حظرت الصين جميع معاملات العملات المشفرة وتعهدت بوقف التعدين غير القانوني لها، ما وجه أقوى ضربة حتى الآن لصناعة قيمتها تريليون دولار.
وقال بنك الشعب الصيني على موقعه على الإنترنت إن جميع المعاملات المتعلقة بالعملات المشفرة ستعتبر نشاطاً مالياً غير مشروع، بما في ذلك الخدمات التي تقدمها الأسواق الخارجية للمقيمين المحليين.
يمثل قرار البنك أكثر الخطوات صرامة حتى الآن اتخذتها الصين ضد العملات المشفرة، ويوجه ضربة لقلب سوق ازدهرت هذا العام وجذبت المتحمسين -بما في ذلك الملياردير إيلون ماسك. لطالما أعربت الصين عن استيائها من العملات المشفرة بسبب علاقاتها بالاحتيال وغسيل الأموال والاستخدام المفرط للطاقة.
تراجعت بتكوين في أعقاب الإعلان، وانخفضت بنسبة 6% إلى حوالي 41.8 ألف دولار اعتباراً من الساعة 7:05 صباح الجمعة في نيويورك. نهج الصين الصارم هو جزء من سبب انهيار أسعار بتكوين في مايو. وكافحت العملة المشرفة في محاولة لاستعادة أعلى مستوياتها السابقة فوق 60 ألف دولار.
كما تراجعت إيثريوم، جنباً إلى جنب مع الأسهم الأخرى ذات الصلة بالعملات المشفرة.
اضغط هنا للاطلاع على أسعار جميع العملات المشفرة والرقمية
وهنا للاطلاع على كل الأخبار والتحليلات المتعلقة بها
وفي الوقت نفسه ، قالت وكالة التخطيط الاقتصادي في البلاد إن مهمة الصين الملحة هي القضاء على تعدين العملات المشفرة وإن الحملة مهمة لتحقيق أهداف الكربون.
التأثير الفعلي
على الرغم من أنه لا يزال هناك مضاربون صينيون ينشطون من داخل البلاد، إلا أن النشاط تحول بالفعل إلى خارج البلاد على مر السنين وسط لوائح صارمة بشكل متزايد، بحسب رأي كلارا ميدالي، قائدة البحث في شركة كايكو (Kaiko) للبيانات.
وتقول ميدالي: "الأخبار القادمة من الصين تؤثر بالتأكيد على الأسواق لأنها يمكن أن تزعزع معنويات السوق. لكن التأثير الفعلي لحظر صيني آخر له وقع ضئيل على هيكل السوق الأساسي في هذه المرحلة".
تعتبر الصين موطناً لأعداد كبيرة من العاملين في تعدين المشفرة في العالم، والذين يحتاجون إلى كميات هائلة من الطاقة؛ وبالتالي يتعارضون مع جهود الدولة للحد من انبعاثات غازات الاحتباس الحراري. كما تعتبر البلد لاعباً مهيمناً في العملات المشفرة، حيث شهدت في أبريل معالجة 46% من معدل التجزئة العالمي، وهو مقياس لقوة الحوسبة المستخدمة في التعدين والمعالجة، وفقاً لمؤشر "كامبريدج بتكوين" لاستهلاك الكهرباء.
بيئة متوترة
عادت بتكوين والعملات المشفرة الأخرى إلى موقع الدفاع بعد ارتدادها من أدنى مستوياتها في يوليو. ففي الولايات المتحدة، يُصدر المنظمون الآن أيضاً تحذيرات قوية للصناعة بأنها في خطر تكرار الثقافة السامة قبل الأزمة المالية لعام 2008. وفي وقت سابق من هذا الشهر ، أرسلت لجنة الأوراق المالية والبورصات إشعاراً إلى بورصة "كوين بيس غلوبال" (Coinbase Global) بأنه يمكن مقاضاتها بسبب عرضها حسابات مقترحة بأسعار فائدة عالية.
وقال فيجاي أيار، رئيس منطقة آسيا والمحيط الهادئ في شركة "لونو" (Luno) لتداول العملة المشفرة في سنغافورة ، إنه على الرغم من أن الحكومة الصينية قد أصدرت تصريحات مماثلة في الماضي، إلا أنها "بيئة عصبية بعض الشيء للعملات المشفرة من حيث تعليقات هيئة الأوراق المالية والبورصات الأمريكية الأخيرة بشانها، وبيئة الاقتصاد الكلي، وكذلك أخبار مجموعة "إيفرغراند". لذلك فإن أي تعليقات من هذا النوع ستؤدي إلى بيع الأصول الخطرة".
تعهدات الصين بتقليل الانبعاثات وعود"زائفة" وخطط قد لا تُنفَّذ
ويرى أنتوني ترينشيف، المؤسس المشارك لشركة "نيكسو" (Nexo) أنه يتوجب على المستثمرين أن يتوقعوا رد فعل سريع للسعر، حيث تعمل الصين على تجريد بتكوين من قواها؛ لافتاً إلى أن الانتعاش الأخير في سعر العملة المشفرة من أقل بقليل من 40 ألف دولار قد استكمل مجراه في الوقت الحالي.