تسعى شركة "أدنوك للغاز" الإماراتية إلى الاستحواذ على مشروع "الرويس" للغاز الطبيعي المسال ضمن خطتها لاستثمار 13 مليار دولار في فرص نمو محلية وعالمية بين عامي 2024 و2028، إذ تستهدف مضاعفة طاقتها الإنتاجية من الغاز الطبيعي المسال خلال أربع سنوات، وفق بيان عن الشركة صدر اليوم الثلاثاء.
"الرويس" للغاز الطبيعي هو مشروع استراتيجي لـ"أدنوك" ودولة الإمارات العربية المتحدة، وتقدم "أدنوك للغاز" حالياً له الدعم الفني.
اكتسب المشروع زخماً متزايداً بعد منح "أدنوك" مؤخراً عقداً في مجالي الهندسة والمشتريات والإنشاءات للمشروع في الربع الأول من العام الجاري، كما وقعت "أدنوك" اتفاقيتين طويلتي الأجل لتوريد الغاز الطبيعي من المنشأة، حسب البيان.
توفر "أدنوك للغاز"، المدرجة في سوق أبوظبي للأوراق المالية، حوالي 60% من احتياجات الغاز في دولة الإمارات، كما توفر منتجاتها للعملاء في أكثر من 20 دولة، وفق بيان.
تستعد شركة "بترول أبوظبي الوطنية" (أدنوك) للتوصل إلى قرار استثماري نهائي بشأن المشروع، بمدينة الرويس الصناعية في الظفرة بأبوظبي، خلال النصف الأول من عام 2024، حسبما أوردت "بلومبرغ" نقلاً عن أشخاص مطلعين على الخطة في وقت سابق.
صرحت الشركة سابقاً أنها تريد بدء التصدير من المنشأة بحلول عام 2028.
وتراهن الإمارات وقطر بعشرات المليارات من الدولارات على احتياج العالم لمزيد من الغاز الطبيعي كوقود انتقالي للتحول إلى مصادر الطاقة المتجددة، بينما يقول آخرون إن التوقعات أقل تفاؤلاً من ذلك. تقدر وكالة الطاقة الدولية وصول الطلب على الغاز إلى ذروته في جميع السيناريوهات المتوقعة بحلول عام 2030.
رغم أن "أدنوك" اتفقت على بيع بعض الإمدادات من مشروع الرويس بموجب صفقات طويلة الأجل، فإن الغالبية العظمى المتبقية لم يتم التعاقد عليها، وفق بيانات "بلومبرغ إن إي إف". تستهدف الإمارات تحقيق الاكتفاء الذاتي من الغاز بحلول 2030، وفق وزير الطاقة الإماراتي سهيل المزروعي في تصريحات سابقة لـ"الشرق".
"النمو عالمياً"
تأتي تحركات الإمارات لزيادة إنتاجها من الغاز الطبيعي المسال بالتزامن مع توقف الولايات المتحدة عن الموافقة على تصاريح جديدة لصادرات الغاز الطبيعي المسال، مما يهدد بتأخير المشروعات المتوقعة من الآن وحتى 2030 هناك. كما يوفر ذلك فرصة سانحة لتعزيز منشآت استخراج وتصدير الغاز في دول أخرى.
وحسب البيان، تتمتع "أدنوك للغاز" "بوضع مثالي للاستفادة من زيادة متوقعة لكمية الغاز المصاحب للنفط، حيث تُخطط "أدنوك" لزيادة قدرتها الإنتاجية إلى خمسة ملايين برميل يومياً بحلول 2027.
تسعى "أدنوك للغاز" إلى النمو عالمياً من خلال الاستحواذ على مراكز جديدة في سلسلة قيمة الغاز في أوروبا والهند والصين وجنوب شرق آسيا بهدف تعزيز مكانة الدولة في الأسواق الدولية لمبيعات الغاز الطبيعي المسال وتحقيق عوائد إضافية تعزز أعمالها الحالية.
خلال الربع الأول من 2024، أنفقت "أدنوك للغاز" 387 مليون دولار من النفقات الرأسمالية بزيادة 123% على أساس سنوي في اثنين من مشاريعها الاستراتيجية للنمو. كما وقعت خلال نفس الفترة اتفاقية جديدة لتوريد نصف مليون طن متري من الغاز الطبيعي المسال لمدة 10 سنوات مع "غايل" الهندية.
خلال عام 2023 حافظت "أدنوك للغاز" على زخم مبيعات قوي من خلال توقيع العديد من اتفاقيات الغاز الطبيعي المسال بقيمة تراوحت بين 34.5 مليار درهم (9.4 مليار دولار) و44 مليار درهم (12 مليار دولار)، واستمرت في الاستثمار لتلبية الطلب المحلي والدولي على الغاز الطبيعي، حسب إفصاح سابق.
تُعَدّ "أدنوك للغاز" من أكبر كيانات معالجة الغاز في العالم، بسعة 10 مليارات قدم مكعبة في اليوم عبر ثمانية مواقع برية وبحرية وشبكة خطوط أنابيب تمتد إلى أكثر من 3,250 كيلومتراً (2,019 ميلاً).
تراجعت أرباح شركة "أدنوك للغاز" بنسبة 7% خلال الربع الأول من العام الجاري على أساس سنوي لتصل إلى 1.187 مليار دولار، بعد ارتفاع مصروفات الضرائب مع بدء تسجيل الشركة ضريبة الدخل منذ منتصف العام الماضي. أظهرت البيانات المالية للشركة نمو إيراداتها بنسبة 11% إلى 4.6 مليار دولار، فق إفصاح.