تتزايد توقُّعات خفض الفائدة في الصين هذا العام بعد تعهد السلطات بضمان الاستقرار الاقتصادي.
يقول استراتيجي العملة في "سكوتي بنك كيو أي غاو" إنَّ "بنك الشعب" قد يُخفِّض تكلفة القروض متوسطة الأجل - سعر الفائدة الرئيسي - في أقرب وقت خلال الأسبوع المقبل، متوقِّعين خفضاً بمقدار 5 إلى 10 نقاط أساس من 2.95% ليكون بذلك أول خفض للفائدة منذ أبريل 2020.
أوميكرون يدفع "غولدمان" لخفض توقع نمو اقتصاد الصين إلى 4.3%
يرى الاستراتيجيون في "مجموعة أستراليا ونيوزيلندا المصرفية" أنَّ معدل الفائدة لأجل عام واحد "يبدو مرتفعاً للغاية"، في حين لم يحددوا متى يمكن أن يتم الخفض. كذلك أشار الاقتصاديون في بنك "بي إن بي باريبا"، و"دي بي إس بنك" لاحتمال اتخاذ الإجراء نفسه.
زادت التوقُّعات بتيسير السياسة النقدية بشكل عاجل بالتزامن مع تعهد البنك المركزي الصيني في ديسمبر باتخاذ إجراءات "استباقية".
كما تضيف حالات تفشي وباء كورونا، وعمليات الإغلاق الجديدة إلى التحديات التي يواجهها الاقتصاد الذي يعاني بالفعل من ضعف الاستهلاك الخاص، وتباطؤ سوق العقارات.
في مقابل السياسة الصينية الأكثر مرونة؛ يتوقَّع المتداولون العكس في الولايات المتحدة، وأن يرفع "الاحتياطي الفيدرالي" أسعار الفائدة 4 مرات هذا العام.
تباطؤ النمو
لقد ظهر بوضوح منذ مطلع سبتمبر أنَّ هناك تحولاً في السياسة النقدية للصين. فقد أشرف الرئيس شي جين بينغ على اجتماع "المكتب السياسي للحزب الشيوعي"، وانتهى بالإشارة لتخفيف القيود على العقارات الذي يمثل عاملاً رئيسياً لدعم الاقتصاد.
وبعدها خفّض "بنك الشعب" الاحتياطي النقدي المطلوب من البنوك الاحتفاظ به بهدف ضخ المزيد من السيولة في النظام المالي، وقد أعقب ذلك خفض البنوك الصينية سعر الإقراض الرئيسي في ديسمبر للمرة الأولى منذ 20 شهراً.
عمليات الإغلاق الصينية تُعرقل نمو الطلب على النفط
من المرجح إعلان "بنك الشعب" البيانات الشهرية الخاصة بالإقراض متوسط الأجل في 17 يناير، وهو نفس اليوم الذي ستصدر فيه الحكومة بيانات تظهر أنَّ الاقتصاد قد تباطأ على الأرجح حسب التوقُّعات إلى 3.6% في الربع الرابع وفقاً لمسح للاقتصاديين أجرته بلومبرغ ليسجل في حال الإعلان عن البيانات أضعف وتيرة نمو منذ الربع الثاني من عام 2020.
لا يوجد إجماع على الدعوة لسياسة خفض أسعار الفائدة. إذ ترى هوي شان الخبيرة الاقتصادية الصينية في مجموعة "غولدمان ساكس" بحسب تصريحاتها لتلفزيون بلومبرغ في وقت سابق من هذا الشهر، أنَّ الأمر يعتمد على ما إذا كانت بيانات نمو الائتمان ستُظهر ضعف الطلب.
كما يستبعد "ستاندرد تشارترد" أن تتخذ الصين سياسة عدوانية خاصة بالتزامن مع بدء "الاحتياطي الفيدرالي" دورة التشديد النقدي بسبب مخاطر التقلب في الأسواق الناشئة.
قال بيكي ليو رئيس استراتيجية الاقتصاد الكلي الصيني في "ستاندرد تشارترد": "من النادر تاريخياً أن يخفض بنك الشعب الصيني أسعار الفائدة بالتزامن مع رفع الاحتياطي الفيدرالي أسعار الفائدة، وكان آخر مرة يحدث ذلك قبل أكثر من 20 سنة في يونيو 1999".