نحو الخدمات الرقمية
الجائحة والإغلاق الذي تلاها في أنحاء القارة دفعا عملاء "ستاندرد بنك" إلى التحول نحو الخدمات المصرفية الرقمية. وقد أسهم السكان الشباب البارعون في مجال التكنولوجيا في أفريقيا – التي تفتقر العديد من البلدان فيها إلى البنية التحتية المالية في كثير من الأحيان – في تسريع هذه العملية. كما خفّض البنك الذي يتّخذ من جوهانسبرغ مقراً له عدد فروعه وكذلك المساحة الأرضية في مكاتبه للمساعدة في خفض النفقات.
تجدر الإشارة إلى أن المعاملات الرقمية خارج الدولة الأكثر تصنيعاً في أفريقيا، تُمثّل 95% من حجم البنك، وفقاً لتشابالالا.
حيث أدى التحول في تفضيلات المستهلكين إلى وضع أفريقيا في مقدمة الاقتصادات الأكثر تقدماً والأسواق الناشئة الرئيسية.
أما في الولايات المتحدة، فيستخدم حوالي 82% من العملاء المدفوعات الرقمية - التي تُعرّف بأنها تشمل عمليات الشراء عبر الإنترنت القائمة على المتصفح أو داخل التطبيق - وفقاً لشركة "ماكينزي أند كو"، وستُشكّل المدفوعات الرقمية 72% من جميع المعاملات في الهند بحلول عام 2025، وفقاً لشركة "إيه سي آي وورلدوايد" (ACI Worldwide).
كذلك قال تشابالالا إن "ستاندرد بنك" يُخطط لإقامة تحالفات مع شركاء التوزيع وتوسيع عروض منتجاته في ظل تعافيه من جائحة كورونا.
نقاط بارزة من المقابلة:
· حول الاستدامة: "يلتزم "ستاندرد بنك" بالحياد الكربوني، كما هو الحال مع الجميع، بحلول عام 2025. ومع ذلك، يتعين علينا القيام بذلك في سياق انتقال عادل على النحو المتوخى في اتفاقية باريس".
· حول تغير المناخ: "علينا فعل كل ذلك - التأكد من تحويل الاقتصاد، والابتعاد عن الأصول البنية والانتقال إلى الأصول الخضراء، وإجراء الاستثمارات المناسبة، وأن نفعل ذلك بطريقة تأخذ بعين الاعتبار حقيقة أن هناك بشراً لديهم وظائف".
· حول الانتقال العادل إلى الطاقة الخضراء: "يتم توليد طاقة اسكوم بشكل حصري تقريباً عن طريق الفحم. ولن يجادل أي عاقل بأن هذا الوضع يجب أن يستمر على المدى الطويل. وفي الواقع، تمكّنتْ اسكوم من مساعدة حكومة جنوب أفريقيا في توليد 8.5 مليار دولار من التمويل الذي جرى ترتيبه لأغراض المساعدة في تخضير اقتصاد جنوب أفريقيا. وهنا يكمن الاقتراح القائم على التضامن الاجتماعي العالمي، والالتزام باقتصاد أخضر، حتى في أفريقيا، ولكن التأكد من أن هذا التغيير وهذا الانتقال يحدث بطريقة عقلانية وعادلة، بحيث لا نصل إلى التفكك الاجتماعي".